القافلة تسير
« ساهر » إنهم يقابلونك بالصياح ..؟
عبد الله إبراهيم الكعيد
زمان كنتُ كغيري كثير الشكوى من عدم الانضباط المروري.وكلما ارتفع الحديث عن ازدياد الفوضى يقابلني أحد الفضلاء بهدوئه المعهود قائلاً : " لا تنسَ كيف كان الناس ، وكيف صاروا" ثم يواصل التذكير بالقول : " في أول عهدنا بالإشارات المرورية الضوئية كان الذي يقف طوعاً امتثالاً للإشارة الحمراء واحداً ويتجاوزها تسعة، والآن يقف تسعة ويتجاوزها واحد ". إذاً نحن في تقدّم لا تأخر حسب رؤيته. وأذكر أيضا أن الفرد هُنا يُطالب ضبط كل مخالفي نظام المرور وتعليماته ومعاقبتهم دون هوادة.وحين يكون هو أو أحد أبنائه أو أقاربه تحت طائلة العقوبة يبدأ بشتم المرور واتهامه بترصده للناس والتخفي عن أنظارهم.
اليوم ذات النغمة بدأت تتردد بعد تطبيق نظام ساهر ، ضابط النظام الاليكتروني. صارم المشاعر. راصد كل المخالفات التي يرتكبها الصغير والكبير.
كان البعض يُنظّر أثناء طرح قضية حوادث السيارات في بلادنا وكم تحصد من أرواح البشر بشكل كوارثي ويتساءل: أين المرور وأمن الطرق عن الانتهاك الصارخ لقانون السير والمرور. وحين بدأت الرسائل النصيّة تتوالى على هاتفه من إدارة المرور تُبلّغه بعدد ونوع وزمن المخالفات التي ارتكبها من يقود سيارة أو أكثر مُسجّلة باسمه يبدأ تنظيراً مُغايراً. لماذا بدأ المرور في تطبيق النظام دون توعية وإعلام الناس؟؟ هكذا يتساءل مع أن الجميع يعلم في كل زمان ومكان بأن السرعة مُخالفة وقطع الإشارة مخالفة وعدم ربط حزام الأمان مُخالفة ..الخ.
نعم ...، قد يُقبل من البعض قولهم بضرورة إعادة هيكلة السرعات على طرق مدينة بحجم العاصمة الرياض تخترقها طرق دائرية وسريعة وشبه سريعة، ومن غير المعقول إلزام الناس بسرعات منخفضة في الوقت الذي يُمكن زيادتها مع ضمان سلامة المرور عليها . رغم أنني ضد السرعة ومع هذا أجزم بأن تحديد السرعات القصوى على بعض الطرق تم بطريقة (الخرص) وليس بالأسلوب العلمي المتعارف عليه لدى مُهندسي المرور.
أمر آخر كنت أتمنى من إدارة المرور توضيحه للناس وهو أن دخل المخالفات من نظام ساهر يذهب إلى الصندوق العام في مؤسسة النقد لا إلى الشركة المشغلة كما يُقال وحسب علمي فإن وزارة المالية مُلزمة بتسديد ثمن النظام بالكامل خلال سنتين من بدء التشغيل وعلى دفعات سواء كان الدخل يُغطي قيمة المشروع أم لا. أيها السيدات والسادة أقول بدلاً من التشكّي والولولة والتظلم من ضرر المخالفات على دخل الفرد. الالتزام بقانون المرور وما تدل عليه العلامات الإرشادية (المنسيّة) كفيل بنوم (ساهر) وكاميراته.