نهجت الدولة في الآونة الأخيرة من خلال أناس لا يدركون عواقب الأمور إلى تغليظ المخالفات المرورية وما هذا الأمر إلا بداية النهاية ، فليس من الحكمة دائماً الردع بالمال وأخذهِ بدون رضا من صاحبهِ ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه".ناهيك عما تمر به البلاد كافة من أزمة مالية قد قادت بالكثير من أبناء هذا الشعب المعتقد بغناه عالمياً إلى أرذل الأعمال من سرقة ونصب واحتيال لأجل إيجاد مستوى مناسب للعيش به في بلد أصبح الأجنبي فيه مقدماً على أبناءها في كل الأمور لا في الوظائف فحسب . إن الذين فكروا ودبروا وليتهم لم يفعلوا ذلك ماهم إلا أشخاص يبتغون عرض الحياة الدنيا برفع اقتصاد الدولة على حساب أبناءها المخلصين ، وهذا ما صرح به متحدث رسمي من الإدارة العامة للمرور حينما قال : إن العمل على تنفيذ نظام " ساهر " للمخالفات سيعود على اقتصاد البلاد بالنفع وسيرفع منه ، وكأن الدولة قد كلفت جهاز المرور برفع ميزانيتها بدلاً من تنظيم السير في طرقاتها !!!.
حينما يفشل إنسان ما سيجد له أمور أخرى تشغل الآخرين عن فشله وهو ما يفعله مرورنا ، معتمداً على المقولة المشهورة " اشغلهم كي لا يشغلوك " فهم يشغلوننا برفع ضريبة رخصة القيادة ورفع المخالفات وإصدار نظام ساهر للمخالفات ، حتى ننسى المقولة الأكثر شهرة " وراء كل زحمة مرورية رجل مرور " .
ألم يعلم أولئك الذين ضاعفوا قيمة المخالفات المرورية بقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ" .
كما أن جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة قد ذهبوا إلى أن التعزير بأخذ المال لا يجوز .
وما روي عن الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة من جواز التعزير للسلطان بأخذ المال،فمعناه كما قال البرادعي - من أئمة الحنيفة - أن يمسك المال عنده مدة لينزجر ثميعيده إليه لا أنه يأخذ لنفسه أو لبيت المال كما يتوهمه بعض الناس .
فدعائي لا إلى من لا يدركون عواقب الأمور بل إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى نائبه ووزيرالداخلية إلى إنصاف المواطن من سوء استعمال السلطة لمن قد تولوها ويعتقدون أنهم مصيبون وما هو بمصيبون إلا أنهم والله مصيبة قد حلت بنا من ذنوبنا فأسأل الله العلي القدير أن يزيلهم وأن يشغلهم بأنفسهم عن أبناء المسلمين أجمعين .
وما كتبت ما كتب إلا اعتمادا على قوله صلى الله عليه وسلم "انصر أخاك ظالما أو مظلوما".
عبدالرحمن بن سليمان اليوسف