أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-02-2010, 06:36 PM   #1
عالم الاتصالات
موقوف

 
رقـم العضويــة: 14258
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشـــاركـات: 45

افتراضي هل شركة الاتصالات كانت تضحك علينا ؟

هل شركة الاتصالات كانت تضحك علينا ؟

عندما بدأت تلك الربكة في فوترة شركة الاتصالات منذ أربعة أشهر تقريباً، وبدأت آثارها تظهر على فواتير بعض عملائها، حصل اتصال تلفوني بين محافظ هيئة الاتصالات الدكتور عبدالرحمن الجعفري وبيني لأمر لا علاقة له بشركة الاتصالات ولا حتى بالهيئة، وسألته في نهاية الحديث عن تلك الربكة في فواتير شركة الاتصالات، فقال إنه سبق أن اتصل برئيس الشركة واستفسر منه عن ذلك ففهم منه أن التأخر في إصدار بعض الفواتير كان نتيجة للانتقال من نظام قديم للفوترة إلى نظام جديد، وأن المسألة عادية، ووعدني مع ذلك بالمزيد من الاستقصاء، وبعد عدة ساعات اتصل بي المسؤول عن الشؤون الإعلامية في شركة الاتصالات الأستاذ محمد الفرج ودار بيننا حوار طويل عما حصل ملخصه أن ما حصل هو أمر عادي نتيجة الانتقال من نظام للفوترة إلى نظام آخر أكثر فاعلية ودقة وتطوراً، وأن هذا لن يترتب عليه أي ضرر للعملاء، وأن أي خلل قد حصل في بعض الفواتير نتيجة هذا التغيير سيتم تصحيحه، والشركة مستعدة بمراجعة فواتير أي عميل بكل دقة وإقناعه من خلال استعراض مكالماته التي أجراها بالرقم والتاريخ، وهي منفتحة على عملائها، وتعتبرهم ذخرها ومصدر قوتها.
بعد ذلك أعلنت الشركة عن هديتها الكبيرة لعملائها وهي شهر المكالمات المجاني، وقد كانت خطوة كبيرة مفاجئة ولافتة لحد أن الكثير لم يصدقوها، ولذلك كثرت التأويلات، فمن قائل إن الشركة تحاول أن تعيد ما أخذته بالخطأ نتيجة لتلك الربكة في الفواتير، ومن قائل إنها تحاول أن ترضي عملاءها ومن قائل إنها صعقة كهربائية كبيرة لمنافسيها في السوق، ومن قائل إن خطوتها المفاجئة العجيبة غير المسبوقة هي حجر كبير أرادت به اصطياد أكبر كمية من العصافير... إلى آخر التفسيرات والتأويلات، ولكن الأهم أنه نشأ شك في نفوس الكثير من عملائها في جدية الشركة فهم غير مصدقين أن الشركة ستسقط عنهم كامل أجور مكالماتهم خلال شهر كامل، وبعضهم يقول إنها ربما تفعل ذلك ولكن قد تعود بطرق أخرى لتأخذ منهم بالشمال ما أعطتهم باليمين.
فترة الشهر المجاني كانت من 21/11 إلى 21/12/2009 وتاريخ هذا اليوم هو 1/2/2010 أي أنه قد مر على انتهاء الفترة شهر وعشرة أيام، وقد بدأت فواتير الفترة ترد للعملاء، أي أن المحك الحقيقي قد بدأ بالفعل، وسيبدأ الكلام عن أثر الشهر المجاني على الفواتير، بل إنه بدأ بالفعل.
الفاتورة كما نعرف تمثل شهرين، وبالتالي فالعملاء سيتوقعون أن تنخفض أجور فواتيرهم إلى النصف طالما أن أحد الشهرين مجاني، أي أن الذي يصرف عادة (600) ريال سيتوقع أن تكون فاتورته (300) ريال.
في الأسبوع الماضي كنت في مجلس، وبدأ الحديث عن أثر الشهر المجاني على الفواتير، فقال أحد الحضور ما معناه.. الظاهر أن الشركة كانت تضحك علينا.. ووافقه آخر.. وبدأ التفسير فقال الأول فاتورتي لم تنخفض بل على العكس زادت.. ووافقه الثاني.. وهزَّ آخرون رؤوسهم بالإيجاب، فسألنا الذين قالوا إن فواتيرهم لم تنخفض بل زادت هل اطّلعوا على فواتيرهم وراجعوها بدقة وتأكدوا من أن المكالمات خلال فترة الإعفاء لم تسقط من الفاتورة.. فقالوا نحن نسدد بالتلفون ولا تأتينا الفواتير.
في اليوم التالي رَجَعْتُ لفواتير الهاتف التي جاءت من شركة الاتصالات لي ولأفراد عائلتي، فوجدت أن أغلبها كانت للفترة السابقة للشهر المجاني ولم أجد سوى فاتورتين اشتملتا على أقل من عشرة أيام من الشهر المجاني، واتضح لي أن كافة المكالمات التي وردت في تلك الأيام المسجلة في الفاتورة كانت مجانية بالفعل حيث لم يسجل أمامها أية مبالغ عدا المكالمات التي تمت لشبكات أخرى غير شبكة شركة الاتصالات، واستنتجت من كل هذا أن الفواتير التي سددها الإخوة الذين قالوا إن فواتيرهم لم تنقص بل زادت كانت عن فترة سابقة للشهر المجاني، وأن فترة الشهر لم تصل فواتيرها بعد أو أنها اشتملت على أيام قليلة منها، أي أن فواتيرهم القادمة ستتضمن كافة فترة الشهر وستكون أجور مكالماتها مسقطة من الفاتورة... هذا أمر لاشك فيه.. لكن هل سينهي شكوك بعض العملاء الذين يقولون إن الشركة أعادت لنا بشهرها المجاني بعض ما أخذته منا خلال فترة الخلل في نظام الفوترة، وهل سينهي شكوك من يقولون إن الشركة ستأخذ منا بالشمال ما أعطتنا إياه باليمين..؟ ثم هل سيزيل ذرائع الذين يقولون إن الشركة كانت تضحك علينا..؟ وتقطع كل الخطوط على الذين يستثمرون كل هذا ممن لهم مصلحة بالتشكيك بمصداقية الشركة..؟؟
لا.. لا أظن ذلك، بل الذي ينهي كل هذا هو ما يرد في مركز الشركة المالي، فإذا تأكد للجميع أن الشركة قد فقدت من دخلها ما يقابل الدخل التقريبي المفترض لفترة المكالمات المجانية فإن هذا لابد أن يزيل كل الشكوك، أما إذا حصل العكس، وتأكد أن دخل الشركة لم يتأثر في مركزها المالي فستزيد الشكوك ما لم يحصل إيضاح كاف من الشركة.
الشهر المجاني كما ذكرت سابقاً من 21/11/2009 إلى 21/12/2009 أي أنه يقع خلال فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام أي الربع الرابع من السنة، وقد أصدرت الشركة مركزها المالي لهذا الربع منذ عشرة أيام تقريباً، ومراجعة مركز هذا الربع ومقارنته بمركز ربعها الثالث السابق، وكذلك بمركز بعض الشركات المماثلة يوضح لنا مدى تأثر دخلها خلال فترة الشهر المجاني وهل يتناسب هذا التأثر مع العوائد التقريبية المفترضة للشركة خلال هذا الشهر لو لم يحصل الإعفاء، وقد فعلت هذا واتضحت لي بعض النتائج، وسأعرضها في المقال التالي يوم الأربعاء القادم.

عالم الاتصالات غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 PM.