الوافدين سبب رئيسي للبطاله في السعوديه

**فقد روح** · 26-09-2010, 11:22 AM

عندما أظهر تقرير لبنك اتش اس بي سي أن الوافدين العاملين في السعودية هم ضمن الأغنى في العالم، بدخل متاح يمكنهم من شراء السلع الفاخرة كاليخوت مثلا، أثار ذلك حفيظة عديد من المواطنين في المملكة.
وتحسر كُتاب الأعمدة في الصحف المحلية، والقراء، ومستخدمي وسائل الاعلام الاجتماعية على الأموال التي يعتقدون أن الأجانب يسلبونها من السعوديين، مصورين الوافدين على أنهم غارقون في الرفاهية، فيما البلاد تعاني من البطالة.
وكتب راشد الفوزان في صحيفة الرياض «لسنا مفاجئين. فالأجانب يسيطرون على تجارة التجزئة ومحال البقالة... وتقدم لهم التسهيلات والأولوية، الأمر الذي أفضى الى القضاء على جميع فرص العمل أمام السعوديين. 9 ملايين أجنبي يستنزفون موارد البلاد المالية. ولا نملك حتى صناعة حقيقية تجبر المستثمرين على تدريب شبابنا».

449 ألف سعودي
لا يعملون
وفي حين أنه من الصعب تخيل عامل آسيوي يتقاضى راتبا شهريا مقدراه 150 دولارا يتباهى بيخت يملكه في موطنه، فإن احباط السعوديين قد يكون له ما يبرره وان بصورة جزئية. فحجم اقتصاد بلادهم الذي يبلغ 375 مليار دولار هو الأكبر في العالم العربي، والمملكة هي أكبر مصدر للنفط في العالم.
ومع ذلك، ورغم الثروة النفطية، بلغ معدل البطالة 5. 10 في المائة العام الماضي، وفق بيانات الحكومة. وتزايد عدد السعوديين العاطلين عن العمل الى 449 ألف سعودي في 2009 من 419 ألف سعودي في السنة السابقة، أي ما يعادل قفزة نسبتها 8 في المائة. وفي الوقت الراهن، تم اصدار 1.54 مليون تأشيرة عمل للأجانب للعمل في القطاع الخاص في العام الماضي، أي ضعف عدد التأشيرات تقريبا التي صدرت في 2004، وفق تقرير صادر عن البنك السعودي ــ الفرنسي.
ويعتبر تأمين الوظائف للشباب السعودي مسألة أمن وطني في بلد يبلغ سن أكثر من ثلثي تعداده السكاني أقل من 30 عاما. ويعترف مسؤولو الأمن أن الشباب السعودي العاطل عن العمل يقعون فريسة سهلة للجماعات المسلحة. وكانت القاعدة سعت خلال الفترة من 2003 الى 2006، الى زعزعة الاستقرار في المملكة من خلال سلسلة عمليات دموية.
فضلا عن أن الكثير من الشباب لا يقدر على تحمل نفقات الزواج أو شراء منزل، مما يزيد من المخاوف بشأن الاضطرابات الاجتماعية وزيادة معدلات الجريمة، حسبما يقول محللون سعوديون.
ويشتكي العديد من الأجانب من تعرضهم لعمليات انتزاع الحقائب أو السرقة تحت تهديد السلاح الأبيض من الشباب السعوديين، ذلك أن البطالة تغذي رهاب الأجانب.

احتجاجات وتظاهرات
وفي خطوة نادرة الحدوث في المملكة، تظاهر 200 من الخريجين العاطلين عن العمل قرب وزارة التعليم الشهر الماضي للمطالبة بوظائف.
وزير الداخلية الأمير نايف، أوضح الأمر تماما الأسبوع الماضي، حين قال ان الحكومة لا تستطيع تأمين الوظائف للجميع. وأشار الى نفاد الصبر مع الشركات التي توظف الأجانب فقط، وحث القطاع الخاص على توظيف المزيد من السعوديين.
لكن هذا الاقتراح ليس بالمسألة السهلة. فالحكومة تواجه تحديا يتمثل في تأمين وظائف بمرتبات عالية لشباب يتمتعون باحساس عال وقوي بالاستحقاق وتعليم ضعيف وغالبا أخلاقيات عمل ضعيفة.
وعلى مدى عقود من الزمن، ركزت المدارس على التعليم الديني على حساب العلوم والرياضيات. وقوضت المؤسسة الدينية جهود المملكة لإصلاح التعليم وتعديل المناهج بهدف إعداد أفضل للشباب السعودي لسوق العمل.
يقول جارمو كوتيلين، الاقتصادي في بنك ان سي بي كابيتال الاستثماري «البطالة ليست بالأمر الجديد، لكنها أصبحت مثار قلق سياسي الآن. فالأسعار تزداد في كل مناحي الحياة الأساسية والحساسة كالمواد الغذائية والمسكن. والقوة الشرائية تتآكل بسرعة».

764
وفق بيانات رسمية، فان متوسط ما يتقاضاه الأجانب الذين يعملون في القطاع الخاص بلغ 764 ريالا سعوديا مقارنة مع 1900 ريالا سعوديا للسعوديين.

منقول