أطرف خبر قرأته الأسبوع الماضي. إنه قرار لنائب وزير التربية والتعليم الأستاذ فيصل المعمر يعطي فيه الحق لمدير المدرسة بقبول «مبادرات» الأهالي والقطاع الخاص للمساهمة في دعم خطة التوعية بإنفلونزا الخنازير، و «ذلك في مجال تأمين المستلزمات العينية من وسائل نظافة وتعقيم...»، يا أبا عبدالرحمن، مكره أخاك؛ بل مأمور لجلب المستلزمات لا مبادر، لأن ما نشر عن «اكتمال» الاستعدادات ظهر وبان وعليكم من الله تعالى... الأمان.
يتساءل الناس، هل ورطت الصحة... التربية والتعليم؟ فلم تكن الاستعدادات كما يجب. للبحث عن جواب، يمكنك الاستعانة بصديق، لكن أسوق هنا مكالمة مؤلمة تلقيتها قبل أيام من أحد الصحافيين، بعد أن جرّب بنفسه، أبدى الرجل ندمه على مشاركته في نشر الأخبار الصادرة من وزارة الصحة.
اشتكت طفلته من ارتفاع درجة الحرارة لتصاب أختها بالعدوى والأم في حالة حمل، داخ السبع دوخات ما بين استشاري مدينة الملك فهد الطبية ومستشفى خاص، «خذ مخفض و...»، وصل إلى الشميسي متمنياً الاطمئنان لئلا يكون أحد أفراد عائلته مصاباً، مع كل إعلانات الصحة عن ضرورة العزل. قيل له: «لا يمكن تشخيص حالتك»، ربما لا يرغبون أو لديهم تعليمات، الإجراء الوحيد الأخير... خذ «تامفلو» الذي ذكر أنه قدم له بكثير من المنة، وكأنه من جيب الاستشاري، وبحسب علمي لا يزال في حيص بيص. بالفعل «الخلل ليس خللاً»!.
الصحافي مطالب بالبحث والمقارنة بين ما يطرح في المؤتمرات الصحافية وحقائق الميدان، وأمامه فرصة، بل واجب الآن ليقف على أبواب المستشفيات ومراكز الطوارئ مخبراً عن واقع الحال.
ومن طرائف الأخبار تصريح محافظ هيئة الاستثمار الأجنبي، إذ قال إن الاستثمارات الأجنبية في المملكة وفرت 390 ألف وظيفة، منها 90 ألف وظيفة للسعوديين بمتوسط مرتب 6 آلاف ريال، كالعادة لم يحدد فترة زمنية لهذه الأرقام، ولا قطاعات. يسمى هذا في عالم البيع والشراء «جملة الجملة»، معلومات الهيئة الدقيقة سرية جداً وغير متاحة للعموم، يُقترح أن يعدل اسمها إلى «الهيئة السرية للاستثمار الأجنبي...»، تعودنا منها هذا الأسلوب. السبب بسيط فلا جهة تطالبها بالشفافية، وإذا سلمنا بهذه الأرقام والرواتب «على مضض»، نرى أن المواطنين حصلوا على أقل من الربع، بمعنى أن جهود الهيئة تقاوم بإصرار استراتيجية وزارة العمل، الطريف أني قرأت هذا الخبر على موقع إحدى الصحف المحلية، كل التعليقات «أكثر من أربعين تعليقاً» مثل حالتي... لم يصدّق أحد!
المصدر: جريدة الحياة اللندنية
http://www.almokhtsar.com/news.php?action=show&id=119018