أحلام الديجتال
هاشم الجحدلـــي
أعترف أنني منذ أيام الليث الأبيض ورحلات السندباد وعدنان ولينا انتهت علاقتي بأفلام الكرتون إلا إذا صادفت في طريقي بانك بانثر .. أو اللدودين توم وجيري، ولكن يبدو أن الزمان تغير في العشرين سنة الأخيرة، وأصبحت أفلام الكرتون بعد اجتياح ظاهرة الإنيمي اليابانية مجرد خوارق وفضاءات ورجال آليين وأبطال ديجتال.
أمس أجبرني الأستاذان عبد الله ومناف على الذهاب معهما إلى عوالم جديدة علي تماما، هي عوالم البلاي ستيشن حيث اكتشفت عالما سريا وخارقا وتدور فيه رؤوس أموال هائلة، حيث تتم دبلجة أقراص الألعاب وتعريبها، وإضافة أسماء نجوم الدوري السعودي ولا أدري هل تتم هذه الممارسات في كل بلدان العالم حيث اكتشفت (أعرف أنكم تعرفون هذه المعلومة منذ ألف شهر) أنه بالإمكان أن تجعل ميسي وكاكا يلعبان في الاتحاد، وتحول حسين عبد الغني من النصر إلى الاتحاد بضغطة زر.
بل بإمكانك أن تجعل كريستاينو رونالدو كبتنا لساحل العاج وتحول دروقبا إلى الخط احتياطيا لمناف أبو شقير.
هذا الوهم الجميل الذي صنعته ألعاب البلاي ستيشن وسواها مثل إكس بوكس ووي ونيتندو عطلت أبناءنا عن التخيل وجعلت أحلامهم أسيرة ضغطة زر وأنموذجهم الأكبر قراند حرامي السيارات أو المصارع جون سينا أما الصغار الصغار مثل السيد فراس فأصبحت قنوات مثل طيور الجنة كفيلة بغسل أدمغتهم .. أما الذين خرجوا من أسر البلاي ستيشن وقبل ذلك من قنوات الأطفال فإن البلاك بيري كفيل بهم.
هذه هي حياتهم .. ولا أدري أين سوف تنتهي أحلامهم أم أحلامنا فقد
اغتال الهوامير كل قطرة مطر فيها.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0914372178.htm