العودة   منتدى مقاطعة > الإعلام > مقالات > هل يقف أبناء المسؤولين في طوابير الانتظار ؟

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-2010, 01:37 AM   #1
جمرة غضا
التميمية
المراقب العام
 
الصورة الرمزية جمرة غضا
 
رقـم العضويــة: 715
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: محفر تمر سكري
المشـــاركـات: 40,561
Twitter

افتراضي هل يقف أبناء المسؤولين في طوابير الانتظار ؟

هل يقف أبناء المسؤولين في طوابير الانتظار ؟


هل وصلنا إلى مرحلة نحتاج فيها إلى الدعاء على المسؤول بأن يقاسي ما يقاسيه المواطن من مماطلات وبيروقراطيات وتأخير وتأجيل وسوء معاملة وضياع حقوق حتى يتم إصلاح الخلل أياً كان في أية جهة أو دائرة أو وزارة أو غيرها..؟

أقول هذا الكلام بعد أن قرأت الخبر المنشور بصحيفة عكاظ مؤخراً عن تعرُّض رئيس بلدية إحدى المحافظات في المملكة لحادث في أحد الميادين؛ ما نتج عنه إنهاء أزمة سكان تلك المحافظة مع ذلك الميدان وهم المطالبون بتعديل ذلك المسار منذ نحو عشرة أعوام دون جدوى، قبل أن يتعرض رئيس تلك البلدية للحادث البسيط، الذي نجا منه - ولله الحمد - ليتم تعديل وإصلاح ذلك الطريق!!


نحن لا نتمنى الشرَّ لأحد، ولا نفرح - لا سمح الله - بتعرُّض أحد المسؤولين أو الوزراء أو غيرهم لحادث أو مصيبة أو كارثة لا سمح الله, ولكني أكرر: هل وصلنا إلى مرحلة نحتاج فيها إلى الدعاء على أي مسؤول أو وزير أو مدير أن يمرّ بالظروف أو العوائق أو المماطلات نفسها التي يمر بها المواطن العادي حتى يتم إصلاح الخلل؟
أعتقد أن الإجابة: نعم، ولكن من دون شر طبعاً.


ما أود الوصول إليه والتحدث عنه هو حالة مأساوية جداً ووضع لا يصدقه عقل ولا يقره منطق في هذا الزمن الحالي، الألفية الثالثة، عصر الثورة التكنولوجية والإنترنت والاتصالات.. فالقصة المأساوية - وللأسف الشديد - مستمرة على وضعها المزري منذ سنوات دون تدخُّل أو معالجة، وهذا يدلُّ على عدم مقاساة المسؤولين منها والشعور بما يعانيه ويقاسيه المواطنين. والأقسى والأمرّ أنهم مرضى لا ذنب لهم إلا رغبتهم في التداوي والعلاج في صرح طبي وفرته الحكومة الرشيدة لمعالجة مواطنيها، وتحديداً العسكريين.


هذا الصرح الطبي تعاني فيه حتى تدخل إلى طبيب الأسنان – مثلاً - معاناة طويلة عريضة، تبدأ بالوقوف في طابور طويل جداً، ثم الجلوس، ثم التقعر أنت ونشاطك وهمتك أمام بوابة العيادة حتى تستطيع التسجيل أولاً لتتمكن من دخول العيادة لاحقاً؛ حيث عليك الحضور من الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً؛ لتقف في طابور ينظمه المرضى بأنفسهم حتى تضمن عند فتح نافذة التسجيل في الساعة السابعة صباحاً الحصول على أحد الأرقام الأولى التي تخولك الدخول إلى العيادة، التي لا تفتح أبوابها إلا في الثامنة صباحاً، ويستمر توافد المرضى أو ذويهم للتسجيل حتى السابعة، إلا أنك قد لا تجد رقماً في حالة وصولك متأخراً ولو قليلاً؛ فبمجرد وصول تسجيل أعداد المرضى للعدد 100 يتم إيقاف التسجيل.


كل هذا يجعل الناس مضطرين إلى التوافد على العيادة منذ ساعات الصباح الأولى، والوقوف في ذلك الطابور الطويل الممتد من نافذة التسجيل المغلقة إلى خارج أسوار العيادة في شكل حلزونيّ محزن جداً، ترى فيه مرضى أو ذويهم يتغطون بالبطانيات والشراشف والفرو متعرضين لأقسى أنواع المشقة والإرهاق وتقلبات الجو القاسية: برد .. حر.. مطر.. غبار.. منتظرين على هذا الحال الأسوأ من السيئ حتى يدخلوا على الطبيب.


كما قد تجد إخوة يتناوبون في الوقوف بذلك الطابور وحجز الموقع، بمعنى تقسيم الوقت فيما بينهم إلى ساعات معينة، وبالتساوي، ويا بخت من كان لديه أولاد أو إخوة كثيرون؛ حيث يقوم بتوزيع الورديات والاستلامات عليهم حتى يتم تسجيل الرقم الغالي جدا! موفرين بتلك الطريقة الذكية على أنفسهم مشقة كبيرة يتعرض لها المنتظر الواحد، بل لا أستبعد مستقبلاً أن يتدهور الوضع في آلية تسجيل الأرقام في العيادة إلى بيعها في السوق السوداء! هذا إنْ لم يكن قد حدث فعلاً.


أما عن وضع النساء وانتظارهن هناك فحدّث ولا حرج، فهو بالطبع أكثر قساوة وإيلاماً، ولاسيما مَنْ تحمل طفلاً أو غير ذلك.


الأمر لم يتوقف عند هذا الحد؛ حيث يشترط ألا يتم معالجة أكثر من مريض واحد من العائلة الواحدة في اليوم الواحد!!


كما لا يُسمح للمريض إلا بمعالجة سن واحدة أو ضرس واحد فقط، يعني إذا عندك ضرسان أو سنتان أو أكثر فعليك بالطابور القياسي في اليوم التالي أو الذي بعده، وأنت وهمتك حتى تنتهي من معالجة أسنانك!
وبالمناسبة، أعتقد أن الإجازة الصيفية أفضل فرصة للعائلات والأسر التي تحتاج إلى مراجعة تلك العيادة لقضاء إجازتها في ردهات العيادة والتمتع بالوقوف في ذلك الطابور الطويل يومياً؛ حتى تضمن القضاء على تسوس أسنان أطفالها أو خلع أو تنظيف أسنانهم، ولاسيما مع تلك الشروط القاسية من عدم السماح إلا بمريض واحد أو سن واحدة في اليوم الواحد لأي عائلة، ويا لله يا لله يلحقون قبل بدء الدراسة!!


أُجزم بأن الكثيرين قد لا يصدّقون ما نقلته لكم هنا أو قد لا يصدقون أن مثل هذا الوضع العشوائي والبدائي جداً يحدث هذه الأيام أو يحدث في بلدنا مع ثورة الاتصالات الحالية أو مع الآليات المتطورة في ترتيب وتنظيم مثل هذه المراجعات.. ولكن هذا بالضبط ما يحدث في عيادة الأسنان بمستشفى الملك فيصل العسكري بمدينة الملك فيصل العسكرية بخميس مشيط.


فهل ندعو على مسؤول الخدمات الطبية بهذا المستشفى بأن يقاسي ما يقاسيه المواطنون من صعوبات وتعجيز لحجز رقم للدخول على الطبيب، أم ندعو له - وهذا هو الأفضل - بأن يسخره الله لمعالجة وتدارك الوضع المأساوي في تلك العيادة.


"صورة مع التحية لجمعية حقوق الإنسان".




بندر الشهري
Bandr88@gmail.com

http://www.sabq.org/sabq/user/articles.do?id=249

___________________________

التميمية تويتر


للتواصل مع ادارة المقاطعة


جمرة غضا غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM.