وزارة الصحة تعتذر عن تقديم الخدمة.. شكراً؟!
راشد محمد الفوزان
"وكفى الله المؤمنين القتال" سورة الأحزاب, هذا ما وصلت له الآن وزارة الصحة بتصريح وزيرها الدكتور عبدالله الربيعة الرسمي خلال محاضرة عن المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة في جامعة القصيم, وحقيقة أنني أقف احتراما وتقديرا للوزير وشجاعته التي أعلن من خلالها عن "عجز تام" لوزارة الصحة لتقديم الخدمة للمواطنين وغيرهم في بلادنا, فقد كشف عن قلة الموارد المالية وندرة المستشفيات "نملك 1.45 تريليون ريال أرصدة خارجية" فذكر الوزير أن لدينا 244 مستشفى تحت مظلة الوزارة بعدد أسره 33 ألف سرير فقط؟!, وأن لدينا نحو 200 مركز صحي ولا تسأل عن نوعية هذه المراكز الصحية فهي عبارة عن فلل سكنية تذكرنا بمدارسنا الفلل السكنية أي غير معدة أو مجهزة لتكون مركزا طبيا؟! وسيصبح عدد سكان المملكة عام 2020م ما يقارب 32 مليون نسمة أي نمو يقارب 19%، والنمو في الرعاية الطبية سيئة وأقل من نسبة 1% بمعنى أدق كارثة أكبر ومستمرة, وأكمل الوزير تصريحه أن نسبة السمنة 24% والسكري أيضا بنفس النسبة ولم يقل لنا عن أمراض الضغط والقلب أو المعاقين أو من يحتاجون رعاية طبية والتوحد وتشتت الانتباه وفرط الحركة وغيره من الأمراض المزمنة فقط قدم لنا مؤشرا وهو مرض السكري, وكأن الوزير يقول نحن نعاني كمجتمع من أمراض مزمنة كبيرة على الصعيد الصحي والطبي ولم نتحدث عن البنية التحتية وما نحتاج أيضا، وأكمل الوزير يحمل لنا ويخبرنا عن "عجز" الوزارة أن معظم أجهزة مراكز الرعاية الطبية قد انتهت كعمر افتراضي, إذا ماذا يفعلون بمراكز مجهزة بأجهزة منتهية الصلاحية؟!
تصريح الوزير لا يحمل أي جديد أو مفاجأة نهائيا, بل الأسوأ أيضا لم يتحدث به الوزير، وهذا واقع يعيشه كل مواطن، القطاع الطبي ولا نستبعد كثيرا من أعمال الوزارات كالتربية والتعليم ولا زلت أطرح سؤالا ماذا يعملون ويفعلون والمدارس مستأجرة والمناهج لم تتطور وتتغير والمعلم والمعلمة لم يدرب ويكون مؤهلا بكفاءة, ووزارة البلديات والطرق والطيران المدني سأحتاج مساحة المقال لكي أحصر الكم الهائل من الخلل الذي نعيشه، وزير الصحة خرج للعلن بعد أن وصل مرحلة لا يستطيع أن يفعل شيئا, وكأنه يريد إعفاء الوزارة من كل تقصير أو تردي أو تراجع الخدمة في ظل احتياجات متزايدة, ولكن هل المشكلة هي الموارد المالية فقط لوزارة الصحة أو غيرها؟ لا أعتقد أن هذه هي المشكلة فقط بل المشكلة في من يقود هذه الوزارات فالاعتمادات المالية تتم من عقود من الزمن وعلى أرض الواقع لم يتم شيء, فمدينة الملك فهد الطبية انتظرت عشر سنوات لتشغيلها وغيرها من المستشفيات، اعتماد المشاريع وتنفيذها لا يتم بإتقان أو تخطيط حقيقي بل معظم الميزانيات تذهب رواتب ولا مشاريع تنفذ، فلم يكن هناك توازن بين النمو في الطلب وبين المشاريع والبناء وهنا فتش عن الكفاءات والمخططين في كل الوزارات وليس وزارة الصحة فقط، المشكلة مشكلة "إدارة" و"تخطيط" و"استراتيجيين" ولا نستبعد الموارد المالية، فكما حدث في جدة ومشكلة الأمطار صرحت وزارة المالية أنها صرفت 10 مليارات خلال عقد وأعلى من المعتمد لمدينة الرياض ولكن غرقت جدة، فأين ذهبت هذه الأموال، فتش عن الدراسات والمشاريع المجمدة والمتعثرة، أسئلة كثيرة وضعتنا في مستوى من البنية التحتية لا تجد مدرسة أو مستشفى أو شوارع أو مطارات أو... أو... على كفاءة عالية وتلبي الاحتياج، شكرا وزير الصحة فقد فهمت لماذا فتحنا مستشفيات ماليزيا وسنغافورة ولماذا تم بناء بأموالنا 3 مستشفيات في الصين؟!
رابط الموضوع