كتب احد الاخوة
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما قرأت ببالغ الأسى تلك الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام خلال الأسبوع الماضي عن القرار الذي يفيد أن وزارة التربية والتعليم سمحت بتسجيل الطلاب المستجدين في المرحلة الابتدائية ( أول ، ثاني ، ثالث ) للدراسة في مدارس البنات
عندما قرأت تلك الأخبار تذكرت الشيطان !!
نعم تذكرت الشيطان
(ذلك العدو اللدود لبني آدم )
فمنذ أن أمره الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم عليه السلام
أعرض عن النص الصريح الذي فيه أمر له بالسجود
وذهب يقيس قياسا فاسد عندما قال " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "
هذا العدو منذ ذلك الحين وهو لا يفتأ ولا يألو جهدا لإضلال بني آدم
وقد صرح بذلك صراحة عندما قال : وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ
وقال أيضا : لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
هذا العدو له أساليب وطرق وحيل يستخدمها مع الناس كل حسب حاله
وإن من أدق مكائد الشيطان التي ينصبها للإنسان المؤمن
أنه لا يأتيه رأسا فيقول له : افعل الحرام
بل يتدرج به خطوة خطوة إلى أن يوقعه في المحظور
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ... )
ودائما تكون البداية من المباح
ثم يتوسع به في المباح
ثم يدخل به في الشبهات
ثم يوقعه في الحرام
ولنا فيما حدث لقوم نوح عليه السلام عظة وعبرة
فالشيطان لم يأمرهم بالشرك مباشرة
وإنما تدرج بهم خطوة خطوة
ففي بداية الأمر كان هناك رجال صالحين وهم :
ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر
فلما ماتوا قال لهم الشيطان :
أقيموا لهم التماثيل والصور; لتنشطوا- بزعمه- على الطاعة إذا رأيتموها
وزين لهم هذه الفكرة حتى استحسنوها فنفذوها
ثم مر الزمان وطال الأمد
وجاء غير أولئك فقال لهم الشيطان : إن أسلافكم يعبدونهم
ويتوسلون بهم ، وبهم يسقون المطر
فعبدوهم وحصل الشرك
ثم وصل الأمر بهم إلى أسوأ من ذلك
لقد وصل بهم الأمر إلى أن أوصى رؤساؤهم للتابعين لهم أن يتمسكوا بهذه الأصنام ولا يدعوا عبادتها
ويدل على ذلك قوله تعالى (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ) نوح23
فتأمل كيف كانت البداية بكلام طيب
وكيف كانت النهاية بالشرك مع توصية من السلف للخلف أن لاتذروا الشرك
و هكذا يفعل الشيطان في كل زمان ومكان
وفي موضوعنا هاهو الشيطان يوحي إلى أوليائه من شياطين الإنس بقوله :
هؤلاء مازالوا أطفالا
والمرأة أقدر على تعليمهم
وهلم جرا من هذا الكلام الفارغ
ختاما هذه وقفات سريعة
الأولى
هذا القرار ـ إن صح ـ هو في حقيقته خطوة مبدئية من خطوات الشيطان إن مشيناها فإنه سيدعونا للخطوة التي تليها وهكذا خطوة خطوة إلى أن يصل بنا إلى مانرفضه الآن وننكره وإن لم يصل بنا نحن فسيصل بمن سيأتي بعدنا
الثانية
أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كيد شياطين الإنس والجن
الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا
قال تعالى ( كَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) الأنعام112
فالله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل