أعلم أنني قد أتيت متأخراً للكتابة في هذا الموضوع..
ولكن: أن تأتي متأخرا، خير من ألا تأتي أبدا.
(1)
كل هذا سينتهي..
ذات يوم - وهو قادم لا محالة - سنعاف المنابر والأموال والأعمال والأبناء والمناصب والأصدقاء والأهل.. نمشي عراة بين الجموع، يحاصرنا الخوف والهلع ونبحث عن شخص واحد: هو الأعظم والأنبل والأطهر بين بني آدم.. سنبحث عن "محمد بن عبدالله" صلى الله عليه وسلم.
ذات يوم - مهول ومخيف - ستدور أعيننا بين الجموع العارية، وتبحث: أين محمد ؟ هل ستنادى أسماؤنا ضمن أمته الناجية ؟.. هل سيشفع لنا؟..
وسنتذكر أننا في دنيانا فضّلنا عليه أجبان "الدنمارك" اللذيذة، وزبدتها الرائعة!
(2)
للحكومات تفكيرها الخاص.. وعلاقاتها الخاصة.. وعهودها ومواثيقها واتفاقياتها الخاصة.. المبنيّة على مصالح ما.
أنت.. نعم أنت يا من تقرأ هذه السطور الآن: ما الذي يربطك بـ"الدنمارك" ويمنعك من معاقبتها، ومقاطعة ما تنتجه؟!
هل سيقل عدد البروتينات في جسمك ؟
هل سيتحوّل إفطارك إلى إفطار غير شهي عندما تخلو مائدتك مما تنتجه أبقار الدنمارك؟!.. أم إن الأمر لا يعنيك؟!!..
وسواء سخروا من نبيك العظيم أم لم يسخروا، ستظل زبدة "لورباك" سيدة المائدة؟!
(3)
سيمضي العمر سريعا..
وسيأتي اليوم الذي تتلفت فيه خائفاً.. تبحث فيه عن "محمد بن عبدالله" لعله - عليه الصلاة والسلام - أن يشفع لك.. أن ينصرك..
ولكن.. هل نصرته أنت ؟
(4)
هناك من يغضب لأن أحدهم قال إن المطرب "فلان الفلاني" أجمل وأكثر تألقاً من مطربه المفضل.
وهناك من يغضب لأن أحدهم كتب كلاماً سيئاً عن الفريق الكروي الذي يشجعه.
وجميعنا نغضب لأن بعض المنابر الإعلامية تهاجم رموزنا السياسية.
ألا تغضبون عندما يأتي السفلة بكل حقارتهم ووقاحتهم لكي يستهزئوا من سيد البشرية ؟
غضبتم..!
حسناً.. وما الذي أنتجه هذا الغضب؟!.. هل كان غضبا إيجابيا؟
طالما أن هناك - منتجا دنماركيا واحدا لا يزال يباع في أسواقنا - فنحن لم نغضب بالشكل الكافي.. لم نغضب بالشكل الذي يرضي الله ورسوله.
(5)
اغضبوا.. فالأمة التي لا تغضب أمة بليدة.. بل ميتة!
محمد الرطيان