الحمد لله على كل حال
يوم السبت الماضي
تاريخ 15 / 11 / 1431هـ
توفي
والدي
اللهم اغفر له و ارحمه و اجعله في الفردوس الأعلى
.
تسمحون لي أن أقفز بكم قفزات من حياة والدي
وهذه القفزات ليست مترابطة
وهناك الكثير من القصص فيها من الفائدة أعتذر عن ذكرها ، لا أدري لماذا ؟!!
.
الوقفة الأولى
والدي _ رحمه الله _
منذ صغره وهو في خدمة جدي في مزرعته
وكان لا يأخذ أي راتب ولا أجر ، وتزوج وظل يعمل مع جدي ولا يأخذ أي أجر حتى رزق بأربعة من الأولاد وهو لا يزال لا يتقاضى إي أجر ، فقط يأكل ويشرب في بيت جدي مع زوجته و أولاده ، ولم يطلب من جدي أي شيء
وبعد حاجته الشديد للمال استأذن من جدي أن يبحث عن عمل فوافق له ....
......
.
الوقفة الثانية
سبحان الله ، والدي رزق صلة الرحم ؛ حتى عرف بها
وحقيقة أشعر أنه يتلذذ بصلة الرحم
ومع حرصه كان حريصا" علينا في أن نصل أقاربنا
و لا يفرق في الصلة بين الكبير و الصغير
ولا يقول : ( الحق لي ) مثل ما يقولون
و أذكر أنه مرة كنا ننتظره في بيته كالعادة نجلس معه
ولكنه تأخر
وعندما جاء ، قلنا له : تأخرت ؛ فقال : ذهبت لأسلم على ابن أخي في ( شقته ) ولم أجده ، فرجعت ، أخشى أن أرجع للقصيم ولم أسلم عليه .!
( ملاحظه : ابن عمي عمره ثلاثين عام و والدي سبعين عام )
فقلنا لوالدي : يبه : الحق لك ، لكنه لا ينظر لهذه الأشياء
فهو يرى أنه ذاهب ليصل رحمه
...
.
الوقفة الثالثة
والدي كثير الدعاء
وكان كثير الدعاء للمستضعفين و المساكين ، ودائما" نسمعه يدعو لهم بصوت مرتفع
.
الوقفة الرابعة
لم يسبق أبدا" أن اشترى تلفزيون
وكان أحد أخوتي اشترى تلفزيون ، وأخرجه والدي من البيت بعد أن لبث بضع سنين أخرجه والدي عام 1412هـ ولم يدخل التلفزيون بعده أبدا"
.
الوقفة الرابعة
حتى لا أطيل
أختم بموقف خفيف
حصل لي أنا معه
وكان قبل عامين
حينما كنت أنا ووالدي نغسل حوش البيت بعد ذبح الأضاحي
وكان والدي يرش الماء ( وكان معه ( لي ) الماء ، و الماء يصب بقوة جدا" ) وكنت أنا أمسح الدم بالمساحة
المهم توقف الماء بسبب أن اللي انعفط ( تسفط )
فالتفت أبوي ينظر ( للي ) و فتحة اللي تجاهي
وهو يحاول جعل اللي مستقيم و يرفع اللي من أعلى لأسفل و الماء صب و بقوة وموجه لي ( و سبحني تسبح )
عندها ضحك إخواني لأن الوالد من غير ما يشعر غمرني بالماء وهو لا يشعر .
.
اللهم اغفر لوالدي ( أمي و أبوي ) وجميع موتى المسلمين