د. أميرة علي الزهراني
مجلة اليمامة-
الادخار مهما كان قليلاً إلا أنه يبعث اطمئناناً كبيراً، وما يتم توفيره ليس حقيقة هو المال، إنما أمنك النفسي
من الشعور بأنك لن تضطر إلى حرج الاستدانة والإذلال إذا ما تعرضت لازمة مالية مفاجئة. بهذا المدخل بدأ
المستشار المهندس سلمان الشمراني محاضرته حول “حسن إدارة مواردك المالية الشخصية” بمكتبة الملك
عبد العزيز فرع المربع، في الثاني والعشرين من شهر فبراير. وبحضور تسع وثمانين سيدة وعشرات الرجال
أثبتت مديرة المكتبة، كعادتها في كل محاضرة أعدتها بتميز، الأستاذة فاطمة الحسين، أن احترام اهتمامات الناس
والعناية بتفاصيل همومهم الصغيرة، يضمن لك حضوراً جماهيرياً طاغياً، ليسوا نخبة المفكرين والمثقفين والإعلاميين
لكنهم الأشد صدقاً والأكثر وفاء لقضاياهم.
سبعة مفاتيح، بدأها المستشار سلمان الشمراني، قادرة، بمشيئة الله، على أن تضمن طريقة تنظم من خلالها
مواردك المالية، وتحرز تقدماً مذهلاً في مجال الاستثمار المربح. أن تحدد “أولاً” ماذا يعني لك المال؟ ما هي دوافعك
من الحصول على المال؟ ما الذي يجعلك تفتح محفظتك في كل مرة وتقرر الشراء؟ هل هي الحاجة، أم التميز، أم المتعة …
حدد أهدافك مما تحصل عليه من المال سواءً كان راتباً شهرياً أو أي عائد مادي آخر؛ شراء سكن، امتلاك
سيارة، بناء عمارة والاسترزاق من أجرتها … حدد أهدافك بدقة ومصداقية واعلم بأنه لا أحد في مقدوره
أن يصيب أهدافاً لا يراها !! أن تضع “ثانياً” خطة مالية مكتوبة لطريقة تنفيذ أهدافك، وأولوياتك، حسب
الأهمية، التي تريدها من عائدك المالي، كيف؟!، وكم علي أن أدخر في الشهر؟!، وما هي السنوات التي علي
استغراقها في ادخار المال لتحقيق هدفي .. تذكر أن ما يميز الأثرياء العصاميين في العالم عن بقية الناس هو التزامهم
بالثلاث مبادئ السحرية؛ لديهم رؤية واضحة ومحددة ومكتوبة بشأن خططهم المالية، لديهم ادخار ثابت
يؤمنون بقانون الطفل في التعلم وهو المحاولة والخطأ، والتدرج، فإذا ما فشلوا في مشروع نهضوا أكثر صلابة
وربحوا مشاريع أخرى. ولن يكون لك ذلك كله، إلا بتحقيق المفتاح “الثالث” وهو عمل ميزانية تضمن لك
موازنة مدروسة ما بين حاجاتك ومصروفاتك.
أن تدخر على الأقل عشرة في المائة من مواردك المالية هو “رابع” تلك المفاتيح ، ولن يتأتى لك ذلك إلا بالتزامك
بقائمة من التعليمات، يمكن إدراجها على النحو التالي: قلل من تسوقك يقل إنفاقك، لا تذهب إلى السوق إلا
وأنت مزود بقائمة تفصح عن احتياجاتك الحقيقية فقط، اشتر ما تحتاجه، وابحث عنه مخفضاً، تذكر أن خمسة
وعشرين في المائة من قيمة السيارة يهبط بمجرد خروجها من المعرض، الأمر نفسه ينسحب على أجهزة الجوال
والكمبيوتر المحمول. لا تتسوق وأنت جائع، قلل من تناول الأكل من المطاعم، لا تنس أن قيمة الإعلانات
الكبيرة أنت من تدفعها من جيبك، فأشهر الماركات العالمية تتم صناعتها في دول آسيا الفقيرة!!
تذكر دائماً أن ما لا تملك ثمنه فأنت لست بحاجة إليه، هذا يستدعي منك التنبه للمفتاح “الخامس”
وهو الحذر من القروض والدَّين، ومن فخ بطاقات الائتمان، واعلم أن الاستثمار المدروس أسهل الطرق للثراء
هذا هو المفتاح “السادس” ، ولكي تضمن نجاحاً لمشروعك الذي تستثمر فيه أموالك عليك بمراجعة شروط
الاستثمار الستة، وهي، لابد أن يكون مشروعك يحقق فائدة للناس كي يجدوا سبباً للاقتناء من عندك، تأكد
من أن مشروعك يمنح الآخرين شيئاً مميزاً لا يوجد عند غيرك إلا بصعوبة، اعمل على تسويق مشروعك
حدد ميزانيتك بدقة، احسن مهارة اختيار من يدير عملك، راقب ميزانيتك بكل شفافية وصدق.
آخر تلك المفاتيح و”سابعها” هو الحذر من التسويف “ابدأ من الآن” ..
وكن على يقين بأنك حتماً ستواجه تحديات من جهة الأولاد والزوجات غير العاملات على وجه الخصوص
والسبب هو عدم إدراك تلك الفئات غالباً، كم من التعب والإنهاك المبذول من أجل الحصول على هذا المال
طبقاً لقاعدة “ما يأتي سهلاً يذهب سهلاً” لذلك عليك اللجوء إلى ما يسمى بـ “الإدارة المالية على المكشوف”
اشرح لهم مواردك المالية، وأهدافكم المستقبلية، واجعلهم يتشاركون معك في التخطيط لتحقيق حلم السكن
أو السيارة الواسعة أو السفر .. وكل الأهداف الأخرى التي تستدعي ادخاراً دقيقاً واعياً، وإذا لزم الأمر، فوض
للزوجات والأولاد مهمة تدبير ميزانية البيت وفق مصروف محدد، يشرفون بأنفسهم عليه.
تذكر دائماً أن الشوكلاتة المحتشدة بكثافة عند “كاشير” المحاسبة إنما وضعت للشجعان الذين لا يأبهون للمغريات
حتى آخر لحظة يودِّعون فيها السوق !!