صيفنا في بيتنا
عبدالله العمري
- تخيل ان الامريكان يسرقون افكارنا للتسويق السياحي, فيسمون مثلا (نيويورك غير) او ( لاس فيجاس فلة) او (خيمة التايم سكوير الخيرية) طبعا هم لم يصلوا بعد الى هذا الحد من الدهاء التسويقي فهم يعتمدون في الترويج للسياحة على القيمة التاريخية للموقع ,حجم التشويق ,احترام الإنسان بتوفير الخدمات التي يحتاجها وعلى رأسها نظافة المرافق وصلاحيتها للاستخدامين الآدمي والحيواني, ناهيك عن حرصهم الشديد على ان تكون كل المناطق المستهدفة متاحة لمختلف الفئات.
- من الظلم مقارنة ماوصلت إليه الدول المتقدمة في السياحة بما نعيشه محليا لاسيما وهم يتفوقون علينا بأمور خارجة عن ارادتنا مثل عاملي المناخ والطبيعة ولكن الغريب ان تكلفة السياحة لمواطنيهم اقل منا رغم الفارق الشاسع بيننا وبينهم من حيث مستوى دخل الفرد وتكلفة المعيشة بشكل عام . هنا بعض المقارنات التي قد تدعم ما اقول. يمكنك ان تسكن في مدينة نيويورك في الصيف بخمسين دولار ويمكن ان تسكن بالف دولار والعامل المشترك بين الاثنين ان السكن مريح ونظيف مع اختلاف الرفاهية, بينما لو في مدينة بيشة الخالية من كافة عوامل الجذب السياحي فان الأسعار في الصيف تكون بين 400 ريال (106دولارات) او اكثر, وفي ابها تتراوح الأسعار على حد علمي في الصيف مابين 500 ريال الى 5000 ريال في اليوم اي (133 الى 1333 دولارا يوميا) والفرق بين ابها وبيشة ونيويورك شاسع ومع هذا فنحن اغلى.
- في الخارج عرفوا كيف يظفرون باموال السعودي ولكن ماذا عنا؟ السائح السعودي لايريد شعارات , لا يهمه ان كانت حسانا فلة أو بريدة دلة او فنجان فكل هذه المدن تشتعل حرا لا تطفىء لهيبه الشعارات, السائح يبحث عمن يعامله كانسان, عمن يحترمه حين يدفع , يبحث عن ماء بارد يستحم به في الشقق المفروشه في الرياض والدمام وجده, وعن ماء يشربه في المدن الجميلة المجاورة لأبها مثل النماص وتنومة وحلباء, يبحث عن حمامات نظيفة في المرافق , وعلى الطرق السريعة, يبحث عن أسعار معقولة , يبحث عن شواطىء نظيفة ومرافق ترفيهية على غرار تلك التي في المنتجعات الفارهة , يبحث عن مساحة للمواطن متوسط الدخل في الشواطىء التي غزتها منتجعات (للأثرياء فقط) الذين يهاجرون في الصيف هربا من لظى حرارته, يبحث عن منقذين متواجدين على شواطئنا في حالة الغرق, السائح يبحث عن وسيلة مواصلات في ابها والطائف والباحة, يبحث عن لوحات ارشادية توصله لجبل القارة في الأحساء, يبحث عن مكان في المدينة المنورة يستطيع ابناؤه اللعب فيه سويا بعيدا عن قاعدة منع اختلاط الأطفال العجيبة, يبحث عن مواقف في كورنيش جدة , يبحث عمن يحمي ابناءه من الباعة المتجولين في كورنيش الدمام, يبحث عن برامج ترفيهية في الإجازة وليس محاضرات ودورات اسعاف اولي , يبحث عن اعلان مبكر للبرامج السياحية حتى يستطيع التخطيط لإجازته وليس الإعلان عنها في حفل الافتتاح, يبحث عن التخلص من حفلات افتتاح المهرجانات وضخ سيولتها في المرافق الخدمية فهي أولى , فبدل ان تدفع 200 الف ريال أو اكثر لفنان كي يغني ساعتين ادفع لصيانة دورات المياه, يبحث عن مصادر الكترونية يستطيع البحث فيها عن مكان يزوره فنحن في 2010, واخيرا يبحث عن سعودي يبتسم له في الفندق وليس بنغاليا كان مزارعا في دكا واصبح مدير شقق مفروشه يقابلنا بغلظة , اذا لم تستطيعوا ان توفروا نصف هذه المتطلبات فصيفنا سيكون في بيتنا احلى.
آخر قطرات المحبرة:
يقول وليام شكسبير: ما كان الذئب ذئبا لو لم تكن الخراف خرافا.