حفلة شجب وتنديد
الاربعاء, 02 يونيو 2010
عبدالعزيز السويد
الحماس كبير والتنافس أكبر للشجب والتنديد بالمجزرة الاسرائيلية الجديدة التي طاولت ركاب أسطول الحرية، ويلاحظ تنافس على استثمار المأساة من اطراف عدة، الصورة تتكرر، السلطة الفلسطينية تهرول في محاولة لقطع الطريق على الخصوم بمبادرة وفد المصالحة، ويمكن الجزم بعدم التصالح، أما الحكومة المقالة فلا تتوانى عن تحقيق مكاسب لا تتعدى الحضور الاعلامي وتأكيد صحة المواقف، فرنسا كالعادة كانت أول المنددين إعلامياً، غداً ستكون أول المصافحين، ثم توالت بيانات الشجب والأخف تلك التي أبدت الأسف، واستدعاء السفراء لإبداء الاستياء على فنجان قهوة. كل هذا سيختفي، حتى مظاهرات الجماهير الغاضبة والدعوات لمقاطعة كل ما هو إسرائيلي سيتلاشى. القصة متكررة مع ضحايا جدد تؤكد أن اسرائيل دولة إرهابية.
اسرائيل خبيرة في التعامل مع ردود فعل قضايا من هذا النوع، ولا شك انها أعدت العدة للمواجهة، صورة الوحش الاسرائيلي الدموي الحالية ستنخفض درجة احمرارها رويداً رويداً الى حين نرى مسؤوليها وهم يجتمعون مع ساسة عرب وأجانب... لبحث القضية وما توالدت منها من قضايا.
الا ان هناك فرصة ذهبية لدول عربية وجدت نفسها في زاوية ضيقة وعاشت سياستها الخارجية حالة من الحرج الخانق، سبب الحرج - الظاهر - تصديقها لوعود الإدارة الاميركية المتبخرة،
وثبت لمن يبحث عن الحقيقة ان سياسة اميركا مع العرب في ما يخص اسرائيل غرضها الأساس شراء الوقت لصالح الأخيرة، وهو ما تنجح فيه بعون من الضعف والتشظي العربي، النتيجة من هذا الاستمرار في الرهان على وعود زائفة وشطارة السياسة الاسرائيلية ان ايران دخلت على الخط وأمسكت بأوراق مهمة في القضية العربية لتصبح الاكثر حضوراً ومزايدة، وهو ما زاد من الانكفاء السياسي العربي، حتى أصبحت بعض الأنظمة العربية خصماً لشريحة مهمة من شعوبها.
هل الفرصة سانحة لفك الحصار عن أهل غزة؟ نعم هذا صحيح وهي فرصة ذهبية لدول عربية لاستعادة المبادرة والإمساك بأوراق كانت بين يديها ثم طوحت بها وعود الخارجية الاميركية، استعادة الأوضاع ممكنة والغضب العالمي ضد اسرائيل يجب ان يستثمر في وقته المناسب، أما التعويل على مجلس الأمن وقرارات شجب وتنديد فهذا لن يحقق جدوى.
ومثلما اعتاشت أنظمة عربية على القضية الفلسطينية وارتقى سلم الرئاسة في بعضها من أصبحوا قادة لاحقاً بدعاوى تحرير فلسطين، فإن هناك سياسيين فلسطينيين يعتاشون على القضية ولا يستغرب تفضيل بعضهم استمرار حالة الجمود فيها متى ما تحققت مصالحهم الشخصية، لذلك فإن البحث عن وجوه سياسية فلسطينية جديدة نظيفة ومخلصة لدعمها أصبح حاجة ملحة، والدور الريادي في هذا يقع على عاتق فلسطيني الداخل.
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/147998