محمية الضنك
الاربعاء, 14 أبريل 2010
عبد العزيز السويد
انتظرت صدور بيان من شرطة عسير يكشف ملابسات إطلاق رصاص على مبنى صحيفة «الوطن»، روعنا الحدث لكن شرطة عسير لم تصدر أي توضيح ولو عن مجريات التحقيق، مسألة مثل الاعتداء الذي نشرت عنه «الوطن» لا يصح الصمت عنها، فهو أفضل حاضنة للخطر.
في قضية الصيد الجائر، وقتل الغزلان، لا بد أن نعود إلى مجتمع يُعلي من قيمة القنص والصيد، شرائح عريضة تعتبرها من أسس المراجل، الصيد كانت له حاجة ثم تحول إلى هواية، وجبة الفقير تصبح فاكهة على مائدة الغني، ظهور الصياد بمشاهد مصورة مع عدد من الغزلان المقتولة أعطى الصحيفة مادة جيدة لخبر أو اثنين لا إعلان مستمر - الحماية الفطرية قالت إنه لم يثبت حتى الآن وقوع الحادثة في محمية.
أنا مع حماية البيئة والحفاظ عليها، من الغزال حتى النملة، إنما لا يعقل نسيان الغرض من حمايتها، من الصعب القبول بتركيز المشهد على هذا دون غيره خصوصاً في أسبقية نشر صورة شخص لأيام على أنه مطلوب،
هي الأولى من نوعها في الصحافة المحلية، لم يسبق نشر صور قتلة وخاطفي أطفال أو سارقي المال العام بل إن الأسماء لا تكتب.
أنا مع نشر الحدث إنما لست مع هذا الاستغراق فيه وجعله قضية القضايا وكأننا قد نشرنا للتو أسماء المسؤولين عن كارثة جدة والأحكام التي صدرت بحقهم، وكأن أسماء سرقة المال العام في «محمية الضنك» وغيرها قد نشرت مع الأحكام الصادرة بحقهم، وكأن الذين لقّحوا 11 طفلاً بلقاحات منتهية الصلاحية يمثلون أمام القضاء.
في ظل الانهماك بقضية الغزلان تنشر «الحياة» خبراً عن إصابة مشرف في مكافحة حمى الضنك، بحمى الملاريا والضنك، اثنان في واحد، تعالوا نقرأ شكواه أن «ضعف أدوات السلامة التي يرتديها «موظفو البرنامج» ربما يؤدي إلى إصابة عدد آخر منهم بـ«الضنك»، خصوصاً في ظل رداءة الكمامات التي يرتدونها أثناء عملية الرش»، موظف آخر في الحملة اشتكى من تأخر صرف الرواتب لأشهر. لا تنْسَ أن جهة رسمية اتهمت 6 موظفين في أمانة جدة بالفساد الإداري واختلاس أموال حمى الضنك، مبالغ تبدأ من مئة ألف وتصل إلى مئة مليون ريال، في حين لا توفّر كمامات مناسبة للعاملين!! محمية حمى الضنك وأمثالها من المحميات المالية والاقتصادية هي الأولى بالتركيز الإعلامي، فلا يمكن القبول بأن ننشغل بالخطام ونترك الجمل، إذا أعلينا من قيمة الإنسان وحقوقه فسينعكس هذا على الحيوان، عندها يمكن لنا مطالبة كل مواطن بأن يتبنى له غزالاً.
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/130411