ردع المحرض حماية للقاتل قبل المقتول

تركي عبدالله السديري
أي جندي.. في أي حرب سواء مع الاسكندر أو هنيبعل أو طارق بن زياد.. أو نابليون أو هتلر.. لم يكن يندفع ويقاتل ويسعى للانتصار إلا بما توفره قيادته له من توقيت مناسب وكفاءة جندية وكفاءة تسليح قادرتين ومغريات مكاسب شخصية يسميها العرب «غنائم الحرب»..
الذي يحدث الآن في صفوف «مجاهدي القاعدة» أو «مجاهدي هدم استقرار المجتمعات» هو منح صكوك إيحائية بأنه ذاهب حتماً إلى الجنة متى ما مات قاتلاً معه أكثر من مسلم في عملية غزوه الذاتية.. وكأن الإسلام لا يعطي حصانة لمن ينطق بالشهادتين..
أذهلني ما قرأته في كتاب البروج المشيدة ما فعله مجندون عرب.. شباب.. اندفعوا إلى افغانستان ولم يكن هدفهم الأول طرد الجيش الروسي من الأرض الأفغانية بقدر ما كان هدفهم الحصول على فردوس الشهادة حين يقتلهم كافر حتى إن قادتهم استغربوا وهم في المرتفعات الجبلية مختبئين في الكهوف أن وجدوا شباباً قد خلا ذهنهم تماماً من أي ثقافة مناعة حين نصبوا خيامهم البيضاء في مواجهة المعسكر الروسي.. سألوهم لماذا فعلتم هذا.. قالوا لكي نضمن الحصول على نعمة الاستشهاد..
هذا التغرير والدفع المأساوي لتوسع عمليات القتل يجب أن يواجه بالردع الحازم ففي مثل هذا التغرير لا يكون القاتل هو المتهم الحقيقي فهو إما سيعاقب بالقتل أو ستكون وسيلة قتله لغيره تفجيره لجسده فيموت مع المستهدف لذا يجب أن يحاسب من يقتل الاثنين.. يحرض الشاب البسيط في معلوماته ومفاهيمه فيجعل منه مقتولاً مزدوجاً مع المستهدَف.. إن من يرفع صوته بالتغرير ويوزع التهم جزافاً ويخرج الناس من الإسلام حسب رغبته هو من يجب أن يحاسب ويكون قابلاً لعقوبة القصاص نتيجة تهيئة قتل الاثنين..
من يراقب لغة بعض من يتحدثون عن الإسلام..؟ أكرر بعض وليس كل.. ألا نجد تحريضاً على الانقسام ثم العدوان.. هل نستمع إليهم أم إلى الشيخ عبدالرحمن السديس.. أم مقولة شيخ الأزهر بأن النقاب عادة وليس عبادة أم ثقافة المرحوم الشيخ علي الطنطاوي الذي أبهرنا بموضوعيته..؟
حماية مواطنينا تستلزم مراقبة المحرض قبل أن يفرز تحريضه نوعية القاتل.. نحن مجتمع آمن وكامل الإسلام ونتجه نحو مستقبل مبهر ولا أنادي بمحاسبة فئة إرضاءً لفئة أخرى ولكن يجب أن توجد روادع تقود إلى التفاهم والتعاضد لا إلى تسخين العداوات.. الحوار لغة حضارية راقية يجب أن نتمسك بها ونصل عبرها إلى توفير وئام الزمالة الاجتماعية الواعية والمنتجة..

.................................

تعليق:

كثير من بني جلدتنا "يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف"

مكشوفة عورتهم دنيئة نفوسهم مريضة عن قول الحق , هم إمعات وأبواق لا أكثر ولاأقل
حظهم من الدين قليلا وعلمهم وفقهم يسيرا .


د.سعد الشثري شيخنا الحبيب ستبقى شامخ الرأس .

أنت في قلوبنا , ارم سعد فداك ابي وأمي , فما قلت إلاحقا , وليخسأ الخاسؤون.