الاسباب الرئيسية لارتفاع الاسعار والحلول الحقيقية لها
لقد حصلت ارتفاعات كبيرة في الاسعار في الفترة الاخيرة ولم تكن هذه الزيادات مقتصرة على المملكة فحسب وانما كانت ارتفاعات في الاسواق العالمية وبامكان الجميع التأكد من الاسواق المجاورة كمصر والاردن وباقي اسواق الخليج ولبنان .......الخ ( فمثلا اصبحت القوة الشرائية للمائة دولار في لبنان تساوي 66 دولارا الان )
هناك بعض المنتجات التي تعتبر كمنتج نهائي يستخدمه المستهلك وبنفس الوقت يستخدم كمواد اولية للمصانع كالحليب ومشتقاته واللحوم والاسماك والدواجن والطحين والمكسرات والبن .... الخ
ففيما يتعلق بارتفاع اسعار الحليب ومشتقاته فانه يمكن تلخيص الاسباب بالتي:
-تعتبر استراليا ونيوزيلاندا المصدر الاول لمنتجات الحليب في العالم ولقد اصاب هاتين الدولتين جفاف شديد في الربيع السابق مما ادى الى ضعف شديد في انتاج الحليب بالاضافة الى قيام العديد من المزارعين بذبح ابقارهم والاستفادة من لحومها خوفا عليها من الفناء. ان هذا يعني بأن تستمر مشكلة ارتفاع اسعار الحليب ومشتقاته لأربع او خمس سنوات قادمة حتى يتم تعويض الابقار التي تم ذبحها
- التحسن الكبير الذي حصل في الاقتصاد الصيني رافقه رفاهية لمواطني الصين بحيث زاد الطلب على الاجبان والحليب ، لأنه معلوم بأن الطلب على هذه المواد مرتبط بالرفاهية ونسبة الدخل ، وعليه فقد بلغ استهلاك الصين لوحدها 35% من الانتاج العالمي
- اتجاه شركات الالبان العالمية لانتاج المواد ذي الربحية العالية كالاجبان والقشطة ، رفع اسعار بعض المواد الاخرى كالزبدة والسمن الحيواني
- رفع الاتحاد الاوروبي الدعم عن المزارعين والشركات المصدرة وذلك ليبيعوا منتجاتهم داخل الاتحاد الاوروبي لوجود نقص عالمي للاسباب اعلاه ( ان مثل هذه الخطوة مثلا ترفع سعر كيلو الزبدة ستة ريالات)
اما فيما يتعلق بسعر السكر فأن السبب هو الفيضانات التي حصلت في اسيا وبالذات الهند وزيادة الطلب العالمي على النبيذ والمشروبات الكحولية
أما بالنسبة للأرز فقد حصل دمار لبعض المزارع ولبعض اصناف الارز والارتفاعات يجب ان لا تطال جميع انواع الارز
كما حصل ارتفاع كبير في اسعار بعض انواع المكسرات كالفستق مثلا حيث تعتبر ايران وتركيا وسوريا البلدان الرئيسية المنتجة للفستق. وللعلم فإن محصول سوريا لهذا العام بلغ 200 طن مقارنة ب 1800 طن في السنة السابقة ومن الطبيعي تفاوت الكميات الانتاجية الزراعية
كما يعتبر انخفاض قيمة سعر الدولار مقارنة باليورو والعملات الاخرى وارتباط معظم العملات العربية بالدولار من الاسباب الرئيسية لارتفاع كل الأصناف المستوردة من اوروبا كالادوية ومشتقات الحليب والسيارات .....الخ
وفيما يلي مقارنة لبعض الاصناف التي طرأ عليها ارتفاع بالاسعار:
م
الصنف
الوحدة
السعر السابق جملة
السعر الحالي جملة
1
الزبدة
كرتون 25 كيلو
200 ريال
550 ريال
2
كريمة الخفق
كرتون 12 ليتر
95 ريال
150 ريال
3
الحليب البودرة
كيس 25 كيلو
205 ريال
570 ريال
4
دجاج مسحب
الكيلو
14 ريال
26 ريال
5
السكر
كيس 50 كيلو
65 ريال
90 ريال
6
الفستق
الكيلو
32 ريال
60 ريال
7
البولي ايثيلين (البلاستيك)
الكيلو
4 ريال
8 ريال
من الاسعار أعلاه يتبين لنا بأن المصانع المحلية أمامها ثلاثة خيارات :
1- اما ان ترفع سعرها والمفروض أن يكون الرفع منطقي تحت مبدأ لا ضرر ولا ضرار
2- أن تبيع بالأسعار القديمة وأن تخسر وأعتقد بأن هذا الخيار غير وارد
3- أن تبيع بالأسعار القديمة على حساب الجودة وذلك باستخدام مواد أولية بديلة رديئة النوعية
4- أن يتم إغلاق هذه المصانع الوطنية وهذا ما لا نتمناه
الحلول التي يجب علينا عملها:
- ايجاد جمعية حماية المستهلك بحيث تقوم بفحص المنتجات وتعريف الناس بجودة المنتجات وتقسيم المنتجات حسب الجودة ومراقبتها في الاسواق وإبلاغ الناس عن طريق الانترنت والصحف بحيث يكون للجمعية مرجع حكومي.
- تطوير المشاريع الزراعية والثروة الحيوانية والسمكية وذلك حتى لا نضطر للاستيراد ويصبح من السهل التحكم بنا من السوق الخارجي
- تطوير ودعم المصانع والمعامل الوطنية بحيث يتم خلق بدائل محلية للمنتجات المستوردة حتى نقلل من اعتمادنا على الدول الاجنبية وبالتالي نتمكن من التحكم بتكلفة المواد الاولية
- ايجاد مصانع لتصنيع المواد الاولية للمصانع المحلية الاخرى بحيث يكون الاعتماد على الداخل بأكبر نسبة ممكنة