وفي المقابل
لا أحد منهم يحفظ دعاء الخروج من المنزل
والدخول إليه ودعاء الركوب وأذكار قبل النوم
وأذكار الصباح والمساء
.
لن نتطور
مادام المسلمون يحتفلون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
وليلة الإسراء والمعراج في الثاني عشر من ربيع الأول
والسابع والعشرون من رجب
بطرق لم نسمع عنها في القرآن ولا السنة.
الرسول علية الصلاة والسلام بنفسه لم يقم بذلك ولا صحابته ولا تابعيه
يعتبرون ذلك تقديراً للرسول
.
وفي المقابل
لم يكلّف أحدهم نفسه ويقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
ليقتدي به ويقدّره حقّ تقدير لأنّه لو فعل ذلك لعلم أنّ لا شيء مؤكد
عن تاريخ مولده سوى أنه في عام الفيل وفي يوم الإثنين
وأنّ حادثة الإسراء والمعراج تاريخها غير مؤكد
لا يومها ولا شهرها ولا عامها
وتوجد ستّة أقوال مختلفة عن تاريخ هذه الليلة
وقول أنّها حدثت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب
أحد الأقوال المردودة
وليتهم يتّعظون فعلاً مما حدث في ليلة الإسراء والمعراج
.
لن نتطوّر
مادام فعل "المنقود"
الذي يخالف العادات والتقاليد المتوارثة يعتبر اكبر من مخالفة الشرع
بينما فعل "الحرام" الذي يخالف الشرع ولا يمسّ تلك العادات أو يوافقها
أمراً عادياً جداً
.
لن نتطوّر
مادام الأغلب يسمع الأغاني والمثقّف المتفلسف منهم
يرى أنّ الأغاني الحديثة هابطة ويتمسّك بالطرب "الأصيل"
من الزمن الأغبر
ويفاخرون بالموسيفى "التراثية" بين شعوب الكفّار
.
في المقابل
الكفّار أنفسهم يستغربون كيف يقول بعض المسلمين أن الأغاني حرام
والبعض الآخر يرقص على أنغامها دون تردد
.
في المقابل
لا يفكّر أحدهم أنّ الاستماع إلى تلك الأغاني محرّم ولا يستنكرون فعل هذا الحرام
وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر
والمعازف"
أتساءل إن كان من يسمع الأغاني يطمح ليكون من هذه الفئة
من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم بالذات
.
لن نتطوّر
مادام الطلاب والطالبات يذهبون إلى المدارس رغماً عنهم
وفضولهم يدفعهم لمعرفة ذلك الذي اخترع فكرة المدرسة
والواجبات والامتحانات
" لشتمه فقط "
ويتذمّرون من كل شيء
ويتفنّون في الدعاء على وزير التربية
" أيّاً كان"
ويطلقون الألقاب على كل من يهتمّ بدراسته وكأنّه يرتكب جرماً ما
ويتأفف كل منهم ألف مرّة قبل أن يبدأ في المذاكرة
.
في المقابل
ينسون أن التعليم الذي يحصلون عليه بكلّ سلبياته نعمة
يتمنى الكثير الحصول عليها
وينسون أنّ تعلمهم واجتهادهم في الدراسة سيفيدهم هم
وأنّه وسيلتهم للوصول إلى التطوّر المنشود
ويندر أن ترى أحد الطلاب أو الطالبات
يقرأ عن المادة التي يحب من مصادر خارجية في غير أوقات الدراسة
لثقيف نفسه
والأهم أن لا أحد يتذكّر أن الاجتهاد في الدراسة جزء من كونه مسلماً
لأنّ "الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"
.
لن نتطوّر
مادام طلاّب وطالبات الجامعات يتذمّرون من الحاسب الآلي المحمول
الذي يشترونه من الجامعة ويجعلونه أكثر الأجهزة سوءاً في العالم
ويتذمّرون من كثرة المشاريع والامتحانات ولا يحرصون على أن يكون عملهم متقناً
ولا يحاولون الإبداع في المجال الذي اختاروه بأنفسهم
فقط أي شيء ليجتازوا المادة
.
في المقابل
طلاب وطالبات الجامعات في دول الغرب يقدمون للعالم اختراعات وأبحاث وأشياء جديدة
طلاّبنا لا يعلمون أن هناك من يكافح للحصول على فرصة دراسة جامعية لأن عليه أن يدفع
ولا يعلمون أنّ مستخدمي الانترنت في العالم لا تتجاوز نسبتهم 23%
وهم يصلون إلى الانترنت مجاناُ في مؤسساتهم التعليمية
ولا يحمدون الله بأنّهم من ضمن هؤلاء الـ 23% ولا يفكّرون في استغلال هذه الوسيلة استخداماً سليماً ولا يعتبرونها جزءاً من التطور المنشود الذي يساهم في زيادة علمهم
.
طلابّنا هكذا ويقال :
أننا من أمّة " اقرأ " كيف هي القراءة بالضبط
.
لن نتطوّر..
مادام الجميع يفاخر بانتمائه لوطنه..ومدينته تحديداً..
وقبيلته بتحديدٍ أدّق..
ويحرص على الظهور بصورةٍ تشرّف كلّ ما سبق
ويستميت في الدفاع عن هويّته " بالأقوال"
والافتخار بالاسلام هو الفخر الحقيقي
.
في المقابل
ينسون تماماً أنّهم
من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم ولا يكلّف أحدهم نفسه
بالتزام سنّة النبي صلى الله عليه وسلم
في أفعاله وأقواله والظهور بصورةٍ تليق بأفراد أمّة محمد صلى الله عليه وسلم
.
لن نتطوّر
مادام الشباب المسلم يصاب بأزمة نفسية وانتكاسة مزاجية بسبب خسارة فريقه أو منتخبه الوطني
في أحد المباريات ويتطوّر الأمر أحياناً إلى أن تستيقظ فيه الحميّة
ويذهب مع أصدقائه لبدء معركة مع جمهور الفريق الفائز
.
في المقابل
لا تهتّز في شعرة حين يقرأ القرآن ويقرأ عن العذاب في الآخرة
ولا تتحرّك أعصابه
حين يرى الحرام يُرتكب أمامه
وتبقى حميّته في سبات عميق
ربّما لأنه من ضمن من يرتكبون ذلك الحرام!
.
لن نتطوّر
مادام الناس عندنا ينتقدون هذا وذاك في غيابهم
ويسكت الجميع في حضورهم
.
في المقابل
ينسى الجميع أن " الدين نصيحة "
ولا أحد يفكّر في نصح هذا أو ذاك
ولا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر
.
لن نتطوّر
مادام كل من يقرأ هذا الموضوع
يهزّ رأسه موافقاً ويردد " هذا حالنا " ولا يفعل أي شيء لتغيير هذا الحال
ولا يبدأ بنفسه
.
لن نتطوّر
مادام
ومادام
ومادام
.
.
.
.
سنُدفن تحت أكوام التخلّف أحياء
ونحن لم نتطور بعد
.
..
منقول