خونة الأمانة بجدة بانتظار خطبتك ياشيخ عبد الرحمن السديس..!!
كتب ( رئيس التحرير)-
في الوقت الذي كنا فيه نقف بكل فخر واعتزاز لسعوديين يجاهدون ويقاتلون بكل بسالة من أجل دينهم ووطنهم ومليكهم على الحدود اليمنية وسعوديين آخرين ينجحون بتميز بخدمة ضيوف الرحمن من شتى بقاع الأرض جاءت كارثة السيول بجدة لتطغى على مشهد الاعتزاز والفخر ولتقلب الصفحة نحو لطم الخدود من قسوة الألم بسبب سعوديين خانوا أمانة العمل واستشرى بينهم الفساد الإداري ليكون النتاج ضحايا بالمئات ومفقودين ذنبهم الوحيد أنهم وقعوا داخل مصيدة التساهل الرقابي لمسؤولين فاسدين متغلغلين بالفساد ..!!
خلال الأيام الماضية والتي أعقبت كارثة جدة تنفست شخصيا الصعداء بعد أن خطى الإعلام السعودي خطوة تاريخية وهو يشير بوضوح للفساد بجدة وهو أمر لم يكن من المعتاد نشره أو التطرق أليه لكنها ثورة الإنترنت التي كانت تبث الحدث مباشرة لتنحني الوسائل الإعلامية صاغرة أمام الحقيقة التي طال إنتظار النطق فيها وبقي الدور الأعظم وهو تجريم الذين تسببوا بتلك الكارثة الفظيعة ومحاكمتهم بتهمة خيانة الأمانة والتسبب بقتل أبرياء ..!!
لقد استفزتني بجاحة مسؤول بأمانة جدة عندما راح يؤكد أن علاج مثل تلك الكارثة وضمان عدم وقوعها بتلك الأضرار يحتاج إلى ثلاثة مليارات ريال سعودي وهنا أسأل هذا المسؤول البجيح عن المليارات التي تصرفها حكومة خادم الحرمين الشريفين منذ سنوات .. أين ذهبت؟
جدة .. مدينة أصبحت بيئة خصبة لمن يبحث عن السمنة المالية طبعا بالحرام - لا أعمم- وكم أضحكني سائق التاكسي ذات مرة حينما سألته عن إحدى الجسور المتعطلة بشارع فلسطين فأخبرني أن المقاول أنشأه هندسيا بالخطأ ..!!
بكاء وعويل وصرخات لنساء وأطفال وشيوخ وعجزة تبثها تسجيلات مرئية بسبب الكارثة ليست بجدة فقط بل بكل المناطق تقريبا ولأننا شعب طيب ننسى كل الألم بسرعة وإلا فالكوارث أيضا حصلت بسبب العام الماضي بسبب الأمطار بمحافظات وقرى ومراكز كثيرة حصدت معها الكثير من الأبرياء وكشفت الوجه الحقيقي للمشاريع الحكومية المخادعة للمواصفات والمقاييس لكن لا أحد يحاسب ..!!
الوطن أمام مشكلة تنموية خطيرة جدا بسبب هشاشة الرقابة والمحاسبة والثقة المطلقة بمسؤولين لايخافون الله ولايقيمون وزنا لوطنهم ولا لإخوانهم المواطنين فقد استشرى الفساد ليطال كل شيء تقريبا متزامنا مع وجود إعلام صامت لايرغب بخوض المواجهة وكأن السعودية أرض الله المستثناة من الشر والفساد حيث يتناسون أن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان الشر والجريمة والسرقة عناوين موجودة في سجلات الأثر ..
كنت أقول لصديقي ونحن نشاهد مناظر الدمار بجدة : ماذا لوكان أمين جدة رجل تظهر عليه علامات رجل الدين أو هو رجل دين ؟؟؟
سأترك لكم الإجابة وسأبتسم كما ابتسمت عندما أحترقت مدرسة بمكة فطال العقاب معالي الرئيس العام لرئاسة تعليم البنات الدكتور علي المرشد للتقاعد ..!!
سأنتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر فإحساسي يقول أن شيخنا عبد الرحمن السديس وهو الشيخ الذي أحبه في الله سيقسم خطبته لقسمين الأول منها للحج ومشاعر المسلمين بعد أداء الفريضة والقسم الثاني لضحايا كارثة جدة ومنكوبيها بسبب الفساد فقد عودنا الشيخ على الغوص ببحر المشاكل التي يتعرض لها الكيان الإجتماعي والتنموي بالسعودية كما حصل عندما دافع عن جامعة الملك عبدالله ووصف منتقدي بعض جوانبها بأعداء الأمة ومثيري الشائعات وهو رجل نثق به ونتمنى أن يصف لنا حال مسلمين من هذا البلد صرفت عليهم الدولة مليارات ليستأنسوا بالخدمات لكنهم لم يجدوها..!!!
حال الوطن لن ينصلح تنمويا بهذا الشكل الذي كان عليه قبل خمسين عاما وقد أصبح - في نظري- تطبيق الفيدرالية المناطقية ماليا وأقصد أن تكون الموازنات مباشرة للمناطق دون المرور بالوزارات التي عليها أن تصمت قليلا بعد أن كشف الواقع أنها أبعد بكثير من تحقيق طموحات ملك وشعب عظيم وهذا ماسأتناوله بمقال مفصل بالقريب العاجل بإذن الله .
قبل الطبع :
أمراض وكوارث وحروب هي صورة تعكس مساحة ذنوبنا وتفريطنا فهل توقفنا لنعيد صياغة العبادة من جديد .. يارب
سلطان المهوس
burnews@hotmail.com
http://www.burnews.com/news.php?action=show&id=11161