01-08-2010, 03:05 AM
|
#1
|
مقاطع
رقـم العضويــة: 14181
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشـــاركـات: 150
|
مقال للدكتورة. هيا إبراهيم الجوهر عن حرب مشروبات رمضان
في هذه الأيام، وعند دخولك أي سوبر ماركت أوحتى بقالة منزوية في أحد الأحياء، تتوقع أن التموين سينتهي، وأن كارثة ستحل علينا، وأننا مقبلون على مجاعة تستوجب تخزين كميا ت كبيرة من مواد تموينية معينة. كل من يرى هذه العلب المتراكمة فوق بعضها، ويجول ببصره داخل المحال ويرى الأنواع المعروضة، سيتوقف للحظات، ثم سيعرف السر أن شهر رمضان على الأبواب، وما علب شوربة كويكر والتانج وزجاجات الفيمتو، ناهيك عن علب القشطة والجبنة السائلة، والتي ندخلها في كل وصفة طعام، مغفلين جانب الأكل الصحي تماما إلا شعار لقدومه. لن أتحدث عن ربط رمضان بالأكل والمسلسلات التي تراوح بين السخيف والمخزي، بل سؤال نطرحه على أنفسنا كل عام ولم أجد له إجابة، ومن يجد رجاء يخبرنا عن سر ربط رمضاننا بمنتجات وسلع معينة (صحيح إن معظم الدول الإسلامية لها نوعيات أكل خاصة برمضان، حيث تكثر لديهم الوجبات الغنية بالسكريات لتزودهم بالطاقة أو التي تقلل الشعور بالعطش والجوع وهكذا). وهذا هو الذي جعل التجار يستغلوننا، فقبل رمضان بشهر تعج الأسواق بالمنتجات، وترتفع الأسعار، وإذا لم يتبق سوى أيام، تبدأ العروض فمن سعر زجاجة الفيمتو تسعة ريالات، إلى زيادة ريال واحد (وتبدأ حرب الفيمتو)، وتجد تزاحما وجدالا وأرضا انطلت باللون الأحمر نتيجة تكسر عدة زجاجات، ودهشة في عيون ضيوفنا العرب والأجانب. بعضنا يستعين بالسائق وعامل النظافة للحصول على عدد أكبر من الزجاجات، فما حكاية وتاريخ شراب الفيمتو وعلبة الشوربة التي يزينها شيخ وقور، وباقي سلع رمضان؟!
لكل منهم حكاية نبدأها من أشهر مشروب رمضاني (الفيمتو) والذي بدأ تصنيعه، وأخذ عليه مخترعه البريطاني (جون نوبل نيكول) براءة اختراع كدواء في عام 1912م، فهو دواء يمنح الطاقة والحيوية للمرضى، وأطلق عليه اسم (فيم تونك)، سرعان ما تحول إلى اسمه الحالي (فيمتو). وبعد أن لاحظ مخترعه أن طعمه لذيذ ولا ضررمن شرب الأصحاء له، أخذ عليه براءة اختراع كمشروب. وفي بداية العشرينيات نقله أحد أصدقاء جون لتسويقه في الهند، ومنها انتقل عن طريق أحد الهنود إلى الخليج عندما عرضه على أحد التجار الذي تبناه وأدخله المنطقة سنة 1928 م. وأضافوا إليه الفقاعات ليصبح مشروبا غازيا من دون كافيين، وهذا ما جعل الأمريكان يحبونه حين وصل إليهم في عام 1970م.
وشراب (التانج) الذي اخترعه (ويليام ميتشيل) عام 1957م، وسوّق كمشروب مع فطور الصباح، ولكنه لم يلق رواجا إلى حين استخدمته ناسا (NASA) في رحلتها الفضائية Gemini عام 1965م، وبعدها انتشر استخدامه وأصبح له أكثر من 38 نكهة أشهرها البرتقال.
ومنهما إلى الشوربة، التي لا تكاد تخلو منها مائدة بعلامتها التجارية التي يزينها ذلك الشيخ في زي رجل دين من البروتستانت، رمزا للثقة والجودة لديهم. والغريب أن شوربة الشوفان في بدايتها كانت غذاء للخيول، ولم يكن يستخدمها حين فتحت أول طاحونة ألمانية ـ أمريكية في أوهايو عام 1858 م، إلا الألمان والأيرلنديون كبديل للحوم الأمريكية مرتفعة الثمن.
أما السلعة التي قل أن تخلو منها مائدة وعشقها الصغار قبل الكبار هي (الكاتشاب)، وأخذ اسمه من صلصلة آسيوية تصنع من مخلل السمك. وكان الكاتشاب منذ القرن السابع عشر خاليا من الطماطم التي كان يعتقد أنها سامة حتى عام 1820م، حين تناول الكولونيل (روبرت جنسون) سلة كاملة من الطماطم وهو في طريقة إلى المحكمة ولم يحدث له شيء، لذا تسنى لهم معرفة عدم سمية الطماطم، واستخدم كاتشاب الطماطم في بداياته كعلاج لفقر الدم.
هناك الكثير من السلع مثل التطلي (الكاسترد)، وأنواع معينة من المكرونة والجلي التي ارتبطت في أذهاننا منذ عقود برمضان، ويبقى السؤال: ماسر علاقة هذه المنتجات برمضاننا ؟!
مع تمنياتي بتحول حرب شراب الفيمتو إلى حرب زمن الفيمتو(جزء من مليون مليارجزء من الثانية، أول من استخدمه العالم أحمد زويل ونال عليه جائزة نوبل) وخصوصا في رمضان.
--
|
|
|
|
|
|
|