60 في المئة من الماء يضيع!
شركة المياه في السعودية مثل ابن مدلل هو الوريث الحصري… ليس في المال فقط بل في المشتركين. تعوّد مشترك المياه على عدم انتظام الفواتير ثم حصلت لخبطة إذ دمجت مع الكهرباء في ورقة واحدة تتمزق بسهولة، استمر عدم الانتظام كما استمرت ملاحقة المشتركين الذين يفاجأون بقطع المياه عنهم لعدم التسديد، وفي حين تقدمت جهات مختلفة في إشعار الجمهور بالفواتير وصدورها بوسائل حديثة تأخرت المصلحة ومن ثم الشركة. وأسأل من شئت متى عُثر آخر مرة على فاتورة مياه؟ أخبرني أحد المواطنين أنه تم قطع الماء عنه لتراكم فواتير لا يعلم عنها شيئاً. قطع الماء في عز الصيف والحاجة فيه ما فيه من عدم احترام الإنسان. الشركة غير جاهزة لمواكبة التطور الحاصل في إشعار المشتركين وتحملهم نتائج تأخرها.
«صب وحنا نصب»، يردد بعض المواطنين هذه العبارة، ربما لاحقاً تتحول إلى مثل شعبي، وفيها إشارة مبطنة إلى دفع الناس دفعاً للذهاب إلى متعهدي نقل المياه وبيعها، ولا أعرف ما هي العلاقة بين مؤسسات نقل المياه وبيعها وبين الشركة لكن الاستفادة واضحة من كل قطع وانقطاع. وشركة المياه جاءت أخيراً بنظام عجيب لم أستطع فهمه، يجب عليك ان تحجز طلباً بعد ثلاث ساعات من انقطاع مياه الشبكة عنك ثم تتابعه، وإذا لم تحجز وتتابع خلال الثلاث ساعات فلا أمامك سوى الصهريج المدفوع بسعر السوق والله أعلم بحاله. ويذكر لي مواطن آخر أن منزله يقع بجوار خزان كبير للشركة وتضايقه يومياً حركة الصهاريج مع أن مياه الشبكة لا تصب إلا بشح وتقتير لساعة أو ساعتين في الأسبوع.
حملة المطالبة بالترشيد قائمة وتستحق التأييد لا مجاملة للوزارة بل خوفاً من المولى عز وجل، لكن لا يجوز ألا يذكر في إعلامنا المحلي سوى الترشيد للإنسان والخرفان في حين يتم الحديث في سنغافورة عن تسرب 60 في المئة من مياه الشبكة في الرياض، نشرت صحيفة «الجزيرة» خبراً عن محاضرة هناك لمسؤول في الشركة هنا، ذكر فيها هذا الرقم، حسناً
لماذا لا تغرم الشركة التي يتسرب منها هذا القدر الضخم، فإذا قيل انها ورثت هذا الوضع، الورثة يرثون الديون أيضاً، وكانت تقديرات نسبة التسرب – غير الرسمية – في الشبكة قبل سنوات تترواح ما بين 30 في المئة إلى 40 في المئة، فما الذي دفعها للازدياد مع ان التطور في – تمديد الشبكة – كما يفترض جديد ومتين.
يتم تحميل المشترك أخطاء الجهة المسؤولة عن الخدمة، في حين يجري التعتيم على أرقام خطيرة مثل نسبة التسرب تلك، محلياً يركز على تفريش الأسنان وشرب الخرفان، الأولى أن يقتطع من موازنة الشركة في الرياض نسبة مماثلة للفاقد من المياه.
http://www.asuwayed.com/archives/2908#comments