بترومين .. الثراء على حساب السعوديين
أذاعت وكالة رويترز للأنباء خبرًا يوم الثالث من شهر يونيو الجاري يثير الكثير من الأسئلة، مفاده أن مسؤولاً في مجموعة "هندوجا" الهندية صرح بأن مجموعته تعتزم بيع أسهم شركة "بترومين" لصناعة زيوت التشحيم في طرح عام أولي في المملكة لجمع ما بين 800 مليون ومليار دولار هذا العام، أي ما يقارب ثلاثة مليارات وسبعمائة وخمسين مليون ريال سعودي!
ومن المعلوم أن شركة "بترومين" السعودية هي مشروع مشترك بالمناصفة بين مجموعة الدباغ السعودية ومجموعة نفط الخليج العالمية التابعة لمجموعة "هندوجا". وحسب آخر الأرقام المسجلة تسيطر شركة بترومين حاليًا على حصة 38 % من أعمال توزيع منتجات البترول في السعودية، وتبلغ إيراداتها السنوية 500 مليون دولار.
ومن المثير أن تعلم عزيزي القارئ أن مجموعة نفط الخليج العالمية ومجموعة الدباغ دفعتا 200 مليون دولار فقط في العام 2007 لشراء "بترومين" من مشروع مشترك بنسبة 17 في المائة إلى 92 في المائة بين أرامكو السعودية وموبيل إينفستمنتس التابعة لشركة إكسون موبيل! والآن تريد الشركة بيع فقط ما نسبته 30 % من الشركة بقيمة مليار دولار، والاحتفاظ بالسبعين في المائة لها، أي أن الملاك خلال ثلاث سنوات فقط سوف يستعيدون ما دفع في الصفقة الأولى وهو 200 مليون دولار، إضافة إلى ثلاثة مليارات ريال ربحا غير معقول، إضافة إلى بقاء ملكيتهم وإدارتهم للشركة! التي سوف تصبح قيمتها الجديدة اثني عشر مليارا وثلاثمائة وخمسة وسبعين مليون ريال سعودي!!
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل تعلم الهيئة العامة للاستثمار عن هذا الموضوع؟ أم هذا هو نوع الاستثمار الذي تنشده الهيئة، وهو شراء الشركات الوطنية بأثمان بخسة، ثم بيعها على الموطنين بأسعار خيالية، وبقاء الملكية المطلقة لهم؟.. الغريب في الأمر أن الشركة صرحت بأنها سوف تستخدم أموال السعوديين الذين سوف يكتتبون في الطرح الأولي لإقامة محطة توليد كهربائي في الهند!
من جهة أخرى لعلنا نتساءل: ما الذي أحدثته الإدارة الأجنبية في الشركة خلال هذه السنوات القليلة غير زيادتها المتوالية لأسعار زيوت المحركات؛ لكي تقفز قيمتها بهذه الأرقام الفلكية؟ ثم أين عملاق النفط العالمي (أرامكو السعودية) حينما قامت ببيع الشركة بذلك السعر البخس حينما كانت - ولا تزال - شركة بترومين من الشركات الناجحة تسويقً ا، وتتملك العديد من المزايا التنافسية، وتدر مبيعات سنوية تناهز الخمسمائة مليون دولار، ثم تباع كلها بمئتي مليون دولار؟!! فهل هي بضاعتنا رُدَّت إلينا؟.. طبعًا بعد مكسبٍ لا يمكن أن يحلم به كبار المستثمرين في العالم، وللأسف تبقى كل هذه الأسئلة دون إجابة أو حتى تعليق بسيط..
عبدالرحمن بن سلطان السلطان
asalsultan@hotmail.com