سوبيا مضروبة: (بطاقة ائتمان)

خلف الحربي

أصعب شيء في هذه الدنيا أن يكون من شروط عملك خداع الناس، لأنك لن تترقى وظيفيا ما لم تتطور مهاراتك في الخداع، سوف تعتاد رغما عنك على هذا الضمير المرن الذي يمكن إعادة فكه وتركيبه في أية لحظة، والضمير ليس سترة عمل زرقاء تخلعها بمجرد عودتك إلى البيت بل هو ثوب الروح الذي لا يقبل إلا بأحد اللونين: (يا أبيض .. يا أسود)، وصاحب هذه الرسالة اختارني في البداية كي أكون أحد ضحاياه الذين يصطادهم يوميا بمهارة فائقة، ولكنه عدل عن ذلك في السطر الأخير وفضل أن يعقد معي صفقة مربحة للطرفين!.

يقول : «اسعد الله مساك بكل خير، انا صراحه ما ادري وين تشتغل لكن يكفيني اعرف انك تاخذ مبلغ مقابل مقالك، ابقدم لك عرض بطاقة فيها فلوس .. وين تلقى مثل هالعرض؟ .. ورح وفلها باي مكان!، اكيد تعرفها بطاقة ائتمان صاحبة القدرات الخارقة .. تسحب .. تتسوق .. تاكل تسكن .. تسافر فيها، بس انت فاهم .. وابخاف الله فيك ترى عليها فوائد لو ما سددت المبلغ اللي صرفته .. وفوايدنا احسن من البنك الفلاني والبنك العلاني يعني ارحم شي، وصح .. نسيت أقولك .. عليها رسم سنوي ثلاثمية ريال، وعليها رسوم سحب آلي 4% من المبلغ اللي سحبته ، تكفى لا تقول هونت يا أخي احب خشمك خذها وارسل لي صورة بطاقتك!. هذا وضعنا حنا اخوانك موظفي البنوك مع العملاء .. قسم يا ادارتنا شابه على مذهبنا تبي نسوق البطاقات بأي طريقة .. وربي جابوا لنا الهم، نسوق هالبطاقة وفيها كل الاستغلال للمواطن الضحية، ومؤسسة النقد لا حس ولا خبر.. تقول بحريقة اهم شي فوائدي من ودائعكم وعمليتاكم تجي وبكيفكم سوو اللي تبون!، يا اخ خلف انت مقصر معنا نحن موظفي البنوك .. يا خي فينا امراض نفسيه من هالمدراء اللي يبونا نسوي كل شي لو هو موغل بالاجحاف والفوائد. تكفى لو اقتنعت بالبطاقة كلمني .. والا شف لك كم واحد تمون عليه وجبهم لي، قسم بيفصلونا لو ماجبنا ضحايا لهالبطاقة اللي من عرفتها ما عرفت للنوم طعم!.

كل يوم من صباح الله خير مستدرج لي واحد من هالضحايا .. وهات يا أحلام في الهواء .. أذكره له مميزات في البطاقة مستحيل يحتاجها .. واخترع له ظروف قاهرة مستحيل يمر فيها .. صرت مبدع في التسحيب .. أكلمه عن خصومات في كل فنادق سويسرا وهو الضعيف يبغى خصم شقه مفروشة في الطايف! .. أخلي شركات الطيران ما تدق سلف الطيارة الا لين يركب أخينا احتراما لبطاقته .. أقنعه أنه ما عاد يحتاج كفيل غارم ولا سلف من فلان وفلان ما دام هالبطاقه بجيبه ويقدر يسحب على كل جماعته ويمشي رافع خشمه على كل خلق الله! .. وفي النهاية بعدما يوافق ويقع في الفخ أفرح لأني لعبت عليه وأحزن على حاله .. أفرح أني أرضيت مديري وأحزن على حالي .. على فكره أسوأ كوكتيل بالدنيا كوكتيل الفرح والحزن .. ماسخ ويخلي الحياة كلها ماسخة!.

شف مديونيات سمه من هالبطاقات .. والبنوك لاقيه الفائده ومسوين تسويق على ودنه، حطوها اسلاميه وبذمتهم .. لكن ما أتوقع انها اسلاميه ميه ميه الا بالورق.. والا أذا بغيت الحق فيها ظلم للعميل يرفضه الاسلام اجل تعطيني الف وارجعه الف وميتين باي قاموس هذي؟!.

اكتب ولك بطاقة فوائدها علي .. وابعطيك اسبوع عشان تكتب والا دقيت سلف وجيتك بمحلك ورميت الشماغ عليك وأقنعتك ببطاقة فوايدها عليك وأن خلصت من البنك ما أنت خالص من سمه! .. ووقتها تبي تقول ليتني كتبت وافتكيت من هالبطاقة .. تسلم»!.

klfhrbe@gmail.com

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0814367175.htm