وأيضا .. شوال يجمعنا
حمود أبو طالب
ولأن الجمعيات المدنية والمؤسسات الحكومية المسؤولة عن حماية المواطن من الاستغلال غير موجودة عمليا فإن
المواطن المسكين تحول من مستهلِك إلى مستهلك حتى العظم، وأنسب وقت للإمعان في استهلاكه هو شهر رمضان الكريم.
ما من شركة أو مؤسسة أو وكالة إلا وتعلن عن عروض مغرية في هذا الشهر، ابتداء من البنوك وشركات تمليك المنازل حتى دكاكين بيع قدور الطبخ. الكل يقدم تسهيلات يسيل لها اللعاب، خذ ولا تدفع أي شيء في رمضان، خذ وخلي الباقي علينا. ولأن الثقافة الاستهلاكية، أو ثقافة الشراء غير جيدة فإن الناس تقع في هذه الفخاخ بسهولة كبيرة.. الحس الاستهلاكي مرتفع جدا في رمضان، ولا يقتصر على المواد الغذائية فحسب بل يشمل كل شيء، حتى الكماليات التي لا تقدم ولا تؤخر، وبما أن التسهيلات الخادعة موجودة فليكن رمضان فرصة لشراء أي شيء.
ولكن..
سينتهي رمضان ويأتي شوال الذي تذوب فيه مساحيق الإغراءات والتسهيلات، وتتراكم الفواتير ويبدأ الهم والغم.. يأتي شوال ليكتشف الشخص أنه متورط حتى أذنيه حين يبدأ عداد الحسم من دخله.. كثيرون لا يستلمون ريالا واحدا من مرتباتهم في شوال، وبعضهم يأتي كشف حسابهم بالناقص..
في شوال تتضح الحقيقة المتمثلة في أن الجميع يتكالبون على ريال هذا المواطن ليبقى غارقا في الديون حتى يلاقي ربه.. وإذا كان (رمضان يجمعنا) على المسلسلات كما هو شعار قناة mbc، فإن شوال يجمعنا في الحقوق المدنية والمحاكم، ويجمعنا في الإفلاس واكتشاف حجم المساحة المتاحة للنصب والاستغلال والاستغفال.
habutalib@hotmail.com
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0819368201.htm