صالح إبراهيم الطريقي
أبو «خلاد» والتوائم الأربعة
أبوخلاد مواطن راتبه يكفيه هو وزوجته وطفلته «خلاد»، فهو يستلم «9685» ريالا، يدفع منه قسطا شهريا للبنك «2250»، وقسط السيارة «1600» ، وإيجار البيت شهريا «1200»، ويبقى لهم مصروفا شهريا «4585» ريالا.
وبحسبة بسيطة وجد أنه يمكن له ولزوجته أن ينجبا طفلا آخر، وخططا لهذا الأمر، لكن المفاجأة التي لم يتوقعها أنهما رزقا بأربعة توائم دفعة واحدة، فوجد نفسه في أزمة اقتصادية لا يمكن حلها دون مد يد العون.
فهو لم يعد قادرا على جدولة راتبه من جديد، فما حدث خارج إرادته، والمؤسسات العامة لا تفعل شيئا حيال هذه الأزمات الخارجة عن إرادة المواطن، ولا تقدم المساعدة لأشخاص مثل «أبو خلاد» الذي خطط بأن ينجب طفلا واحدا، فوجد نفسه بأربعة توائم، لماذا لا تفعل المؤسسات العامة شيئا لمثل هذه الأزمات الخارجة عن إرادة الزوج والزوجة، الذي بالتأكيد لن يستطيع تقديم تغذية وتعليم وعلاج جيد لهم، ولم يكن مسؤولا بشكل مطلق؟ فهو خطط لطفل واحد، فوجد نفسه أمام أربعة توائم، ومثل هذا الأمر لا بد أن تفعل حياله شيئا المؤسسات العامة، فنحن هنا لسنا أمام شخص لا يقدر الأمور ولا يحسب حساب دخله، ويتكاثر دون أن يكترث لأطفاله، فهو خطط بشكل جيد لكن ما حدث خارج عن إرادته.
وأعتقد أن مد يد العون للمواطن ليقدم تغذية وتعليم وعلاج جيد لأطفاله، في نهاية الأمر سيصب في مصلحة المجتمع، لأن كل طفل لا توفر له الأسرة أو المؤسسات كحالة «أبو خلاد» هذه الأولويات هذا يعني أن الأسرة والمؤسسات العامة تشارك في صنع عاطل عن العمل، هذا العاطل حين يكبر وتكبر احتياجاته لن يجد دخلا ماديا إلا من خلال ممارسة الجريمة، لهذا كل مجتمع يريد محاربة الجريمة يحارب البطالة، فهل تفعل شيئا المؤسسات العامة أم أن هذه المؤسسات لم تنشأ لمساعدة المواطن في الأزمات الخارجة عن إرادته؟
علي أن أنبه أن «أبو خلاد» لم يقدم معروضا، ولا هو يتسول من أحد، إنه كان يفضفض للكاتب، وكل أحلامه كما قال في الرسالة تتمثل في: «أنا الآن أفكر بإحضار مربية، لكني متورط في إعادة جدولة راتبي لأستخرج «فيزا» للمربية، ودفع مبلغا لمكتب الاستقدام بالإضافة لرواتبها؟ هل تعلم يا أخ صالح ما الذي أحلم فيه؟ إنني أحلم أن يرن هاتفنا ويكون المتصل «وزارة الخدمة المدنية»؛ ليخبروني أنه تم تعيين زوجتي معلمة، فهي خريجة كلية التربية قسم كيمياء، ومن عام 1423ه وإلى الآن لم يأت دورها في التعيين، لتساعدني في إعداد جيل المستقبل، ليصبح المستقبل أجمل. فهل ما أطلبه مستحيل؟»
انتهت رسالة «أبو خلاد»، وجاء دور المؤسسات المعنية لتقوم بمهامها، فهل يحدث شيئا، أم سيترك المواطن وحيدا؟
عكاظ ( الإثنين 27/07/1430هـ ) 20/ يوليو/2009 العدد : 2955