كتب صالح الشحي :
يقال: ضربتان في الرأس توجع.. فكيف إن كانت ثلاثا؟ رأس المواطن السعودي سيتلقى ثلاث ضربات متتالية خلال الأسابيع القادمة. أما الضربة الأولى فهي العودة للمدارس وما يترتب عليها من مصاريف، وليل من الطلبات والشكليات لا ينتهي! وأما الضربة الثانية فهي المصاريف المترتبة على قدوم شهر رمضان المبارك. وأما الضربة الثالثة فهي تلك الناتجة عن مصاريف عيد الفطر السعيد! قبل سنتين كنت أشفق على المتقاعد الذي يتقاضى راتبا شهريا لا يتجاوز 2000 ريال.. اليوم أقسم لكم بالله إنني أشفق جدا على حالة الموظف الذي يتقاضى 4000 ريال. أسأل نفسي: كيف يستطيع هذا الموظف بهذا الراتب أن يستأجر بيتا ويتزوج ويشتري سيارة ويعول أسرة ويوفر لها سبل العيش الكريم؟ كيف يستطيع هذا الموظف بهذا الراتب أن يعالج طفلاً ويسدد فاتورة جوال وفاتورة كهرباء؟
ولو استمر الوضع كما هو دون تدخل حاسم وجاد من الحكومة فسيأتي يومٌ قريب سنشفق فيه على الموظف الذي يتقاضى راتب 8000 ريال. الأسعار ترتفع بشكل جنوني ومثير للغرابة والعجب، أسعار الإيجارات نار.. أسعار السيارات نار.. أسعار الأراضي نار.. حتى الأرز غذاء الفقراء ستطاله نار الأسعار. الأسعار تواصل ارتفاعها الجنوني، وليس صحيحا ما يقال إن ذلك مرتبط بظروف خارجية، وحتى لو افترضنا صحة ذلك، المواطن ليس معنيا بذلك.. المواطن يريد عيشاً كريما وحياة كريمة.. الناس لم تعد تفكر بالكماليات.. انتهى زمن الكماليات وولى.. اليوم الناس لا تريد سوى ضروريات الحياة. الناس قلقون على المستقبل.. والأيام القادمة (بالذات) بحاجة لتدخل حكومي جاد.. المواطن بحاجة لمن يقي رأسه من الضربات الثلاث القادمة.
حسبي الله ونعم الوكيل