بطاقة الأحوال في جيب من؟
الثلاثاء, 01 يونيو 2010
عبدالعزيز السويد
يتحول المواطن إلى مصدر دخل لجهات حكومية من دون أدنى عائد له. لا أرمي الكلام عبثاً، سآتي بنموذج مضحك: يعلم الجميع أن صور الوثائق مفروضة تقريباً في كل طلب، لجهات حكومية وخاصة، وتزايد نشر أخبار عن استغلالها ليس خافياً، آخرها قصة الشخص الذي عمل وكيلاً شرعياً لشركة 18 عاماً منتحلاً اسم مواطن. الأمر لا ينحصر عند هذا بل يتجاوزه إلى استغلال أسماء المواطنين من قبل شركات ومؤسسات للتوظيف الوهمي، الغرض رفع نسبة السعودة للتمكين من زيادة الاستقدام! الظاهرة قديمة أثبتت عجز وزارة العمل عن التصدي لها. الحل ليس صعباً.
في علمي أن هناك تعليمات - جديدة - من وزارة الداخلية بمنع تصوير الوثائق في الفنادق والشقق المفروشة، لكن الأمر يتجاوز السكنى إلى أمور أخرى حتى عند تركيب خط هاتفي! أصبح المواطن يحمل صوراً لبطاقة الأحوال جاهزة عند الطلب. مرة توقّف أمامي متسول «كشخة» وقبل أن يتكلم هممت بإخراج صورة بطاقة الأحوال لأناولها إياه!
أعلم أن هناك من يؤجر «رقم» بطاقته أو يوفرها للأقارب والأصدقاء من أصحاب الأعمال وليس هذا هو المقصود.
ما الجديد إذاً؟... النساء دخلن على الخط.
صديقي أبو سعد «المواطن» اكتشف أن زوجته موظفة في مؤسسة تجارية في «قلايع وادرين»، من دون أن يدري أو تدري، وعندما «سولف» مع صديق له أخبره الأخير أن قريبات له حصل لهن الموقف نفسه. جهات حكومية تستقبل أوراقاً تقدم لها وتركنها، ثم إذا اشتكى أحد تغرّم المتسبب - إذا استدلت على عنوانه - في الغالب لا يستدل على العناوين، وزارة العمل أخيراً أعلنت أنها لم تستدل على عناوين عشرات الشركات والمؤسسات وكأنها مرخصة في جزر الكايمن، يظهر أن هذه المنشآت تابعة للجن، أحد منكم «شاف» رجل أعمال جنّياً!
إذا اكتشفت أن بطاقتك مستغلة من دون علمك لن تحصل على شيء، سوى الهرولة بين الأجهزة الحكومية، ستتجه الى التأمينات الاجتماعية التي ترحب بالقضية، فإذا تأكدت استولت على المبالغ التي تم سدادها باسمك وغرمت المنشأة، لن تحصل حتى على السعي، إذا طولتها وذهبت لوزارة العمل لن تحصل على شيء، وإذا «راسك يابس» يمكنك الذهاب إلى القضاء وهو طريق وعر بما فيه البحث عن المتسبب.
أليس من حق من استغل اسمه الحصول على شيء! نصف المبالغ المسجلة باسمه على الأقل، «لكم عشرون ولنا عشرون»، هذا اقتراح للأستاذ العزيز سليمان الحميد «أبو سعد المسؤول»، محافظ مؤسسة التأمينات! إذا كانت وزارة العمل والتأمينات «مبسوطين» على هذا الوضع لماذا لا يشاركون المتضررين بقطعة من البسكويت، أما أضعف الإيمان فهو توفير التأمينات إمكان التأكد من خلال موقعها بيسر وسهولة.
www.asuwayed.com