بقلم dr.nora

يعتقد الكثيرون ان الطبيب لا يقلاوم بخدمة الا المرضى ولكن الحقيقة ان واجبه الاهم هو صيانة الاصحاء لانهم نسبة غالبة حيث انه ورد سابقا اكثر من احصائية تشير الي ان عدد المرضى لا يتجاوز 5% من عدد سكان اي مجتمع وبالتالي فأن الحفاظ على صحة الـ 95% الباقون هي اجدى انسانيا واقتصاديا وهذا لايعني اعطائهم الاولوية على حساب المرضى ولكن يجب ان يكون هناك توازن ووعي في ادارة الفكر الطبي بين الاتجاهين

استراتيجيات الدول الصحية المتقدمة دائما تضع في حسبانها هذا الامر فهم لاتنظرون المريض حتى يمرض ليوفروا له العلاج بل يعالجوا المريض باحدث الامكانيات ويحضوا الشخص السليم على اتباع النصائح والارشادات بل وتوفير اللقاحات وابتكارها بشكل متجدد ومستمر وحتى الي ابتكار وسائل فحص استكشافية تكشف المرض قبل ظهور اعراضه والتاريخ يشهد لهم بذلك

ولكننا للاسف نأخذ منهم ما يبتعدون عنه احيانا ، وما تجري خلفه الشركات احيانا
وان اخذنا المميز منهم نفذناه بشكل لا يحقق منه الفائدة المرجوة او تحججنا باعذار الميزانيات وعدم وجود الخبرات الكافية
الي متى ونحن نعتقد اننا الافضل ونفرح بتجاوز الدول الصغيرة وكأننا نتنافس في سباق الاحصائيات فقط والجرح ينزف

طرحت لكم هذا الموضوع وانا كلي امل ان تتجه استراتيجيات العمل الصحي لدينا الي هذا المنحى وان يعي المسؤول ان التركيز على المرضى فقط لن يحل المشكلة بل سيجد دائما لديه خمسة بالمئة واكثر ولكن ان عملنا بالشكل الذي يوافق العقل والمنطق والعلم المثبت بالدراسات ومن حتى تجارب الدول المتقدمة

حينها سنعتقد يوما ان مجتمعنا يتقدم بأتجاه الصحة وليس باتجاه المرض

ولاتنسوا اننا نريد الصحة للمرضى واستمرار الصحة للاصحاء



مع تمنياتي لجميع المرضى بالشفاء العاجل
وللاصحاء بدوام الصحة والعافية