ونيابة عني، اقرؤوا صحف الأمس واليوم وحتى الغد، فقد تجدون، وبالإنابة، ما فشلت أن أجده فيها: هل سمع معالي وزير التجارة والصناعة مثلنا جميعاً بأزمة الحديد؟ هل يعرف صاحب المعالي وكل الطاقم الأعلى النافذ من حوله بالوزارة أن الأزمة مع الحديد لم تعد مسألة سعر ولكن مسألة معروض وإلا فإن السؤال: من يجيبني أين اختفت أطنان الجبال من الحديد في ظرف أسبوع؟ هل تحولت تلك الجبال المكدسة إلى عمارات شاهقة وكل هذا في ظرف أسبوع؟ هل سمعتم على الأقل تصريحاً لكتيبة هائلة من الإداريين اسمهم حماية المستهلك؟
دعوكم من أزمة الحديد، فتلك أزمة الخواص والنخبة والملاك والعقاريين وأصحاب المقاولات وظهورهم بالمناسبة تتحمل الأزمة لأنها ظهور من حديد. هل سمعت وزارة التجارة بأزمة الحليب؟ هل تعرف إدارة حماية المستهلك أن علبة حليب الأطفال قد تضاعف سعرها مرتين في أربعة أعوام وهل تعرف وكالة حماية المستهلك أن هذا السعر الجشع يبلغ ضعف المعدل العالمي لارتفاع ذات السلعة؟ دعوكم من أزمة الحليب لأن قانون السوق يفرض على – الفقراء – الفطام من كل أنواعه بعد عامين فلماذا الاستغراق في ترف الحليب: اشربوا الماء ففي ذاك كل حماية المستهلك. هل تعرف وكالة حماية المستهلك أين ذهب القرار السامي بدعم أسعار الأرز والدواء وتخصيص بند ملياري ضخم لدعم هاتين السلعتين؟ دعوكم من كل أزمة نخرج بعدها للأزمة التالية وناقشوا هذه البدهية: كم مرة شاهدتم معكم في السوق، في البقالة، في الصيدلية، في المستودع موظفاً اسمه مراقب التجارة. هل تعلمون كم هي أعداد هؤلاء المراقبين في مدينة بحجم المدينة التي تسكنون بها. هل تعرفون أن مئات المدن على هذه الخريطة تتبايع حتى التناهب بلا مراقب تجاري واحد. دعوكم من كل أزمة نخرج منها للأزمة التالية: أعربوا جملة (وكالة حماية المستهلك) لتكتشفوا أنها مجرد مضاف ومضاف إليه. مبتدأ يليه مركب لغوي في محل رفع خبر ولكن: من يرفع الخبر.