العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > فاتورة والدتي وحقائق السوق

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-2010, 10:08 AM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي فاتورة والدتي وحقائق السوق

فاتورة والدتي وحقائق السوق


علي سعد الموسى 2010-10-30 3:55 AM

علناً، وفي جلسة عامة، تتهم والدتي – يحفظها الله – ابن عمي بأنه – سمط – عليها ثلاثة ريالات هي بقية – العشرة – الجابرة التي أعطته لتبديل أنبوب الغاز، ظناً منها لا يدخله الشك أن السوق واقف على – السبعة – القديمة. هذه الحادثة المضحكة بين والدتي وابن عمي تبرهن أنها – توقفت – عند لحظة من الزمن، هي لم تستوعب بعد حقائق السوق ولم تع خرافة التضخم ولا تؤمن كما يبدو بالعرض والطلب.

صعقت تماماً حينما علمت أن ابن العم يدفع من جيبه ضعف السعر المستهدف في (رأسها)، ولربما شجعت التهمة الخطيرة (بالسمط) ابن العم ليكشف كل ما قد دفعه في الفوارق ما بين واقع السوق وبين (فراطة) والدتي وهي تحسب كل شيء، وبالكربون، من فاتورة عقد مضى من الزمن. ووسط ذهول أمي وهي تكتشف حجم ديونها إلى ابن عمي، اتفق الطرفان على أن (كل يلحس دمه) وعفا الله عما سلف. ومرة أخرى، توقفت والدتي عند لحظة من الزمن. في ذاكرتها أن كيلو الطماطم بريالين، والموز بثلاثة، وعلبة اللبن بخمسة. توقفت والدتي عند فاتورة قديمة لسوق منقرض، ومن الذهول أصبحت مسكونة بحديث (الغاز) حتى وهي تقوله لابني الأكبر: (تصدِّق يا مازن أن الأسطوانة بخمسة عشر). ولأن والدتي تعود إلى زمن متجمد وإلى ذاكرة (موديل) منقرض، فإنها تعود بكل الأسباب إلى (الحكومة). والدتي لا تؤمن بحقائق السوق. ما زالت تظن أن كل قرارات الحياة معلقة بأفواه من تشاهدهم في النشرة المحلية للأخبار. وبرغم أن – جهاز الريموت – في يديها فمازالت تظن أن القناة الأولى هي وحدها مصدر الثقة. تستمع والدتي لمعالي الوزير وهو يهدد (كارتيل) الشعير فتذهب في الصباح لطمأنة العجائز من حولها على بطون الغنم تمهيداً لما سيحدث من بعد على بطون الشعب. تستمع للوزير الآخر وهو يشير إلى (الضرب بيد من حديد) على العابثين في السوق فتنتشي ثم (تهبد) بعصاها الأرض لمرتين: هكذا يكون الوزير. تستمع لحديث وكيل الوزارة لشؤون المستهلك والكارثة أنها صدَّقته لفترة طويلة فلا تعطي (ابن العم) إلا (التغاريد) ثم تحاسبه على سرقة معلنة حين سرقت عقلها نشرة الأخبار وحمى التصاريح بكل ما فيها من الضرب بيد من حديد. مازالت أمي واقفة عند كيلو الطماطم بريالين فيما (الحبَّة) الواحدة بثلاثة، ولو أنها علمت بهذه الحقيقة لربما باتت في غرفة العناية المركزة. كل ما عرفته حتى اللحظة ليس إلا سعر أسطوانة الغاز: ربما لأن وزير البترول لا يظهر كثيراً، أو أبداً في قناة أمي الأولى والوحيدة الصادقة لأنه مشغول (أعانه الله) بالظهور للتصريح في محطات فضائية أجنبية.

http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleID=2907



ضحكت من الموقف ضحكة مخلوطة بألم.

و شر البلية مايضحك
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 AM.