العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > مكائن الخياطة : قصـّة شاب ّ في حراج ابن قاسم النسيم الشرقي ؟

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-04-2009, 09:10 PM   #1
خالد الوايلي
مقاطع نشيط

 
رقـم العضويــة: 9777
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشـــاركـات: 298

افتراضي مكائن الخياطة : قصـّة شاب ّ في حراج ابن قاسم النسيم الشرقي ؟

اليوم الجُمعة الساعة الخامسة إلا عشر دقائق .. المكان حراج ابن قاسم بحي النسيم الشرقي ، شاهدت هذا الشاب اليافع وقد اجتمع عليه الناس وتوسّط مجموعة ً لابأس بها من مكائن الخياطة والناس أسمع دويّ أصواتهم ولا أفقه مايقولون! والذي فهمته أنهم يتبادلون النصائح والضحكات فيما بينهم ويهمزون ويلمزون هذا الشاب الذي بدت عليه الحاجة وفي عينيه أرى العناء والأمل ولا أدرى إلى ماذا يتطلع وهذا حاله وهذا موقفه !؟


انتظرت ُ قليلا ً لعلّي أجدت فرصة مع هذا الشاب ، الذي سكن َ إليه قلبي وارتاحت إليه نفسي ، وليست لها بعادة! إلا أن الخطب َ جَلل والنازلة ُ مؤلمة وبعض ُ الاخوة ِ
في ساحتنا قسوا على هذا الشاب وأمثاله ِ ونعتوه بما يلم ينعت به ابن ُ حزم ٍ مُخالفيه
ولا الطرابُلسي مناوئيه! انتظرت ُ حتى غادر آخر فرد ٍ من هذه الشرذمة التي اجتمعت على صاحبنا ، وقد رمى إليه بقذيفة ( أكلتها في لحيتك ياولد فلان ) !!
وجدتها سانحة .. وفرصة مواتية .. فبدأته بمُداعبة ! وقلت : لحية وأين َ هي اللحيَة !؟ نظر إلي ّ الشاب بنصف عين كما يُعبّرون ! فتداركت الأمر قبل أن يفلت من يَدي .. وقلت ُ له كيف َ الحال ؟ فقال : أوّل السّلام ! فتذكرت ُ أبا حنيفة النُعمان وصاحبه الحجّام ! فتلعثمت ُ قليلا ً إلا أنها كلمة ُ حـق! .. فقلت : السلام ُ عليكم ورحمة ُ الله ، فرد ّ بأحسن منها ! ثم أردفتها .. بكيف الحال الآن !؟ فقال بخير ٍ وعلى مايُرام .. فدخلت ُ معه مُباشرة .. أكيد أنت بخير وعلى مايُرام !!؟ قال: وماذا تقصد؟
قلت ُ ياعزيزي : المكائن انكشفت أنها لُعبة استفاد منها من استفاد ، وبقيت التبعَـة والويل والثبور .. عفوا ً لك ولأمثالك !؟ قال: الحمدُلله ، أنا لم أضع فيها ريالا ً واحدا ً
مكائن قديمة قد جمعتها من عجائز ديرتنا وبلا مُقابل! وبعضها قد أخذتها وأهلها يدعون لي بالخير والجنّة أن خلّصتهم منها .. وضحك .. قلت : ومايُضحكك ، قال: دعوا لي في بادئ الأمر ولكن بعد ذلك بلغني أنهم شكوني لدى الشيخ في المحكمة

ضحكت ُ لضحكه ، ثم دار َ بيننا حديث طويـــــــــــل ولم يسبق لي أن مارست أحلام اليقظة مع طرف ٍ آخر إلتقي به لأوّل مرّة ! استمعت ُ إليه بشغف ٍيشوبه ألم ، ولا أدري انظر إليه وأنا أتابعه بدقّـة من أجل ألا يفوتني شيء! أو أشغل نفسي بما وهبني الله به من حُسن تصرّف وتصريف كما يقولون ! المُهم تحدّث إلي ّ هذا الشاب بأمور كثيرة خرجت منها بدروس ، وإن صدق يقول أن الفائدة والمشاعر متبادلة ! وحقا ً يبدو أن اسهابه وسرده لما واجهه في حياته وبين أفراد أسرته تحديدا ً كان يوحي بهذا الشيء !





أيّها السادة والسيّدات .. ها أنا ذا ارتجل لكم وعبر لوحة المفاتيح ( كيبورديّة لايف )
ماتحدّث به ذلك الشاب بائع مكائن الخياطة ، وقطعا ً قد يفوتني شيئا ً ممّا تحدّث به ذلك الشاب ، ولن أوفيه ولو أوتيت ما أتيت من الاسلوب والمَلـَكة! ولكن يكفي أنها محاولة ممّن لايملك ُ إلا مُعرّفا ً ولايُطلب ُ الثوب ممّن جسـدُه عاري ! وايم ُ الله ِ إنها لمسؤوليّة عظيمة ولانحسب ُ العِـز ّ أكل َ عصيدة ٍ وسماط فالوذ وفت ثريـد !
لا أكثر عليكم والكلام يجر ّ بعضه بعضا ً ، وأستسمحكم في جـُزء يسيـر من جليل ِ وقتكم ومتينه ، من أجل هذا الشاب بائع مكائن الخياطة .......


يقول الشاب ّ :

منذُ أن كنت ُ صغيرا ً وشبح الفقر يُطاردنا .. ومنذ ُ أنا عرفت ُ العِلم وأدركت وأنا وإخوتي نحلم كما يحلُم الآخرون ..... !!


منزل .. يكون ملك لنا نعبث ولعب فيه كيفما نشاء بدون صراخ مـن الوالد والوالدة قد
اعتدناه ، أن أفسدتم على صاحب البيت بيته .. ياعيااااااااااال البيت ليس لكم ..... !!


سيّارة .. سوبرمان أو فان تحمل كافة أفراد الأسرة دُفعـة واحــدة بدون ذهاب وعودة اعتادها الوالد حين يكون هناك طعام وليمة أو مناسبة ترغم ظروفها ومغبّتها أن يصحبنا معه جميعا ... فكم هومحزن أو مخجل (لاأدري)! حين َ تعبر أنت وبعض أفراد أسرتك من أمام مجموعة من أصدقاءك في الشارع والحارة ويرمقونك وأنت وسط الزحام وفي سيارة الأهل الرئيسة ـ ذات الغمارتين ـ وتدفع رقبتك وتميل برأسك من بين تلك الأكتاف وتبتسم لهم ابتسامة صفراء .. يعني وكأن لاشيء تخجل منه أو تتمنى ألا تُبديه وعنهم تخفيه .. ...

ملابس .. كما يلبس ويُبادل بين ملابسه من هـُم في مثل سـِنـنـا ، الثوب حـُلمي أن أفصـّل وأخيّط حسب رغبتي وبمزاجي كما يصنع زملائي في المدرسة .. يتبادلون الخبرات ولربّما السُخريات! أنت يافلان الثوب السعودي لايُناسبك والسـّادة أليق ُ بك ، والأزار والرقبة القلاّب حلو عليك وأنا لو كنت في أحسن حالاتي الدفــّة أو ثوب السفيــر ! وكذا الحال مع ملابسي الرياضيّة البالية والتي تمزق منها موضع ُ الركبتين والمرفقين إثر السقوط والركض خلف الكُرة .. زملائي يلعبون ويقفزون ولايحسبون لأي شيء .. وأنا الوحيد الذي أمتنع عـن الأداء في حالات ٍ كثيرة لالشيء إلا لأنني لاأملك سِـوى ما أرتديه .. ولأن السماء لو أطبقت على الأرض فلن أتحصّل على غيرها إلا في نهاية ِ عام وبداية ِ عام ٍ جديد وقد لايكون في ذات المستوى أما الطموح فلم يخلق لأجلي !


الطعام والزاد .. كثيرا ماكنت ُ أسمع الوالدة تهمس للوالد على مسمع ٍ منّي وأورّي وأشغل ُ نفسي وكأني لم أسمع شيء ! أن الرُز أو طعام البُر قد خلّص وانتهى .. ثم يَفتح الوالد باب أمل .. وهل تأكدتي من الكيس ذا اللون الفلاني في المكان الفلاني؟ ثم يأتي جواب والدتي علي ّ كالصاعقة فماذا عن أبي !؟ ، نعم نعم .. وبإجابتها القاطعـة تُجهز على بواقي ماء وجهه وأعرف ُ هذا منه ..... بجوارنا صاحب مخبز تميس ـ ملاصق لمنزلنا ومع هذا كان الوالد يأخذ منه 9 أرغفة يقترضها ويجعلها فوق خزانة غرفته وإذا جاء وقت الافطار يُنزل منها 3 أرغفة نجتمع عليها ويبقى ستة مثلها للغداء والعشاء ........ عرفت حينها فقط أن والدي كان يخجل من التردد على صاحب المخبز والجوع ُ كافر !



الكهرباء والغاز .. أسأل الله العلي ّ العظيم ألا يُعيدها من أيّام ! كان والدي يتصنّع الشدّة والغلظة! مع أنه عكس هذا تماما ً ولم تكن راكبة عليه! يجمع الأولاد في غرفة واحدة وكان عددُنا ( 10 ) شباب في غرفة4X4 من أجل فاتورة الكهرباء والمكيف واحد فقط .. ! أمّا الأخوات فكان بهـِن أرحم وهـُن أغلب إلا أنهـُن أرق ُ وأشفق!
فكان يستقبلهـُن في غرفته الخاصّة مع الوالدة ! والحـَر ُ شديد والفقر مُدقع !


أمّا الغاز .. فالحق يجب أن يُقال ! كان من أسهل مايواجهنا عند نفاده ، لا لأنه هيـّن يُمكن ُ الاستغناء عنه ! ولكن كان البديل جاهز وهو جمع مايُمكن جمعه من الأخشاب والكراتين وما أكثرها في الشارع والحارة !! نضرم النار في فناء المنزل وكانت براءة الاطفال توحي لنا أن هذا شيء جميل وضرب ٌ من التجديد وكأننا في نُزهه وكانت الوالدة تحفر لتضع قدورها وصاجها الذي تخبز عليه ، وعيني في عينها وإذ بها تبكي بدون صوت ........يالبّى قلبك يا أمّي !!

ياأخي .. مع هذا وهذا نحن ُ أفضل ُ حال من الكثير .. لأننا في خضم تلك الظروف شاهدنا وسمعننا من أبناء الجيران
مـَن يتردّى حاله بسبب الجوع والبرد فإن لم تتخظفه المنون وإلا صار مجنون ! إثر الحُمّى والأوباء .

وتناقل الناس وشباب الحارة وما أدراك عن مجالس الحارة !؟ أن فلانه بنت َ فلان
آل فلاني فجـَرت من أجل حِفـنة من الريالات أو دفع أجارات أو تسديد مديونات !
وفي جميع الحالات .. الجوع ُ كافر ياعباد َ الله !

لاحظنا تحسّن حال بعض الأسر والبيوت ! وشاهدنا (بوتات وترنقات) رياضيّة على أبناءهم ! وعند السؤال
والاحتكاك بالعَسس وجدناها إثر سرقات قاموا بها في ظلمة ِ الليل والنفس ُ داعية ٌ إلى العصيان ِ ... !!

أيّها السّادة والسيّدات !

أبعـد َ هذا تنقـِمون َ وتسخـرون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون !؟ أن بزغ لإخوانكم نجم المكائن وقبلها وقبلها !
وفي كل حين ٍ وحين ْ سيأتي مايشيب ُ منه ُ
مفرق الشاب أو يبلغ فيه الدّم الرُكب فالدم ُ الدم ْ والهدم ُ الهدم ْ ...

فإمّا حياة ٌ تسر ُ الصديق .......................
.......................... وإمّا ممات ٌ يغيظ العـِدى


الله الله ، بأقل الخسائر ! لا أرانا الله وإيّاكم مانكره .!؟




منقووووووووووول


___________________________

[/URL]


التعديل الأخير تم بواسطة لاتدف ; 24-04-2009 الساعة 10:00 PM
خالد الوايلي غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:00 PM.