"بندة" وتعليق الجرس.. المقاطعة لن تنجح!
في ظلّ البطالة النسائية في المملكة، بادرت متاجر "بندة" بجدة لتوظيف النساء المحتاجات للمال والعمل كبائعات "كاشير"، وبعدها كانت جولات وصولات للبعض فضائياً يطالبون بالمقاطعة. تراجعت بندة، لم تتراجع،
في ظلّ البطالة النسائية في المملكة، بادرت متاجر "بندة" بجدة لتوظيف النساء المحتاجات للمال والعمل كبائعات "كاشير"، وبعدها كانت جولات وصولات للبعض فضائياً يطالبون بالمقاطعة. تراجعت بندة، لم تتراجع، وبعدها بأيام قليلة فقط أعلن أحد المتاجر في محافظة جدة كذلك عن حاجته إلى نساء أو فتيات يعملن كـ"كاشير". كان لـ"بندة" قصب السبق في تعليق الجرس في مسألة توظيف المرأة، بعد أن ارتأت الحاجة لتوفير الوظائف المناسبة التي تحمي المرأة من ذلِّ السؤال.
الإرادة فقط تصنع المعجزات، وتحقق ما لا تحققه الكلمات. لو قامت جميع المحلات والشركات بالمساعدة في القضاء على البطالة النسائيّة وتوفير وظائف تليق وطبيعة المرأة، فإن المطالبين بالمقاطعة سيبدؤون بمقاطعة "بندة" ثم المتاجر الأخرى، ثم يذهبون للحارات والأزقة ويقاطعون بقالة "أبو مرعي" و "أبو مناحي"، وحينها يخرج أحدهم ويقترح مقاطعة جميع المتاجر والدكاكين، وتكون النتيجة هي استطاعتهم البقاء على التمر واللبن، لكن شركات الألبان في تلك اللحظة ارتأت توظيف النساء في خطوط الإنتاج، ومزارع النخيل ستوظفهنّ في التعبئة والتغليف، وهنا سيجد المقاطعون أمامهم الهواء الطلق يعبئون منه المخازن ويأكلون منه.
لا يمكن الاستسلام للأصوات المناوئة المتحدِّثة نيابة عن المجتمع، وفي نفس الوقت يجب أن تقوم المرأة بتمثيل نفسها والمطالبة بحقوقها على جميع المستويات. المصيبة هي في الاتجاهين، اليمين واليسار. كلاهما يتحدث نيابة عن المرأة. أحد التيارات يحاول التمسك بدفاعه عن المرأة لأنه خسر التعليم والإعلام والكثير من المساحات بسبب الانغلاق والتشدد والإقصاء، ولم يتبق له إلا المرأة يحاول التمسك بها حتى لا يسقط وينتهي. والاتجاه الآخر يرى أنّه من واجبه "الوطني" الدفاع عن المرأة ورد الهجوم بمثله. لكن أياً منهما لم يترو في البحث عن الحقيقة.
المرأة ليست نصف المجتمع مقولة فقط، وإنما واقع حسب التعداد السكاني الأخير. ولا وقت للصراع بين الأحبّة على من يحمي المرأة، الوقت الآن هو لتوظيف المرأة والسير قدماً في ذلك، ومن لا يريد فليقم بالمقاطعة، لنكتشف أنّه أول من سيشتري بعد أن يجد المرأة أمامه في كل مكان.
http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleID=2026
هل إنتهت البطالة بين الشباب و لم يتبقى إلا الفتيات لتوظيفهن؟