العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مقاطعة أعداء الاسلام > متي نقاطع المنتجات الصينية ( الشيوعيون ) نصرة لاخوننا الإيجور

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-2009, 04:36 PM   #1
قاطعو الكفار
مقاطع جديد

 
رقـم العضويــة: 8195
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشـــاركـات: 46

افتراضي متي نقاطع المنتجات الصينية ( الشيوعيون ) نصرة لاخوننا الإيجور

الإيجور المسلمون... بين الهان والهوان
التحرير



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقبل 1335 عاماً من الآن أقسم القائد قتيبة بن مسلم الباهلي عندما كان يحشد جيشه على تخوم الصين ألا ينصرف حتى يطأ ترابها ويختم ملوكها ويجبي خَراجها، فطلب منه ملك الصين أن يرسل وفداً للتفاوض، فاستجاب قتيبة وأرسل 12 رجلاً من ذوي العقل والهيئة، فَقَدِموا على حاشية الملك في ثياب بيضاء ناعمة في اليوم الأول، ثم انصرفوا فقالت الحاشية للملك: «رأينا قوماً ما هم إلا نساء» وعاد الوفد في اليوم التالي وهم يلبسون ثياباً أكثر خشونة، فلما انصرفوا قالت الحاشية: «هذه هيئة أشبه بالرجال» وفي اليوم الثالث دخل الوفد على الملك وهم يلبسون لَأْمَة الحرب ويرفعون السيوف والرماح ويستعرضون على خيولهم، فقالت الحاشية: «ما رأينا مثل هؤلاء» فألقي الرعب في قلوبهم، وأرسل الملك يفاوض كبيرهم (هبيرة بن المشمرخ الكلابي) فقال له: «ما الذي يُرضي صاحبك - يعني قتيبة -؟ فأجابه هبيرة بقول فصل لا مساومة فيه: «إنه حلف ألا ينصرف حتى يطأ أرضكم، ويختم ملوككم، ويُعطَى الجزية» فاستخزى الملك إلى درجة الانهيار وقال: «فإنا نخرجه من يمينه؛ نبعث إليه بتراب من تراب أرضنا فيطؤه، ونبعث أبناءنا فيختمهم، ونبعث له مالاً يرضاه».
وانصرف قتيبة عائداً بعد أن فتح تركستان الشرقية بأسرها وضمها إلى أرض الإسلام، وبلغت مساحة فتوحه أربعين بالمائة من مساحة الاتحاد السوفييتي قبل تفككه، وثلاثاً وثلاثين بالمئة من مساحة الصين الشعبية الآن.
واليوم بعد أكثر من ثلاثة عشر قرناً، تَحوَّل سكان تركستان الشرقية من كونهم جزءاً لا يتجزأ من دولة الإسلام الكبرى التي امتدت حتى المغرب العربي، إلى مجرد أقلية مستهدَفة في دينها ووجودها في الصين الشيوعية.
لن نستعرض تاريخ الصراع المرير بين الإيجور المسلمين وبين أنظمة الحكم المتتابعة في الصين والتي يغلب عليها عِرْق «الهان» فهو تاريخ متداوَل ممتلئ بالمآسي وملايين القتلى والمشرَّدين داخل بلادهم وخارجها، لكن ما يعنينا بالدرجة الأولى في سياق المأساة الإيجورية التي تتفجر كل حين، أن نشير إلى عِدَّة نقاط مهمة:
أولاً: إن أعداء الأمة يتبادلون التنكيل بالمسلمين في تناغم واضح وتوافق لا يخطئه العقل، وكأن ما يفعله بعضهم بأهل الإسلام يبعث الجرأة لدى الآخرين على التقليد والمحاكاة؛ فقد ابتدأ العام الميلادي بمذبحة مروِّعة في غزة، ثم تحوَّلَتِ الدفة ناحية باكستان؛ حيث يتساقط القتلى بالمئات ويتشرد الملايين، ثم انتقلت المعركة إلى أفغانستان مروراً بكشمير وبلوشستان في إيران، والآن جاء الدور على مسلمي الإيجور في تركستان الشرقية، والله أعلم بمن تصيبه العدوى لاحقاً.
إن مقولة صراع الحضارات التي أطلقها هنتنجتون لم تكن خطأً بالكلية؛ إذ فيها قدر كبير من الصحة، مع فارق أن الصراع بين الحضارات له نمطان:
- الأول: نمط عام تتنافس فيه مختلف الحضارات وتتبادل مراكز القوة والتأثير.
- والثاني: نمط خاص تتوحد فيه أغلب الحضارات في مواجهة الإسلام، وهذا أمر يمكن إثباته بسهولة من خلال تحليل الاعتداءات على المسلمين في نطاق زمني لا يتجاوز الثمانية أشهر الماضية، لنجد أمامنا ما يشبه التكتل العالمي ضد المسلمين من قِبَل: النصارى - اليهود - الهندوس - الفُرْس - الكونفوشيوسيين، ولا توجد حضارة أو ديانة أخرى في العالم يتعرض أتباعها لمثل هذه الاعتداءات المقنَّنَة في هذه الفترة الزمنية القصيرة.
هذا النمط من (صراع الحضارات) نص عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بوضوح عندما قال: «تتداعى عليكم الأمم»[1].
ثانياً: هناك ما يشبه الإجماع الدولي على وسم كل مقاومة إسلامية للاحتلال والاضطهاد والقــمع بتهمــة «الإرهــاب» لا فرق في ذلك بين حماس أو طالبان... أو غيرهم؛ إذ المسلم الجيد في نظر هؤلاء جميعهم هو المسلم الخانع الخاضع الذي يرفع شعار: لا أرى لا أسمع لا أتكلم.
إن المقاومة في رؤية هؤلاء هي أكبر مُعوِّق لمخططاتهم، وأعظم عقبة في طريق سيطرتهم؛ لذا لا بد من تجريمها وتشويهها وشن حملة عالمية للقضاء عليها، وتكوين ثقافة بديلة تُشجِّع على طلب حق الأمة المغتَصَب عن طريق التفاوض، ومقاومة الهجمات العسكرية بالبيانات الصحفية، ومواجهة حملات التسلح بغصن الزيتون!
ثالثاً: توجد تفرقة واضحة في التعامل الدولي مع قضايا الأقليات: بين المسلمة منها وغير المسلمة، وفي الصين نفسها يلقى دعاة استقلال التبت اهتماماً كبيراً في المحافل الغربية وتبرز شخصية (الدلاي لاما) وكأنه من قادة الــدول، بينمــا لا يعبأ أحد بالأقلية المسلمة في تركستان.
بعيداً عن الصين، قدَّمَت الدول الغربية دعماً غير محدود للمتمردين في إقليم تيمور الشرقية بإندونيسيا حتى تمكنوا من إقامــة دولتهــم الخاصــة، بينما لا تتوفــر لديهــم مقومات الدولة من الأســاس، وفي السـودان احتضنت عدة دول - بينها أمريكا - حركة التمرد النصرانية في الجنوب ووفروا لهم كافة سبل الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي حتى حصلوا على مبتغاهم، وهو الاستفتاء على الاستقلال التام عام 2011م.
في المقابل لا تلقى قضايا الأقليات المسلمة في كشميــر، أو تركستان، أو الشيشان، أو الفلبين، أي دعم دولي فضلاً عن القضية الأساسية للمسلمين في فلسطين، وحتى في إيــران لا تجد الأقليات السُّنية المضطهدة أي دعم عالمي لمطالبهم ليس في الاستقلال أو الحكم الذاتي، بل في مجرد المساواة مع الشيعة في الحقوق العامة، وقد ثارت ثائرة الغرب على قمع بضع مئات من المتظاهرين في أيام قلائل عقب انتخابات الرئاسة في إيران، بينما يَغُضُّون الطرف عن قمع ملايين المسلمين السُّنة عقوداً متتالية.
رابعاً: قضية الإيجور المسلمين في تركستان هي قضية إسلامية بامتياز، وهذا يعني التحذير من أمرين:
- أولهما: التعامل مع القضية بوصفها قضية اضطهاد عرقي وليس دينياً؛ بمعنى أن الصينيين يقمعون الإيجور بسبب انتمائهم إلى العرق التركي، وهذا خطأ فادح وتجاوز للحقائق؛ إذ تأتي تصفية الشعائر والمؤسسات والمظاهر الإسلامية في مقدمة أهداف القمع الصيني للإيجور، ويأتي العلماء والدعاة على رأس قوائم القتلى والمعتقلين، كما تَتَّبِع السلطات الصينية أسلــوب (الدمج) القســري للمسلمين في الثقافة الصينية عن طريق تحفيز الشباب المسلم على الزواج من فتيات صينيات؛ ليدفعهم ذلك لاحقاً إلى الخروج من دينهم، كما قال - تعالى -: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: ٩٨].
- وثانيهما: إذا كانت القضية الإيجورية إسلامية، فلا ينبغي أن تُترك قيادتُها لغير العلماء والدعاة والناشطين الإسلاميين أو على الأقل ذوي التوجهات الإسلامية الواضحة، وعادة ما تسعى وسائل الإعلام الغربية في مثل هذه القضايا إلى إبراز قيادات ثورية بعيدة عن النهج الإسلامي، وفي قضية الإيجور يحرص الإعلام الغربي على إبراز شخصية (ربيعة قدير) 61 عاماً الناشطة الإيجورية المقيمة في أمريكا، وقد ترأست (قدير) العام الماضي مؤتمراً عُقد في برلين عن القضية الإيجورية، وهي نائبة سابقة في البرلمان الصيني وذات توجُّه عَلماني وتدفع بالقضية في اتجاه قومي وليس إسلامياً، وقد تعرضت للسجن في الصين قبل أن تنجح في نقل نشاطها إلى الخارج لاحقاً برفقة زوجها صديق راضي؛ حيث تترأس جمعية الأمريكيين الإيجوريين، كما رُشِّحت لنيل جائزة نوبل للسلام العام الماضي.
خطورة حركة (ربيعة قدير) تكمن في كونها تُمثِّل كياناً معارضاً يمكن أن يتم تأهيله في المستقبل لتسلم القيادة إذا ما استهدفت القوى الغربية خلخلة الصين عن طريق دعم استقلال الأقليات وتكوين دول جديدة في آسيا الوسطى.
خامساً: لم تَصْدُر أيُّ تعليقات من أغلب الدول العربية والإسلامية حول مقتل ما يقرب من 200 مسلم في تركستان الشرقية، والقليل الذي التفت إلى القضية، اكتفى بالإعراب عن القلق، بينما الوضعية المأساوية في الإقليم ليس محلها الشجـب، بل محلُّها الدعم والنصرة، كما قال - تعالى -: {وَإنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: ٢٧].
أبرز التعليقات الإسلامية صدرت من رئيس الوزراء التركي (رجب أردوجان) الذي وصف ما يحدث بأنه: «إبادة جماعية» ورغم كون هذا التعليق هو الأقوى إسلامياً، فإنه لا يتجاوز كونه «ظاهرة صوتية» تُوَاجِه الأزمات والهجمات بالتصريحات الغاضبة، في حين أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والصين يتجاوز 15 مليار دولار سنوياً.
نحن لا نطلب من قادة الدول الإسلامية أن يفعلوا كما فعل قتيبة الباهلي من قبل؛ فيختموا حكام الصين ويَجْبُوا خراجها، لكن على الأقل يجب تحويل حجم التبادل التجاري الهائل والمتنامي بين الصين وكافة الدول العربية والإسلامية إلى نقطة ضعف لدى النظام الصيني، أو بعبارة أخرى: (نقطة ضغط) يتم من خلالها تخفيف عمليات القمع والاضطهاد الذي يتعرض له مسلمو الإيجور.
ولا شك أن ما يحدث في هذا الإقليم المنكوب يجعل كل مسلم غيور يشعر بالامتعاض وهو يدعم الاقتصاد الصيني عن طريق شراء منتجاته، وإذا كانت (الظاهرة الاقتصادية الصينية) قد جعلت من الحديث عن (مقاطعة للبضائع الصينية) أمراً غير ممكن من الناحية العملية، فإن التجار المسلمين وأصحاب رؤوس الأموال مُطالَبون بتوفير بدائل للسلع الصينية من إنتاج دول مسلمة مثل: تركيا، ماليزيا، إندونيسيا.
من ناحية أخرى؛ فإن توفير الدعم الإعلامي لقضية المسلمين الإيجور مِنْ أوجب الواجبات في الوقت الحالي؛ فكثير من المسلمين لا يعلم شيئاً عن تلك المنطقة النائية البعيدة عن المركز الإسلامي، كما أن الدعم المعنوي يفوق تأثيره في أحيان كثيرة الدعم المادي، وقد رأينا مؤخَّراً كيف أن الإعلام الغربي تداعى إلى نصرة تيار الإصلاحيين في إيران، سواء عن طريق الفضائيات أو مواقع الإنترنت الاجتماعية، مثل: الفيس بوك، يوتيوب، تويتر، حتى بلغ الأمر أن الخارجية الأمريكية طلبت رسمياً من الموقع الأخير تأجيل إجراء الصيانة حتى لا يُغلَق الموقع أمام المعارضة الإيرانية.
إن الدعم الإسلامي لقضية الإيجور يجب ألاَّ يقل بحال عن الدعم الغربي لقضايا مشابهة، بل يفوقه؛ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من امرئ مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تُنْتَهك فيه حرمته، ويُنْتَقص فيه من عرضه؛ إلاَّ خذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع يُنْتَقص فيه من عرضه، وتُنْتَهك فيه حرمته؛ إلاَّ نصره الله في موضع يحب فيه نصرته»[2]، وقد وصف - صلى الله عليه وسلم - المسلمين بأنهم: «يد على من سواهم»[3] يعني من الكفار.
إن المسلمين في تركستان الشرقية مُحِبُّون للإسلام تهفو قلوب كثير منهم لزيارة مكة والمدينة لأداء الحج والعمرة، كما يحبون القرآن وأهله ويُقْبِلون ما استطاعوا على حفظه وتَعلُّمه، وكانت مدارس القرآن السرية تنتشر في ربوع الإقليم إبان الثورة الثقافية في عهد الزعيم الصيني الشيوعي ماوتسي تونج.
يروي المؤرخ العراقي (محمود شيت خطاب) قصة مؤثرة عن تعلق الإيجور بالقرآن، يقول: «لا أزال أذكر مُضِيفَة على إحدى الطائرات الصينية، صادفتُها في إحدى الرحلات في المشرق الإسلامي... رأتني أتلو ما تيسر من القرآن بالمصحف – والطائرة في الجو - وسألتني على استحياء أن أُهدي لها المصحف؛ لأنها مسلمة، فأهديته لها... فوضعته على رأسها وعيناها تذرفان قائلة: هذه أعظم هدية تسلمتها في حياتي، وسأقَدِّم هذا المصحف الشريف إلى والدتي المريضة فور عودتي إلى بلدي... ومضت إلى سبيلها، وما مرت بي إلاَّ وهتفت: الحمد لله... أنا مسلمة».

[1] سنن أبي داود.

[2] صحيح: سنن أبي داود.

[3] صحيح: سنن النسائي.



تم النقل من مجلة البيان http://www.albayan-magazine.com
قاطعو الكفار غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:39 PM.