حبك نار
أطرف ما في العلاقة بين وزارة التجارة والغرف التجارية انها علاقة حب من طرف واحد، قلب الأولى وعقلها في جيب الغرف، ولو اردت الدقة لوصف الحالة فهي أقرب الى حالة هيام وعشق، وانظر الى ما تحمله موظفو وزارة التجارة كبيرهم وصغيرهم، من لوم وضغوط على مدى عقود… لأنهم يسايرون الغرف التجارية. يمكنك استرجاع كثير من الأزمات، من الرز والحديد وعيوب السيارات إلى أسعار الطوب الأحمر الذي طنش أصحابه تهديدات الوزارة الأخيرة، ضع أزمات تجارية مررنا بها في قائمة ثم دون بجوارها تصريحات ووعود وزارة التجارة التي تبخرت، وانظر الى المحصلة.
مشكلة من يقع في الحب من طرف واحد انه لا يعود يسمع أو يرى إلا للمحبوب… حصرياً، فكلامه عسل ورأيه سديد وعمله هو الفعل المجيد، حالة الحب من طرف واحد تلك تذكرني بأغنية قديمة للمطرب الكويتي عبدالكريم عبدالقادر، تقول كلماتها مع بعض التصرف:
تكون ظالم
تكون «عايم»
تكون مهما تكون انتا
انا اهواك… ياروحي؟
يخيل إليّ ان هذا نشيد «يومي» يتردد في دهاليز الوزارة، واذا كانت هناك شكوك في صحة أن «الجنّي» يدخل جسد الانسان فلا شك – لدي – ان الغرف التجارية سيطرت على الوزارة حتى تحولت الأخيرة إلى ممسوسة، والتخبط دليل.
ما هي مناسبة هذا الحديث؟ سؤال وجيه! لأن رفع الأسعار والغش وخفض العبوات وتزوير التواريخ مع تفشي السلع المقلدة صار وضعاً اعتيادياً في الأسواق، ما الجديد اذاً؟
كالعادة، المحبوب من طرف واحد يصاب بالغرور ويبحث عن حب جديد، وتمدد فريد،
الغرف التجارية اقنعت الحبيب وزارة التجارة للاتصال بوزارة البلديات لزيادة مداخيل الغرف، وطلب المحبوب تعديلات على أنظمة لإجبار المحال المرخصة من البلديات على الاشتراك في الغرف التجارية،
ولا يعرف حتى الآن هل ستخضع وزارة البلديات لمطالب الغرف التجارية… الوزارة؟ هذا أمر سيكشفه المستقبل.
ولعل من المناسب ذكر اختفاء وصمت الغرف التجارية اثناء الكوارث التى مررنا بها وبعدها، وانطوائها على نفسها، على رغم أنها تحتضن المقاولين والموردين والاستشاريين وغيرهم، كأن لا أحد من المنتسبين شارك في تنفيذ مشروع!
***
افضل خبر قرأته هو تشكيل لجنة «محايدة» لإعادة النظر في مسار قطار الحرمين، ومن الواضح ان عجز وزارة النقل في اختيار المسار وغيره قد اصبح مكشوفاً، السيول والأمطار كشفت الكثير من أخطاء وسوء تنفيذ، ونحن بحاجة الى لجان محايدة. وإذا أردنا ان نقدم نموذجاً لحاجة سريعة للجنة محايدة فإن نوع القطار الجديد وعرباته التي نشرت الصحف صوراً لها، يحتاج الى لجنة محايدة، أحد سكان جدة يقول: «كلما رأيت صورة للقطار انتظر نزول رعاة البقر من عرباته».
http://www.asuwayed.com/archives/2840#respond