تحياتي لكم أهل المنتدى
مررت على مقال أعجبني كثيرا لأنه يتحدث عن واقع أغلبية الأجانب الذين فتح الله عليهم الرزق في أرض الحرمين ثم يعودون ويشتمون نفس البلد الذي أستضافهم
صح القول
اذا اتتك مذمتي من ناقص..فهي الشهادة لي باني كامل
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
يواصل شتم السعودية ويعلن عن وظائف فيها!
فارس بن حزام
عند فرز التيارات والأحزاب اللبنانية في العلاقة مع السعودية منذ الحرب الأهلية، يمكن القول إن الجميع شهد تحولاً وتبدلاً إلا تياراً واحداً، هو "التيار الوطني الحر"، لمالكه الجنرال المقاعد ميشال عون، فمنذ صعوده وهو يقف موقفاً مضاداً للسياسة السعودية إلى يومنا، وهو من أبسط حقوقه السياسية.
الزعيم المسيحي، الذي بدل مواقفه من الجميع ما عدا السعودية، لا يتحرج من وضع إعلانات تجارية في موقعه الإلكتروني عن فرص وظيفية في السعودية. وهنا تتجلى الأخلاق؛ أن تشتم من يفتح باب الرزق أمام أنصارك.
ومن الطبيعي أن تنحصر مطالعة هذه الإعلانات على أنصار الزعيم، فهم غالبية زوار موقعه على مدار الساعة، لكن هذا التناقض في شتيمة السعودية، والبحث عن وظيفة فيها في الوقت ذاته، لا يلفتهم كثيراً، أو أنهم لا يرون فيه بأساً، طالما أن زعيمهم لا يمانع، ولا يرى فيه أية مخالفة شرعية.
حقيقة، لا أعلم أسباب عدم اختيار الزعيم لجمهوريتي سوريا وإيران مكاناً اقتصادياً ملائماً لتوظيف أنصاره، فهما الحليفتان الرئيسيتان له الآن، والداعمتان الوحيدتان عالمياً، إذا استثنينا فنزويلا وكوبا. أو لعل الحكاية هي أخت لحكايات أخرى كثيرة من التناقض الأخلاقي، لدى من يشتم أميركا ليل نهار ويقف على أبواب سفارتها بحثاً عن تأشيرة، أو ينتظر حظه ضمن الفائزين سنوياً ببطاقات الدخول والإقامة فيها.
ومن طرائف تناقضات الزعيم اللطيفة، ما يتجلى مع موقفه الصارم من قناة "العربية"، إذ يستخدم الخط الكتابي للقناة في لوحاته وشعاراته، ويمكن ملاحظته خلفه أثناء المؤتمرات الصحافية، وهي بكثرة!.
ولا شك لدي أن الأفق السياسي للوزير غازي القصيبي يتجاوز الجوانب الموكلة إليه في توطين الوظائف وإنهاء أزمة البطالة، ولعله استمع مراراً لمواقف الزعيم المسيحي على مدى عقدين، وأذكر منها تعليقه على سحب الاستثمارات السعودية صيف العام ألفين وستة، والتي قدرت بخمسة مليارات دولار، إذ خرج على الشاشة سعيداً بهروب المال الجبان، مع قليل من السخرية والشتيمة بحق البلاد.
وهذا جزء من تناقض عجيب يقترفه الزعيم؛ يطرد المال المساهم في توظيف آلاف اللبنانيين في بلادهم، ويعلن عن وظائف يبتعث فيها أنصاره إلى بلاد سبق أن طرد أموالها ووبخ أصحابها.
ورغم ذلك، لا أذكر مستثمراً سعودياً واحداً مايز بين اللبنانيين حين توظيفهم، فالمسيحي والمسلم بتفرعاتهما لديه واحد لا اختلاف فيه. حتى مع اشتداد الأزمة خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، لم يأخذ المستثمرون السعوديون أي موقف سلبي من محبي "حزب الله" وحلفائه؛ لم يفصلوهم ولم يهمشوهم عند التوظيف. لكن هي الأخلاق حين تفتقد، فتغيب المروءة عن الرجال!.
لعلها فرصة مواتية لوزير العمل السعودي، الذي يجتهد في ملف البطالة، أن يدخل إلى الإنترنت، من أي مكان في العالم هو فيه الآن، لينظر في إعلانات التوظيف المنتشرة في مواقع أناس تشتم البلاد يوماً بعد آخر.
http://www.alriyadh.com/2008/11/18/article388812.html