مندوبون سرّيون يراقبون أسعار بيع الحديد.. والسائد 2500ريال للطن في جدة


الخميس, 2 يوليو 2009


عبدالله الطياري - تركي سليهم - جدة تصوير - عبد الله آل محسن



استبعدت مصادر مطلعة في صناعة الحديد أن تشهد السوق خلال المرحلة المقبلة ارتفاعات في الاسعار.
وعزت المصادر عدم ارتفاع الاسعار إلى مجموعة من الاساب منها أن هناك مصانع بدأت في العودة إلى معدلات الانتاج تدريجيًّا لما كانت عليه في السابق بالاضافة للبدء في مشاريع جديدة لإقامة مصانع للحديد.
أكد موزعو حديد امس أن الأسعار منذ شهر يناير لم تتغير إذ وصلت إلى 2570ريالا للطن من حديد التسليح 8 ملم.. وقالوا إن الأسعار التي أقرتها سابك هي التي تنفذ رغم أن الاخيرة لا تزيد في الأسعار إلاَّ زادت شركات الحديد الأخرى.
ونفى يوسف عبد العظيم مسؤول مبيعات في إحدى مراكز توزيع حديد سابك الإدعاءات التي تقول ان سابك هي اول من يرفع اسعار الحديد مشيرًا إلى ان اسعار سابك تأتي دائمًا في الترتيب الثاني في قائمة الاسعار في السوق.
وقال علي سليمان وكيل أحد المصانع المنتجة للحديد «إن مبيعات الحديد في سوق جدة قد تصل الى 6000 طن من يوميًّا.. وهذا يعني ان الطلب في زيادة مستمرة، مشيرًا إلى أن أحد أكبر المصانع يقوم بإرسال مندوبين بشكل سري يتأكدون من الموزعين المعتمدين لديه وأن الحديد المتوفر يباع في السوق بشكل عادي وبالاسعار المتعارف عليها، مؤكدًا أن هذا المصنع يضع عقوبات لكل من يثبت تورطه في منع البيع، وافتعال الأزمات، مطالبًا أن تحذو باقي المصانع حذو هذا المصنع في متابعة الموزعين لعدم التلاعب بالسوق.
من جانبه أشار علي احمد موظف في إحدى شركات مبيعات مواد البناء أن ارتفاع اسعار الحديد مرتبط بالطلب بشكل أساسي، حيث ان الشركات بدأت تواجه تزايدًا في الطلب عقب مرحلة سابقة شهد فيها سوق الحديد الوطني ركودًا إثر دخول بعض الدول في تصدير الحديد.
من جهة أخرى توقع عدد من المستثمرين في تجارة الحديد أن يتجاوز استهلاك الحديد خلال السنوات الثلاث المقبلة 36 مليون طن، بزيادة 13 مليون طن على السنوات الثلاث الماضية، التي بلغ حجم الاستهلاك خلالها 23 مليون طن،
وكانت شركة الراجحي للصناعات الحديدية أعلنت مؤخرًا أنها تسعى للحصول على قرض بقيمة ثلاثة مليارات ريال من احد البنوك المحلية لإقامة مصنع في جدة بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن سنويًّا.
وكانت تواردت شائعات في سوق الحديد السعودي بأن شركة سابك قامت بتخفيض إنتاجها من مشتقات الحديد وأغلقت بعض خطوط الإنتاج مما أدى إلى تقليص بعض حصص موزعيها المعتمدين.. الا أن انتاج شركة حديد سابك بلغ خلال الربع الأول من عام 2009 (769 ألف طن) من المنتجات الطويلة مقابل (817 ألف طن) لنفس الفترة من عام 2008، (- 8.9%) وذلك حسب الإحصائيات الرسمية للشركة كما بلغ إنتاجها من المسطحات في الربع الأول من عام 2009 (279 ألف طن) مقابل (409 ألف طن) لنفس فترة المقارنة.
وزادت سابك حجم مبيعاتها إلى السوق المحلية من المنتجات الطويلة خلال الربع الأول من هذا العام حيث بلغت (979) ألف طن مقابل (760 ألف طن) في عام 2008، أي بمعدل نمو 28.8في المائة، وفي المقابل شهدت المبيعات من المسطحات تراجعًا في الربع الأول من عام 2009 بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2008 إذ بلغ حجم المبيعات من المسطحات (184 ألف طن) مقابل (328 ألف طن) لنفس الفترة من عام 2008. وقال المدير العام للمبيعات بمصنع الجوهر للحديد بالرياض عبد الله ابوصالح: إن الموجود بالمخازن مباع تقريبًا للشركات ولكن ابوصالح عاد واستدرك بأن هناك العديد من المصانع خفضت إنتاجها خلال المرحلة الماضية بشكل لافت نظرًا إلى التقلبات إلى مر بها السوق من ارتفاعات وتخفيضات أصابت الكثير ببعض التشويش في الرؤية خلال تلك المرحلة وأيضًا ساهمت في عدم إيجاد مخزون داخل المستودعات لهذه المصانع. وحول قرار التصدير المنتظر صدوره من وزارة التجارة قال ابوصالح إن المصانع تنتظره لكن ليس بذلك الشغف المتوقع معللاً ذلك لعدم وجود حديد بالمستودعات إطلاقًا حتى جسر المصانع بالمنطقة لا يوجد لديها حديد كافٍ، مشيرًا إلى ان السوق السعودي يستهلك كل إنتاجه المتوفر من المصانع السعودية موضحًا أن إجراءات التصدير للخارج المنتظرة من قبل وزارة التجارة طويلة وروتينية حسب المعلومات المتوفرة ولا يستبعد ابوصالح صدورها بين وقت واخر. ونفى أبو صالح الشائعات التي يروج لها بأن الموزعين يحجمون عن البيع لرفع الاسعار ، مشيرًا إلى ان مؤشرات السوق تدل دلالة واضحة على ان هناك استقرارًا في السوق، متسائلاً، فكيف يمتنع موزع هنا أو هناك عن البيع، وقال: هذا لا يمكن وصفه إلاّ بالترويج إلى الأخبار التي تعمل على زعزعة السوق.
من جانبه قال المهندس رائد العقيلى عضو لجنة المقاولين بالغرفة التجارية الصناعية بجدة أن السواق شهدت الثلاثة اشهر الماضية استقرارًا كبيرًا، ولكنه لم يستبعد أن تتحرك السوق بقوة في بدء المشاريع الكبرى التي وحسب قوله من الممكن ان تعيد للأذهان ارتفاع اسعار الحديد التي سادت قبل الاستقرار.


http://www.al-madina.com/node/155301