أعاد حاج ماليزي حجرا صغيرا من بقايا الحصى التي رمى بها الجمرات أثناء وجوده لأداء الفريضة، حيث اكتشف بعد وصوله وطنه وجود هذا الحجر في حقيبته فأصرَّ على إعادته مرة أخرى إلى مزدلفة، فقام بجلب علبة زجاج صغيرة ذات قيمة ونظَّف الحجر وعطَّره ووضعه داخل العلبة ثم كتب رسالة إلى مدير بريد العاصمة المقدسة وأرفقها بمبلغ 10 ريالات طلب من مدير البريد أن يدفعها لسائق سيارة أجرة لإعادة الحجر إلى مكانه. وقام مدير بريد العاصمة المقدسة عبدالمحسن بن سلمي الردادي شخصيا بإيصال الأمانة «الحجر» إلى مزدلفة وكتب رسالة لذلك للحاج وأعاد إليه الريالات العشرة ومعها مصحف ومسبحة.
وتبيَّن أن الحاج كان مهتما بالحجر لدرجة أنه وضعه داخل زجاج ثمين بعد أن قام بتنظيفه من الأتربة ومسحه بعطر ذي رائحة زكية.
تعليق
وأتضح لنا الأتي:
1- قال الإمام الشافعي رحمه الله: [لا خيرَ في أن يُخرج من حجارة الحرم، ولا ترابه شيء إلى الحل؛ لأنَّ له حرمة ثبتت بايَنَ بها ما سواها من البلدان، ولا أرى - والله تعالى أعلم - أن جائزًا لأحد أن يزيله من الموضع الذي باين به البلدان إلى أن يصير كغيره]
2_ وقال ابن حزم رحمه الله: [ولا يخرج شيء من تراب الحرم ولا حجارته إلى الحل]
3_ عن عطاء قال: [يُكره أن يُخرج من تراب الحرم إلى الحل، أو يدخل تراب الحل إلى الحرم]
4_ صرح الشافعية [بحرمة نقل تراب الحرم، وأحجاره، وما عمل من طينه - كالأباريق وغيرها - إلى الحل، فيجب رده إلى الحرم]
5- من أخذ شيئا من تراب الحرم إلى خارجه فعليه أن يستغفر الله تعالى من فعله أولاً، ثم عليه أن يرجعه إلى أي بقعة في الحرم إن استطاع، ولا يجب أن يردَّه بنفسه، بل لو أعطاه لمن يوثق به ليرده: جاز له ذلك فإن لم يستطع هذا ولا ذاك: فيضعها في أي مكان طاهر.
6- وقال الماوردي رحمه الله: [فإن أخرج من حجارة الحرم، أو من ترابه شيئًا: فعليه ردُّه إلى موضعه، وإعادته إلى الحرم]
يعني الماليزي رجع الحجر عشان كذا الله يجزاه خير ..