قد تستغرب عزيزي القارىء من العنوان أعلاه، وقد
تشعربالفخر والإعتزاز بهكذا خبر، وهذا حق مشروع لنا جميعاً نحن أبناء السعوديه، فمن منا لن يشعربالبهجة
والسرور ويأخذه الفخر والغرور حين يقرأ مثل هذه العبارة؟! أنا شخصياً بدأت اصدقها وبدأ خيالي يأخذني
هنا وهناك ويجمح ويشطح في كل الإتجاهات وهذا بالتأكيد ما يحدث معك الآن وما يدور في مخيلتك
عزيزي
عموماً، لن أطيل وسأسرد حكاية أدهشتني وجعلتني أفكر بها ملياً وبعمقٍ لا نظير له، الحكاية تبدأ
خيوطها في الصين،فقد كان هناك شابة صينية تدرس اللغة العربية في الصين وذات يوم فكرت بالذهاب
إلى بلدٍ عربيٍ لتحسين لغتها العربية، ولكنها لم تكن تعرف الكثير عن الدول العربية وما هي أفضل دولة
لتعلم اللغة فيها! لكن لحسن حظها أن لها عم لديه مصانع ويتعامل تجارياً مع الكثيرمن دول العالم ومنها
الدول العربية، فلجأت إليه لينورها وينير دربها! فهو عمها ويهمه أمرها،ليكون حدسها وإحساسها في
محله، ولاسيما عند ما سألته مباشرة "أين أستطيع أن أدرس اللغة العربية بشكل جيد وفعال وأسرع،
ياعمي" ؟! ليرد عليها العم دون تردد "في السعوديه يا بُنيتي" فسألته "لماذا يا عمي"؟! فرد عليها
قائلاًً: "أنت تعرفين يابُنيتي أني أمتلك العديد من المصانع وأصدرمنتجاتي إلى دول العالم قاطبة ومنها
الدول العربية، و بالرغم من أني لم أزر أيٍ من الدول العربية حتى الآن، إلا انني من خلال الكميات التي
أصدرها إلى هذه الدول من منتجات مصانعي، أستطيع أن أعرف بعض المعلومات عن تلك الدول، فكما
تعرفين أني أمتلك مصنعاً للشموع وأصدر منتجاتي إلى العديد من الدول ومنها السعوديه، وقد أثار إهتمامي
وفضولي أن السعوديه هي الدولة الأكثر إستيراداً للشموع من بين جميع دول العالم على مدى الخمسة
عشرعاماً التي قضيتها حتى الآن في تصنيع و تصدير الشموع! هل تعرفين ماذا يعني هذا يا بُنيتي؟! من
وجهة نظري، هذا يعني أن السعوديون هم الأكثر رومانسية في العالم! فالشعب الذي يحب إقتناء الشموع
لابد أنه شعب طيب القلب، وحنون، ورقيق، ومضياف، ويحترم ويرحب بزواره ويكرم مثواهم، وبالتالي فإن
هذه الدولة العربية وهذا الشعب هو الذي سيسهل عليك تعلم اللغة العربية بسرعة وفعالية" !!
فما كان من الفتاة الصينية المحبة للغة العربية إلا أن أحزمت امتعتها وودعت أهلها ومحبيها ورحلت إلى
بلد الرومانسية والرومانسيين في عصر السرعة ،هذا الذي اختفت فيه مظاهرالرومانسية من حياة
الكثير من الشعوب! وكانت المفاجأة الكبرى التي صدمت هذه الصبية المسكينة عندما اكتشفت الحقيقة
المرة التي لم يكن يعرف عنها شيئاً ، حتى عمها المسكين أيضاً! فقد اكتشفت الفتاة أن الشموع لاترمز
إلى الرومانسية بالنسبة لسعودين وإنما ترمز إلى المعاناة المزمنة المتمثلة في الإنقطاع المتكرر
للكهرباء الذي ازداد في الآونة الأخيرة وخصوصا في فصل الصيف الملتهب
لذلك كرهت الشابة الصينية الشموع ،وذرفت الدموع كما يفعل كل من تنقطع عنه الكهرباء
مرارا وتكرارا
وهكذا تعلمت الصبية المسكينة أن من يستهلك الشموع بكثرة ليس بالضرورة أن يكون رومانسياً، بل
مجبراً ومضطراً! فقد صرخ وشكى المواطن كثيراً وتحدث الكثيرون في هذا الموضوع و وصل الأنين
والصراخ إلى الكواكب الأخرى، ولكن لا حياة لمن تنادي على كوكبنا كوكب الأرض حتى اقتنعنا
واستسلمنا للأمر الواقع وأيقنا أن هناك من يتلذذ ويستمتع بمعاناتنا وآلامنا!
وهم شركة الكهرباء