عبدالرحمن الشلاش
الأسعار وهيبة الخمسمئة الضائعة!
قبل سنوات قليلة كنت تذهب للتسوق وفئة الخمسمئة ريال "الزرقاء" زعيمة النقود السعودية تملأ جيبك فتعطيك هيبة واعتبارا أمام كل الباعة في السوق.. تجوس كل المحلات..وتمشط كل الأرفف المتراصة في (السوبر ماركت) وتخرج بالعربة وتجهد نفسك وأنت تدفعها أمامك.. وقد تحتاج إلى من يساعدك لأنها مثقلة بكل الأغراض والتي قد تزيد عن حاجة الأسرة..وفي جيبك بقايا لا بأس بها من النقود من فئات المائة والخمسين والعشرة والخمسة..أما اليوم فالورقة الزرقاء لا تمنح هيبة ولا اعتبارا ولا هم يحزنون..إذ إنها ستطير عند مغادرتك لأول محل في السوق وبأكياس قليلة تحملها في يدك.. فالعربة التي كنت تدفعها في سالف الأيام ستحتاج لمجموعة من الوريقات الزرق..
والورقة الزرقاء لا تكفي لمعيشة ثلاثة أيام لأسرة متوسطة الحال..وراتب العشرة آلاف والذي كان يحسد من يتقاضاه سينتهي قبل يوم خمسة وعشرين في الشهر وهو بالمناسبة يوم عيد لكل موظفي الدولة فعند حلوله تحدث حالات استنفار غير طبيعية وتراص غير معهود عند آلات الصرف..وابتسامات وبهجة في كل الوجوه لا تتكرر كثيرا طيلة الشهر..وهو يوم تسديد الديون لمن ينتظرون ذوي الدخل (المقرود) على أحر من الجمر.
الأسعار تزداد سخونتها..والمواطنون يعيشون عذاباتها..وحتى من يتحدثون عن ارتفاع أسعار المشروبات الغازية وهي من الكماليات يغضون الطرف عن الاحتياجات الأساسية للأسرة "الغذاء والدواء والسكن والنقل والكهرباء والماء"..وحتى بدل المعيشة الذي أكرمت الدولة به المواطنين وجد التجار الجشعون لالتهامه مليون وسيلة وطريقة.. والمواطن لا يريد بدل معيشة ولا زيادة راتب..
يريد فقط تخفيض الأسعار إلى الحد المعقول لأن عملية" تزيد من هنا ويلتهم التاجر من هناك" أصبحت مملة ومستفزة ومحرقة للأعصاب.. وما تسمى (بحماية المستهلك) لا يعول عليها وعساها بحملها تثور..وقصة المستهلك معها كحكاية (المستجير من الرمضاء بالنار).
نريد إطفاء سعير الغلاء..وإيقاف ارتفاع سلم الأسعار المجنون..الارتفاع الذي ليس له حد.. وهو الارتفاع الذي كسر أرجلنا وظهورنا.. و
أخيرا أتساءل نيابة عن آلاف المواطنين ما دور وزارة التجارة.. أليس من واجباتها كسر احتكار التجار لاستيراد السلع وفتح المجال أمام الجميع للاستيراد لإذكاء المنافسة التي سيستفيد منها المستهلك في النهاية؟ ولماذا لا تفتح جمعيات تعاونية في كل حي من أحياء مدننا وقرانا لمحدودي الدخل وبأسعار مخفضة أسوة ببعض الدول المجاورة.
http://www.alwatan.com.sa/news/write...6616&Rname=332