من الذي يريد لهذا المواطن أن يظل نازفا منشغلا يلعق جراحه؟!
محطات الخميس
خالد حمد السليمان
** مرة أخرى بعد «أخرى» يُذبح المتداولون في سوق الأسهم من الوريد إلى الوريد، هذه المرة قالوا لهم إن سبب الانهيار هو تنامي المخاوف على اقتصاد اليورو، لكنهم ينسون أنهم سبق أن طمأنوهم من قبل بأن المملكة في منأى عن أزمة اليورو كما طمأنوهم من قبل أنها في منأى عن الأزمة المالية العالمية وأزمة ديون اليونان وأزمة جزر «الواق واق»!!
** مؤشر سوقنا المالي أشبه بالنبتة التي تمضي أشهر طويلة لترتفع بضعة أشبار ثم تقتلع فجأة من جذورها في بضع ثوان!!
** أحلام المستثمرين في سوق الأسهم أصبحت كمدخراتهم .. متبخرة!!
** في الارتفاع تجد الكل شريكا لك في صنع أسباب النمو والنجاح وتهيئة بيئة الربح، أما في الانخفاض فأنت تترك وحيدا في مواجهة العاصفة ولا تجد حتى من يواري جثتك!!
** ما هو دور الصناديق الحكومية المستثمر الرئيس والأثقل وزنا في سوق الأسهم في تشكيل مرساة الثقل في سوق الأسهم؟!
** يشجع المواطن البسيط على الاستثمار ويطمأن بأنه يستثمر في سوق مستقرة تحميه الأنظمة ويستند إلى صلابة الاقتصاد السعودي المتين، لكنه يتحول إلى ضحية وتحول أحلامه ومدخراته إلى سراب عند أدنى هزة حتى ولو كانت هزة على سطح القمر!!
** يحفز الناس على الاستثمار وتحريك أموالهم في شتى مجالات الاستثمار لكنهم سرعان ما يكتشفون أنهم يمشون على أمواج متحركة لا يدرون إلى أين تتجه ولا متى ترتفع أو تهبط .. إنهم يجدون أنفسهم وسط عاصفة لا تهدأ تحركها رياح المجهول والإشاعات والاجتهادات!!
** لا أقول إننا في منأى عن التأثر بتقلبات الأسواق العالمية ورياح العواصف الاقتصادية العالمية لكنني أسال فحسب لماذا تلقى الناس رسائل الطمأنة والتهوين من التأثر بالأزمات العالمية الأخيرة ليجدوا أنفسهم فجأة في قلب العاصفة؟!
** إحدى الشركات خفضت رأس مالها لتتخلص من مأزق الخسائر فخسر المساهمون ما يقارب نصف كميات أسهمهم، لكن قيمة السهم الناتجة عن تخفيض الكمية سرعان ما هبطت لتلامس نفس سعره قبل تخفيض رأس المال فخسر المساهمون أسهمهم وأموالهم .. هل بعد ذلك تريد هيئة سوق المال أن تقنع أحدا بأنها توفر لنا البيئة الآمنة والعادلة و«غير المجاملة» للاستثمار؟!
** الأسعار مرتفعة والجودة منخفضة والأسهم منبطحة والعقارات مرتبكة والمساهمات الاحتيالية منتعشة
.. من الذي يريد لهذا المواطن أن يظل نازفا منشغلا يلعق جراحه؟!