أزمة شركات السيارات تهوي بالأسعار إلى دون التكلفة

**يوسف الشيبانى** · 01-06-2009, 06:09 PM

1/1

يسهم تراجع مبيعات السيارات في العالم في جعل الفترة الحالية واحدة من أسوأ الفترات التي مرت على بائعي السيارات . وأما إذا كان المرء من العملاء النادرين الباحثين عن سيارة جديدة لشرائها فإنه يحظى باهتمام يليق بشخصية مرموقة .وتقول صحيفة “ذي وول ستريت جورنال” الأمريكية إن الكثير من التجار لديهم في العادة مخزونات ضخمة من السيارات يريدون بيعها على عجل، وبالتالي فإن المشترين الراغبين في التعرف الى اتجاهات الأسعار ويزورون عدداً من التجار ويساومون، يستطيعون شراء سيارات بتخفيضات لم تكن ممكنة أو معروفة حتى قبل أشهر قليلة .

وطبقاً لشركة أبحاث السوق في الولايات المتحدة “جيه . دبي . باور آند أسوسييتس” فإن متوسط سعر صفقة السيارات الصغيرة انخفض بنسبة 2،9% خلال الأشهر الستة الماضية ليصل الى 27،941 دولار . بيد أن التوفير المحتمل للمتسوقين أكبر بكثير حيث تعرض شركات صنع السيارات صفقات مغرية تشمل عروض رد مبالغ نقدية وأسعار فائدة متدنية على التمويل لمجموعة كبيرة من السيارات . وقد لجأ الكثير من التجار الذين باعوا سيارات من قبل بهوامش ربح مضافة الى التكلفة لتحديد سعر البيع، الى البيع بأسعار تقل في بعض الأحيان عن تكلفة التاجر . وتؤكد الصحيفة أن سيارات جديدة، من بينها سيارات موديل ،2010 تباع بحسومات تصل الى مئات أو آلاف الدولارات .

ويقول سكوت بينتر الرئيس التنفيذي لشركة “تروكار” التي تقدم خدمات متابعة مشتريات السيارات الجديدة على الانترنت إن الانخفاض في أسعار بيع السيارات أدى الى تخفيضات كبيرة الى حد أن أسعار السيارات الجديدة يمكن أن تقل في بعض الأحيان عن أسعار سيارات مستعملة .

وطبقاً لبيانات شركة “تروكار”، إن تجار سيارات باعوا في يوليو/ تموز (2008) 21% من سيارات موديل العام 2009 بأسعار تقل عن الأسعار التي دفعوها لشرائها . وتضيف الشركة أنه بحلول مارس/ آذار الماضي باع تجار السيارات 25% من السيارات موديل 2009 بأسعار تقل عن سعر التكلفة .

ومن جهة ثانية، أعلن الاتحاد الوطني لتجار السيارات في الولايات المتحدة، أن وكالات بيع السيارات تغلق أبوابها بأعداد تثير القلق . ففي عام 2008 أغلقت 960 شركة من شركات بيع السيارات أبوابها، ومن المتوقع أن يصل عدد الشركات التي ستغلق أبوابها بنهاية العام الحالي الى 1،200 شركة .

ومع انخفاض الطلب وضغط الائتمان والتعثر الذي تواجهه شركات صناعة السيارات الأمريكية مثل جنرال موتورز وكرايسلر . يقول جاري ديلتس نائب رئيس جيه . دي . باور إن التجار مضطرون للتخلص من السيارات موديل 2009 وبالتالي فإن الفرصة متاحة لاستمرار بيع السيارات الجديدة بأسعار مخفضة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة .

ويقول إريك سامبل وهو مواطن أمريكي من بورتلاند بولاية أوريجون إنه اشترى سيارة جديدة يابانية الصنع موديل 2008 قبل ثلاثة أسابيع بمبلغ 18،000 دولار علماً بأن السعر المحدد على بطاقة البيع كان 27،235 دولاراً . وأضاف سامبل أنه حصل على تخفيض وحسومات من الشركة الصانعة والبائع بلغت أكثر من 9 آلاف دولار .

وتعكس الأسعار المتدنية والحسومات العالية حالة الشك الاقتصادي الذي جعلت الكثير من الناس يتجنبون معارض بيع السيارات منذ أواخر العام الماضي، الأمر الذي أجبر شركات صنع السيارات على تخفيض إنتاجها في محاولة للحد من ازدياد المخزونات بسرعة كبيرة، ولكن الطلب تراجع في حالات كثيرة بسرعة أكبر من العرض ليجد التجار بين أيديهم أعداداً هائلة من السيارات غير المباعة التي يتلهفون للتخلص منها بأي ثمن .

ويشير بول تايلور كبير الاقتصاديين في الاتحاد الوطني لتجار السيارات الى أن وجود مخزونات ضخمة من السيارات لدى شركة صناعة السيارات، تعرض هذه الشركات حوافز أكبر من الحوافز المعتادة ويسعى التجار أحياناً للبيع بالخسارة .