جميع الحقوق محفوظة لجريــدة
© 2006 - 1426
التمور زكاة للفطر
د. خالد بن محمد الفهيـد - - -
15/08/1428هـ
في ظل ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية, ويتقدمها الأرز كمادة غذائية مستوردة رئيسية على المائدة السعودية, بدأ المختصون البحث عن طرق وبدائل تسهم في خفض الطلب على هذه السلعة لتزامن هذا التغير في الأسعار مع أهم المواسم استهلاكا لها وهي إخراج زكاة الفطر وعيد الفطر المبارك، وتأتي التمور المنتجة محليا كبديل مناسب للأرز في إخراج زكاة الفطر إذا أحسن استغلالها.
وفي اعتقادي أن الخطوة الأولى تبدأ بآراء أصحاب الفضيلة العلماء, وفقهم الله, ولعل رأي فضيلة الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع الذي نشرته جريدة "عكاظ "المتضمن أنه لا بأس من إخراج التمور كزكاة فطر على اعتبار أن هذا المنتج من قوت البلد, قد يكون محفزا وانطلاقة لتبني هذا التوجه وإبرازه إعلاميا.
ومن العوامل المشجعة لإحلال التمور بديلا للأرز في إخراج زكاة الفطر أن التمور تعد محصولا استراتيجيا قابلا للتخزين واستهلاكه على مدار العام وتعدد أصنافه التي تتناسب مع ذوق المستهلك، وتبلغ كمياته المنتجة نحو مليون طن، ويطلق على هذا المنتج سيد الأغذية ومنجم المعادن والفيتامينات, ويكفي هذا السيد أنه أول ما يفطر عليه الصائم لكونه غذاء كاملا لاحتوائه على سكريات سريعة الامتصاص تذهب رأساً للدم وللخلايا الجسمية لتمنحها الطاقة والحرارة والنشاط, ولا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضمية معقدة كما في المواد النشوية والدهنية، ويهيئ المعدة لاستقبال الطعام بعد سكونها خلال فترة الصيام بتنشيط الإفرازات والعصائر الهضمية، فضلاً عن فائدة التمر كمصدر وقود للجسم فإنه يساعد على غسل الكلى وتنظيف الكبد ويحتوي على الفسفور بنسبة عالية, ولهذا يُعد منشطاً للقوى الفكرية والجنسية، ولو لم يكن في التمر من فائدة سوى احتوائه على المغنزيوم لكفاه سبباً يضعه في مقدمة الأغذية.
كما أن التمور السعودية حققت تميزا سواء في الأسواق المحلية أو في الأسواق الخارجية رغم انخفاض الكميات المصدرة منها، إلا أنها أصبحت مطلوبة بالاسم لجودتها وتحسن في النوعية ما يعني أهمية الاستمرار في هذا النهج لتحقيق التميز من حيث الجودة أو القيمة المضافة ومراعاة تغير ذوق المستهلك المرتبط بعاداته الاستهلاكية وثقافته الغذائية باتباع العمليات التسويقية مثل التدريج، والتعبئة، والتغليف وغيرها للوصول إلى منافذ تسويقية مناسبة سواء داخل المملكة أو خارجها تساعد على رفع الهامش الربحي للمزارع للتكيف مع التغيرات الاقتصادية المتوقعة في المنظور القريب, ومن أهمها زيادة الطلب المتوقعة على التمور كسلعة بديلة سواء للأرز أو غيره من المواد الغذائية، أو دخول مشتقات التمور في العديد من الصناعات الغذائية، إلا أن ذلك لا بد أن يصاحبه تشجيع للمستفيدين من التمور كقوت للبلد في إخراج زكاة الفطر بتقديم أصناف تمور متميزة وتقدم بعبوات مشوقة تتناسب مع ذوق المستفيدين من زكاة الفطر، ولتحقيق ذلك ينبغي تشجيع المستثمرين في مجال تصنيع التمور وأن يكون هناك دور إيجابي لمجلس الغرف التجارية الصناعية أو وزارة التجارة والصناعة، أو هيئة الاستثمار لإيجاد مصانع تمور حقيقية وليس للتعبئة والكبس فقط. لزيادة المعروض من هذا المنتج بما يتناسب مع شرائح المجتمع المختلفة ويسهم في امتصاص الفائض من التمور ويعمل على دوران عجلة البيع والشراء في هذا المنتج .. فهل يتحقق ذلك لنخرج زكاة فطرنا من منتجاتنا المحلية؟
Kalfuhaid@hotmail.com
var isReady=true; var stitle='التمور زكاة للفطر'.replace(/[^a-zء-ي0-9]/gi,"_");function popIt2(h,w) {var n = window.open('misc', 'nwsformwin', 'scrollbars=yes,height='+h+',width='+w+',status=no ');return true;}function doSaveAs(){if (document.execCommand){if (isReady){window.document.execCommand("SaveAs",1,s title);}}else{alert('Feature available only in Internet Exlorer 4.0 and later.');}}