23-04-2010, 06:04 PM
|
#1
|
كاتب مميز
رقـم العضويــة: 9788
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مــكان الإقامـة: جـــده
المشـــاركـات: 3,772
|
أوربا الضعيفه حالياً ... عبره
بركان ايسلندا و أوربا الضعيفه حالياً ...
الطقس والسياسة .. والدين
فاجأت أيسلندا أوربا بمفاجأة غير سارة، ولكنها ليست من صنعها. بركان ينفجر ليغطي سماء أوربا
برماد بركاني يمنع 16 ألف رحلة طيران يومياً، ويتسبب في خسائر مالية مباشرة تتجاوز 200 مليون
يورو يومياً، وتأثر أكثر من 6 مليون راكب بتعطل حركة الطيران. تكاليف الطائرة الواحدة تصل
إلى 250 مليون يورو، وإذا بقيت واقفة على أرض المطار ولا تعمل تسبب خسارة مباشرة
قدرها 20 ألف يورو يومياً .. الخسائر الاقتصادية أكبر من أن تحصى الآن.
المشكلة الصحية الناتجة عن ثبات هذه السحابة فوق أوربا يمكن أن تكون كبيرة أيضاً. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن سحب الرماد البركاني المتصاعدة يمكن أن يكون لها تأثيرات
صحية ضارة في سكان أوروبا إذا اقترب الغبار البركاني من الأرض وقال مسؤول المنظمة، ديفيد ابستين، إن “منظمة الصحة العالمية لا تعلم إلى الآن المخاطر الصحية التي ستنجم عن هذا النشاط البركاني” . المشكلة ليست في انفجار بركان، فهذا كان من الممكن أن يحدث ثم تحركه الرياح ليبقى فوق المحيط الأطلسي إلى أن يتفرق دون أن يشعر به أحد. مشكلة بركان أيسلندا أنه فور انفجاره توجه مباشرة بفعل الرياح فوق أوربا، ولكن الرياح هدأت، وأصبحت أوربا الآن تأمل في رياح قوية لكي تحرك هذه السحب البركانية بعيداً عن سماء أوربا، ولكن تحريك الرياح لا يخضع لمنظومة التقدم والحضارة الغربية التي ادعت أنها قادرة على التحكم في الطبيعة. وتذكر وكالة الأنباء الهولندية: "مرة أخرى نجد أنفسنا تحت رحمة الطبيعة، فالغبار البركاني لن ينقشع إلا بهبوب رياح قوية، إذ أن الرياح الآن فوق شمال غرب أوروبا ليست قوية بما يكفي لتدفع السحابة البركانية في اتجاه آخر، كما أفاد المرصد الأوروبي لمراقبة الحركة الجوية في بروكسل." ويحذرنا أنصار إبعاد الخالق عن الحياة من أن نذكر لفظ الجلالة .. الله تبارك وتعالى .. أو قدرته أو قوته جل وعلا في مجال التعليق على هذه الكوارث التي يسمونها"الطبيعية" .. وكأن الطبيعة لا رب له .. أو أنها تتحرك وفق مزاج عشوائي .. تعالى الله القائل في كتابه
"وكل شيء خلقناه بقدر" .. و"وكل شيء عنده بمقدار" ..
لماذا نخشى أن نتأمل في تقدير الله تعالى وسننه الكونية التي تجعل ممن يقول
"إنما أوتيته على علم عندي" .. أمثولة للبشر؟
لماذا نبتعد عن تأمل تدبير القاهر العزيز الجبار .. لمن يتجرأ على الخالق جل وعلا .. ويتهكم على أفضل خلقه .. فتصيبه الآيات .. لعلهم يتذكرون. كم هي مهيبة تلك الآية التي تقول:
"سنريهِم آياتِنا في الآفاق وفي أنْفُسِهم حتى يتبيَّن لهم أنه الحقُّ أولم يكفِ بربك انه على كل شيء شهيد"
.. تأملوا الآفاق في أوربا .. وصور السحاب البركاني المرعب
.. واسألوا أنفسكم .. ألم يحن أوان أن يتبين لهم الحق!
قرأت عن البراكين لأفهم طبيعتها وكيف تعمل، ولفت نظري أن عالمنا المسلم يكاد يخلو من البراكين المعروفة، بينما تتواجد هذه البراكين بكثرة في أوربا وأمريكا ودول المحيط الهادي غير المسلمة .. وهذا طبقاً للإحصاءات الجغرافية العالمية. هي مصادفة للبعض .. ولا أظن أن بالكون مكان للمصادفات. البراكين جنود لله، ولا يجب أن نخشى من أن نقول ذلك، أو نتحرج من إنزال الأمور منازلها، والقبول بتقدير الله تعالى في كونه، وأن هذه البراكين لا تتحرك من تلقاء نفسها .. أو بأسباب جيولوجية بحتة .. فحتى علماء الجيولوجيا يقولون أن لحظة انفجار البركان لا يمكن معرفتها، ولكن يمكن توقع حدوثها، ولكنه من الممكن أن يتأخر أياماً أو سنوات. انفجار البركان يرتبط أيضاً بكيفية تحرك السحب التي تنتج عنه، وهو أمر مرتبط بالرياح وتحركها وهدوئها أو سرعة حركتها. في حالة بركان آيسلندا، فإن هدوء الرياح يسبب لأوربا كارثة .. سبحان الله جل جلاله. عندما يتم الحديث عن تقدير الله في كونه، وبين خلقه، فلا مجال هنا للشماتة، ولكن هذا مجال التأمل والتدبر وأخذ العظة، وفهم الدروس. لسنا في حاجة إلى أن نجعل من العلوم الطبيعية آلهة تنافس الخالق العزيز الجبار، ولسنا في حاجة إلى أن نهمل العلوم أو نتجاهلها لأننا نحاول أن نفهم سنن الله في خلقه .. أو أن نلتزم بدينه. ليس هناك تناقض بين الدين وبين الطقس .. أو بين الدين .. وبين العلاقات الدولية. نحن بحاجة إلى أن نجمع بين فهم سنن الله في كونه، وبين العلم الذي يساعدنا على فهم تلك السنن،
وإدراك حدود العلم والعقل أيضاً. هذه الموازنة بين السنن الكونية وبين العقل والعلم لا يقدمها الغرب في مشروعه الحضاري في هذا القرن، ولا يقدمها المسلمون أيضاً رغم أنها تمثل حجزالزاوية لدينهم
ورسالتهم. الغرب يعجز عن تقديم هذا التوازن
بسبب الغلو في قيمة الأنا والعقل وإقصاء الدين عن الحياة ..
ونحن نعجز عن تقديم نفس التوازن بسبب الجهل
وانتشار الاتكالية أو الرغبة في تقليد الغالب أو الانكفاء على الذات. مشكلة الغرب مزمنة ومتأصلة في النموذج الحضاري الذي يتبناه الغرب، ولذا فلا أمل في انتصار أو بقاء أو نجاح هذا النموذج في إسعاد البشرية. ومشكلتنا مؤقتة ومرتبطة بتقاعسنا وليس بالنموذج الحضاري الذي نقدمه، ولذلك هناك أمل في سيادة ونجاح هذا النموذج متى ما تخلينا عن الخوف من مخالفة الغرب، وتخلينا عن الحذر من الإعلان عن الإيمان ومزجه بالعلم، وتخلينا عن التكاسل في حمل أمانة حماية البشرية من شرور تحدي الله جل وعلا في ملكوته. إن من ينظر إلى تتالي الكوارث على الغرب طوال الأعوام الماضية لابد أن يتوقف ويسأل نفسه ..
ألم يحن أو آن أن نقدم للعالم ما عندنا من علاج .. بأفضل أسلوب وأحسن طريق، وأن نحمل أمانة ذلك بقوة وعزم .. في عالم في أمس الحاجة إلى التوازن الذي يقدمه مشروعنا الحضاري
.. ألم يحن أوان أن ننهض !
دكتور / باسم خفاجى
|
|
|
|
___________________________
-
التعديل الأخير تم بواسطة خالد 1 ; 23-04-2010 الساعة 06:16 PM
|
|
|