العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > إذا انتصرنا في جدة فسننتصر في جازان ...................................!!!!!

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-2009, 07:42 PM   #1
خالد 1
كاتب مميز
 
الصورة الرمزية خالد 1
 
رقـم العضويــة: 9788
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مــكان الإقامـة: جـــده
المشـــاركـات: 3,772

افتراضي إذا انتصرنا في جدة فسننتصر في جازان ...................................!!!!!

للكاتب علي مكي

إذا انتصرنا في جدة فسننتصر في جازان!

عشية البيان الملكيّ الأخير كنتُ في نقاش مع بعض الزملاء والأصدقاء حول كارثة جدة، وقلت لهم بالحرف الواحد إنه لكي ينتصر وطننا في جيزان يجب أن ينتصر أولاً في جدة، وأول هذا النصر يكون بتحمل المسؤولية تجاه الشعب، وكان هذا ما حدث من الملك الصالح العادل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ببيانه الشفاف الحاسم والقوي الأخير والذي أراه يصلح كأساس أو مرتكز لعمل تطهيري شامل يقوم بتنقية وتنظيف أجوائنا الإدارية وغير الإدارية من غبار الفساد وطرطشات الفوضى وانعدام الرقابة وتمدد التسيب واللامبالاة!.
لا ريب إذاً، أن هذا البيان الملكي الصارم ما كان ليصدر لولا أن السيل قد بلغ الزبى، وتكشف كثير من الأمور الخافية أو التي كانت كذلك، من شتى الجهات، تبعث على التدقيق والحساب معاً، فجاء بيان عبدالله بن عبدالعزيز أولى الخطوات في طريق الإصلاح ومعالجة الأخطاء وتصحيحها. وليس آخر الخطوات بالطبع، لأن ما لم تحققه هذه الوسيلة ستحققه وسيلة أخرى، بعد المراجعة الصادقة والمخلصة لحجم النتائج والأهداف... وهل خرجت هذه الأهداف من الأوراق إلى فضاءات الواقع شواهد حيَّة على بلوغ الغاية؟ أم إنها ستستسلم كتوجيهات وقرارات سابقة ما تزال ترقد في بياض الورق الوثير كُلما أرادت أن تنهض وتمشي على رجليها لتعانق شمس الصباح وتفيق، عاجلها بعض المسؤولين، من المؤتمنين على مصالح الوطن وحقوق الناس، بجرعة شهية من عسل الكلام فاستسلمت لغيبوبة جديدة!.
إنني لو كنت أملك من الأمر شيئاً في جهازنا الإعلامي العزيز (المرئي منه والمسموع والمكتوب)، لألزمت قنواته ومنابره كافة بإذاعة ونشر البيان يومياً، وتعليقه على جدران جميع مكاتب الدوائر الحكومية... ففي التلفزيون، مثلا، سأختار موعداً قبيل نشرة الأخبار الرئيسة لبث مضمون البيان، ومع بداية ونهاية الدوام الرسمي بالنسبة للإذاعة، فيما سأكلِّف رؤساء تحرير الصحف بتخصيص زاوية أسفل الصفحة الأولى، مثلاً، على مساحة ربع الصفحة لذات البيان، كي (يتصبَّح) به المسؤول في مكتبه و(يتمسَّى) به عندما يخلد للنوم، على أن يكون ذلك بشكل يومي، بحيث لا يتغيب البيان عن النشر، لا بسبب تدفق الأحداث وزحمتها، ولا لخاطر الزائر المحبب (الإعلان)، فهذا الأخير إن حضر سالت دموع أشدَّ المحاجر والمحابس جفافاً!
إنها الطريقة الوحيدة التي نستطيع أن نضيِّق بها، مبدئياً، الخناق على هؤلاء العدَّائين في سباق التبريرات الطويلة التي لا تنتهي ولا آخر لها داخل ميدان البيروقراطية الشاسع المترامي الأطراف والممتد الأضلاع والمتوسِّع دائماً في دوائره! والغريب أنه الميدان الوحيد الذي لا تضيق مساحته الفسيحة وإن تزايد الراكضون والمهرولون والمشَّاؤون على جوانبها من التلاميذ الجدد!
إنني لم أستحضر بيان الملك هنا، لأختبر قدرتي على المديح، كما قد يظن بعضهم أو كلهم. ليس ذلك تعالياً ولا استنكافاً، وإنما لأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز بكل بساطة لا يحتاج ولا يطلب ثناء وكذلك البيان الذي أصدره... فكلُّ الكلام الذي قيل ويقال وسيقال في هذا الخصوص عازفاً على وتر الاهتمام الذي يوليه القائد للمواطنين ولمعاناتهم واحتياجاتهم، كل هذا الكلام تقول به الخطوة الفعليَّة المتمثِّلة في إصدار البيان المشار إليه، وتخبر به أيضاً مضامينه، التي انطوت على نقد شجاع وقوي للأجهزة الحكومية، بعد أن انحرف أداء بعضها عن الطريق الرَّامي إلى مراعاة مصالح الناس وحمايتهم من الخطر والهلاك، واتَّخذ طريقاً آخر على النقيض لما هو مفترض.
إن ما حدث من تقصير وتهاون وفساد أدى إلى هذه الكارثة ليس إلا عينة لحالة تمتد عميقاً في المشهد الإداري الحكومي، حيث "البيروقراطية" و"الفساد" مخلبان شرسان ينهشان لحوم البسطاء ويمصان دماءهم، كل يوم ثم يقدمانها طعاماً وشراباً على مائدة نسر لا يرى، لا يشبع ولا يرتوي أبداً.
وكما بدأت هذا المقال بالإشارة إلى بيان الملك، فإنني أنهيه بالتساؤل عن مدى الاستجابة الإدارية "الأدائية" التي ستتحقق لتنبيهات وملاحظات وتعليمات وقرارات وتوصيات خادم الحرمين في بيانه التاريخي؟.
يؤكد البيان الملكي بما لا يدع مجالاً للشك أن ولاة الأمر في هذا الوطن لا يرضون بأن "يضام" المواطن ولا أن يبخس شعبهم حقوقه، وهو ما يجب أن تعيه الصحافة وتتحرك لأجله، فتكون العين الكاشفة لواقع البلد لتعين رجل الدولة وتقربه من الحقائق أولاً بأول. قال خادم الحرمين الشريفين مرة: "إن الصحافة هي عين رجل الدولة". والعبارة دقيقة ودالة، ولا تحرض على قول الحقيقة، كمسألة شكلية فحسب بل تحث على البحث عنها أيضاً.
وبالعودة إلى نص البيان فقد استشهد الملك بآية قرآنية وحديث شريف، وكتب كثيرون (يهجون) الظالمين الذين يلعبون بالناس ويستغلونهم، ثم جلست أفكر وأتساءل: هل هذا الهجاء هو الذي سيحد من تمدد "الظلام"؟ بالطبع لا! لأن هؤلاء الناس "يحفظون" الآيات عن ظهر قلب ويستشهدون بها وبأحاديث الأمانة والعدل، كما أنهم عندما يستضافون في المنابر الإعلامية يتحدثون عن ولائهم العظيم للقيادة وإخلاصهم الكبير للوطن وحرصهم على مصالحه ولأنهم هكذا يصبح من اللا مجدي أن نحدثهم عن الأمانة أو مصالح الوطن ونذكرهم بواجبهم، فقد نسوا كل ذلك، ورفعت أفعالهم لافتة مكتوباً عليها "أنا ومن بعدي الطوفان".
لذا، من الواجب علينا أن نرجع للنظام ذاته، نتحسسه ونتفقده، نرصد ثغراته جيداً ونحصيها ثم نغلقها على المخترقين. مثالاً على ذلك أتساءل: هل من المنطقي أن يشكو إلي أحدهم دائرة معينة فأرسل إليها الشكوى طالباً الإفادة؟.
ما الذي يتوجب علينا فعله اليوم؟
السؤال كبير والإجابة صعبة غير أنها لن تكون كذلك إذا ما بدأنا حملات "تطهير" صادقة عن طريق هيئات تنشأ لهذا الغرض ويختار موظفوها على أساس الكفاءة والنزاهة معاً!!

___________________________

-
خالد 1 غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM.