الفساد في السويد
يقول الخبر الذي شغل وسائل الإعلام في السويد مؤخراً إن عمدة مدينة استكهولم (وهي سيدة معروفة في بلادها وعضوة في البرلمان ورئيسة حزب) أحدثت فضيحة مدوية اتهمت فيها بالفساد الإداري وتهم أخرى شنيعة. حدث كل هذا حين أقدمت هذه السيدة على ملء خزان وقود سيارتها الخاصة واستقطعت الثمن من دفتر البطاقات الحكومية. وهنا تزلزل العالم من حولها وسألها الجميع بأي حق تفعلين هذا؟ لماذا تصرفت في ملكية عامة لشأن خاص؟ لماذا خانت الأمانة وهي حاكمة المدينة؟
ونشطت الصحافة والتلفزيونات والجمعيات المهتمة بمكافحة الفساد، وتناولت الفضيحة الكبرى والأضرار التي أحدثتها على سمعة الوطن. وقد حاولت العمدة الدفاع عن نفسها أمام المحكمة بالقول: إنها اضطرت لذلك لأنها كانت مستعجلة ولم تكن تحمل في جيبها النقود الكافية. فرد عليها القاضي مؤنباً: هذا لا يبرر فعلتك الشنعاء إذ كان بإمكانك أن تركني سيارتك وتصعدين بالقطار العام .
وقد انتهت التحقيقات القانونية واستطلاعات الرأي العام إلى إدانة شديدة لتصرف العمدة التي اضطرت بالطبع إلى الاستقالة من منصبها كعمدة للمدينة فضلاً عن طردها من البرلمان، فجلست في بيتها.
· فمن أجل ثمن بسيط وتصرف شخصي اضطراري لم يشفع لها أحد في بلاد "الكفّار"
· ولم يدافع عنها واحد من "شللها" العديدة ذات النفوذ السياسي
· ولم يبادر حزبها ويلفلف القضية وفق نظرية ( عفا الله عما سلف !)
· ولم يحاول انصارها المناطحة والمكابرة واتهام الآخرين بأن هذه مؤآمرة ضدها
· ولم يدعي أحد أن المتهمة حاكمة المدينة ومن ثم فإن أفعالها "مأمورة من عند الله "
· فمن سوء حظ هذه الحاكمة أنها ولدت في بلاد الكفار، ولو كانت ولدت في بلاد "غير الكفار" (بلادنا الحبيبة) لكانت حكمت كما تشاء وفق مبادئ "الحق الإلهي"
· ورغم الفارق الشاسع في الأمانة والصدق بيننا وبينهم، لا زلنا ندعي – بل ونصّدق – أننا أشرف خلق الله وأكثرهم صدقاً وإخلاصاً ووفاء وكرامة وعزة وأمانة وعلماً وعدلاً، وأن الجنة لنا وجهنم لهم.