قرأت
تقارير وأخباراً صحفية حول جنون "الطماطم" بعد ارتفاع أسعارها الكبير الذي لم تشهده الأسواق مسبقاً، فمن الطبيعي ارتفاع سعرها مع بداية الشتاء ولكن بدايته هذه المرة كانت ملتهبة جداً ليست كالعادة السنوية بفضل "الطماطم"، ويعزو بعض المزارعين السبب في ارتفاع سعرها أن الطماطم تموت في هذا الوقت كونها لا تتحمل أجواءنا الباردة (والتي برد شتائها يكسر العظم وحر صيفها يشوي الأبدان)، كما أن المستورد ينقطع في هذا الموسم لينفرد في الساحة (طماطم المحمية) فارداً عضلاته على المستهلك دون أن يقف بوجهه أحد، أضف إلى ذلك أن المستهلك أصبح مثل "الأعمى" بعد اختفاء مؤشر السلع الذي كان سنداً له في الماضي قبل أن "يحال" على "التقاعد"، كما أن "ذوي القلوب القاسية" اعتادوا خلال سنوات على أن يكون استغلالهم للمواسم بشكل مبالغ فيه وغير منطقي، وفي رحلة البحث عن الحلول لمثل هذه المشاكل التي استعصت على بعض الجهات مواجهتها ولجمها فقد ..
سمعت
شاب سعودي في حوارٍ مع أحد رجال الأعمال "من كبار السن" وهو يستشيره حول موضوع استثماري وكيفية توفير سيولة بوقت قصير، فنصحه بكلمات شعبية قائلاً : ياوليدي "حد حد عمرك لين ربك يفرجها، ولا تغسل الدم بالدم"، وقصد بهذه الكلمات أن يحد من إنفاقه ويحد من استهلاكه ويغير نمط حياته الاقتصادية لفترة موقتة إلى حين أن تتحسن سيولته المالية ويكون قادراً على المضي في إكمال مشروعه، وقصد من عدم "غسل الدم بالدم" أن لا يحل مشاكله بالديون أو القروض، وبأخذ هذه الكلمات كثقافة تطبق وقاعدة اقتصادية، فستكون بالتأكيد حلاً لجميع ما يؤرق المواطن أو شباب وفتيات الأعمال.
فالقاعدة الأولى "الحدحدة" هي نموذج رائع لمكافحة غلاء الأسعار فكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمن اشتكوه من غلاء أسعار اللحوم : أرخصوه أنتم ! وحين سألوه كيف ذلك ؟ فقال الفاروق بكل بساطة: اتركوه لهم. وهو أمر ليس من الصعب على الجميع أن يطبقه بنظام "الحدحدة" والاستعاضة بمنتج آخر "يمشي الحال"، وكما تختلف طبقات المجتمع وقدراتها المالية يجب على كل شخص أن لا ينظر إلى قدرته على الشراء بما يملكه من مال وإنما بمنظور وطني فلو كان قادراً على شراء أي شيء ليس ذلك مبرراً له أن يساهم بمنح مساحة لمن يتصيد في "الماء العكر" التلاعب بالأسعار ودعمه بشراء منتجاته، وعليه أن يقف إلى جانب أخيه "الفقير" من مبدأ وطني.
أما القاعدة الثانية "غسل الدم بالدم" يجب أن لا تكون الحلول موقتة وتقود إلى أزمة أكبر من سابقتها، وقد يكون تطبيق هذه القاعدة صعبا فأعتقد بالوقت الحالي أنه لا يوجد مواطن بدون قرض أو دين، ويجب أن أشير إلى أنني في كلماتي السابقة لا أملي نصائح كوني خبيراً أو اقتصاديا "محنكا" وإنما هي كلمات أرددها من كثرة ما سمعتها فهي معروفة لدى الجميع ونصائح تدور بين المواطنين باستمرار، إلا أنني ومن رددها معي قد يصعب علينا التطبيق.
رأيت
الكثير ممن يتهافتون على شراء السلع "المجنونة" وكأنها "رفاهية" يستمتعون بها ولسان حالهم يقول "شوفوني تراني مطخطخ"، وهذا ما يزيد تطبيق "نظام الحدحدة" صعوبة خاصة بعد أن ينخرط معهم "الفقراء" محبو "المظاهر"، ومن يتمكن من التطبيق مع الوقت يقتله "الملل" ويتراجع بعد أن يكتشف بأن "ما حوله أحد"، وقد يكون تطبيق ذلك سهلاً لو وجدت الجهة القادرة على تبني تنظيم المستهلك وقيادته وتوجيهه وتزويده بتقارير ونتائج لإنجازاته بعد تطبيق نظام "الحدحدة".
منقووووووووووووووووول