----------------------
ثامر الميمان
رزقي على الله
أخي معالي وزير المالية ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتقاعد.
إليكم قصة اللواء (أبو فهد) الذي عمل بأماكن مسئولة في الدولة ومتعددة كان مثالا للعسكري الوطني. تعلم وأجاد أكثر من لغة. حصل على شهادات تقدير وأوسمة أوروبية وعربية وأمريكية. سافر في بعثات عسكرية متعددة درب آلاف الضباط والجنود. علَم أولاده وبناته حب الوطن. له كتب في العسكرية والسياسة. حصل على دورات مختلفة طيلة حياته العسكرية. أصدقاؤه المختلفون معه كانوا يتفقون على محبته ونبله وكرمه وثقافته وأدبه. تنقل بين قرى المملكة ومدنها وهجرها. أحبه كل من عمل معه.
يا معالي الوزير : أبو فهد لم يعد في ذاكرة وطنه إلا ( بأقل من ألفي ريال ). عندما توفى ـ رحمه الله ـ امتدت سكين التقاعد إلى راتبه. بتروا من حفيظة نفوسه أولاده وبناته الذين وصلوا إلى سن معينة، ولم يبق في ذمة ( المتوفى ) المحترم ـ يرحمه الله ـ
إلا زوجتاه اللتان بفضل الله حصلتا على مكرمة رفع الحد الأدنى للمتقاعد إلى( 1500 )ريال. والحمد لله حصلت كل زوجة على( 750 )ريالا في زمن لا يكفي فيه هذا المبلغ لكل عجوز لشراء( خبز وفكس )لمدة أسبوعين.
أخي معالي الوزير الإنسان : أبو فهد مات.والسيدتان تنعمان بالألف وخمسمائة ريال،
ثم جاءت بدلات غلاء المعيشة لترفع استحقاق المتوفى إلى ( 1800 ) وعليها شوية ريالات.
العجوزان فرحتا، ومن شدة الفرحة ماتت إحداهما.
و دخل ورثة أبو فهد ـ رحمه الله ـ في إجراءات المصلحة الموقرة.
* و العجوز الوحيدة التي ترث اللواء أبا فهد أصبح نصيبها كل الراتب التقاعدي. يا لفرحتها ( 1895 ) ريالا سعوديا. ( يا للهول .. من يحصل على راتب كهذا في هذه الأيام ؟؟ )، لذلك قررت ( البذخ ) فاستأجرت شقة إيجارها الشهري ( 1800 ) ريال سعودي، ولم تعد تكتفي بالخبز والفيكس، بل امتدت يدها إلى أشياء ترفيهية كثيرة ( عندها فلوس !!! ) تميس, فول, بنادول, دجاج مندي, كرتون عنب أبو عشرة ...إلخ.
وهذا بفضل الله ثم صندوق مصلحة التقاعد الموقر،
الذي أرباحه بالمليارات وضحاياه بالملايين.
* لواء وراتبه التقاعدي المتبقي أقل من ( 2000 )
و تقول : صرفنا 31 مليارا للعام 1430 / 1431 هـ.
بقي للعجوز أقل من مائة ريال شهرياً من راتب اللواء المتقاعد ـ يرحمه الله ـ
وفزعة عيالها والمحسنين الذين يعرفون قيمة الإنسان
رزقي ورزق حرم اللواء على الله.
انتهى
نظام عقيم وظالم لاحول ولا قوة الا بالله
نظام التقاعد لدينا ظالم سرقه على المكشوف
الأصل أن الأموال التي تستقطع من الموظف من مرتبه شهريا
تعتبر كالإدخار للموظف .. ولو توفي يعطى كاملا غير منقوص لورثته
حتى ينفذ رصيده بعدد ما سحب منه
هذا هو الأصل والذي يجب أن يعمل عليه !!
لكن حسبنا الله ونعم الوكيل