كابوس مخزون السيارات
ألاف السيارات متراكمة في الموانئ
إعداد: سعد الشيتي
يبدو أن سوق السيارات المحلي يمر بأقسى فتراته، اذ كشفت مصادر عاملة بسوق السيارات عن أن هناك كابوسا اسمه مخزون السيارات تعاني منه الشركات المحلية، وهو يقدر بآلاف المركبات ومتراكم على مد النظر في جميع موانئ الكويت، بالاضافة الى المنطقة الحرة وصبحان والصليبية والمخازن العمومية، وهو يعتبر في أعلى معدلاته على الاطلاق.
ويرى مراقبون أن هذا المخزون الكبير هو حصيلة تراجع الطلب على شراء السيارات الجديدة في السوق المحلي، وكذلك تضررها من تراجع عمليات اعادة التصدير الى بعض الدول بنسبة تجاوزت الـ 60%، وهذا عائد لتأثر هذا القطاع بتداعيات الأزمة المالية العالمية. اذ ان مبيعات السيارات الجديدة كانت قد تراجعت خلال نوفمبر 2008 بنسبة 38% وديسمبر بنسبة 34% ويناير بنسبة 39%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2007.
وتعمل شركات السيارات على تسييل مخزونها الكبير من السيارات عبر تقديمها لخصومات كبيرة وتسهيلات وعروض متنوعة. وفي المقابل هناك شركات لا تملك امكانات كبيرة، أو أن تكاليف سياراتها مرتفعة نوعا ما، فتجدها لجأت الى المصانع الأم لطلب المساعدة والدعم، لتتمكن من التخلص من المخزون الموجود لديها.
قدرة شرائية
ولجأت بعض الشركات الى محاولة تصريف هذا المخزون في أسواق أخرى، مثل السوق الايراني أو العراقي، الا أن الصفقات التي تمت في هذه الأسواق لم تلب طموح تلك الشركات، نتيجة لان مخزون السوقين السعودي والاماراتي من السيارات اكبر بكثير من مخزون السوق الكويتي، الذي يصب هو الأخر أيضا في تلك الأسواق التي لها بالنهاية قدرة شرائية معينة ولا تستطيع استيعاب جميع هذه الكميات.
وبين مراقبون أن هناك بعض الشركات المحلية تعمل حاليا على تصريف سياراتها في أسواق جديدة، مثل ليبيا ونيجيريا، اذ ان هذه الأسواق تشهد طلبا مرتفعا نوعا ما، مقارنة بالأسواق الأخرى. لكن ما يعيب هذه الأسواق أن المنافسة بها شديدة فلذلك دائما ما تكون الأسعار بأدنى مستوياتها، الأمر الذي قد تتنازل عنه بعض الشركات مقابل الحصول على السيولة المطلوبة والتخلص من شبح المخزون.
متوسط التكلفة
ويبدو أن رغبة بعض الموزعين في التخلص من موديلات 2008 الموجودة في المخازن دفعتهم الى المحافظة على أسعار 2009، بل ورفعها مقابل تخفيض أسعار موديلات 2008، عبر نقل التكلفة الى المنتج الجديد من خلال حساب متوسط التكلفة. وهو الأمر الذي قد يؤجل حدوث تخفيضات على موديلات 2009.
ويعيش السوق حاليا حالة من التناقض، فعلى الرغم من العروض التي يتم الاعلان عنها يوميا، فاننا نجد بالمقابل أن البعض أعلن ارتفاع أسعار موديلات 2009، بنسب من 2% الى 12%، بحجة أن تكاليف التصنيع ارتفعت أو انه تم ادخال اضافات وتعديلات جديدة على تلك الموديلات.
وقال بعض مديري معارض بيع السيارات ان هذا المخزون هو نتيجة لطلبات مسبقة تم وضعها قبل حدوث الأزمة المالية، اذ انه في العادة ما يتم وضع الطلبات قبل 3 أو 4 اشهر، مبينين في الوقت نفسه ان المصانع العالمية للسيارات تقدر الظروف التي تمر بها الأسواق، فلذلك سمحت غالبيتها لموزعيها بتخفيض طلباتهم من السيارات.
وبينوا أن تراكم المخزون يضر بالشركات كثيرا، فهو يحملها تكاليف اضافية تتمثل في دفع ايجارات للمخازن، كما أن بعض قطع غيار هذه السيارات، من اطارات وبطاريات ومضخات زيت وبنزين، تكون عرضة للتلف نتيجة للوقوف لمدد طويلة تحت أشعة الشمس. وهو الأمر الذي يجعل بعض الشركات المصنعة للسيارات لا تكفل هذه السيارات.
وأوضحوا ان مخزون السيارات ذات الصناعة الأميركية هو الأكبر في السوق المحلي، نتيجة لان الشركات الأميركية استهدفت أسواق المنطقة وفرضت بعض الكميات على وكلائها، لأنها تعتقد أن أسواق المنطقة اقل تضررا من الأسواق الأخرى. ومن ثم يأتي مخزون السيارات اليابانية في الدرجة الثانية، ومن ثم الكورية.
وأضافوا ان وكلاء السيارات اليابانية يمرون بظروف صعبة نوعا ما، مقارنة بالصناعات الأخرى نتيجة للارتفاعات التاريخية في أسعار صرف الين، الأمر الذي رفع عليهم كلفة السيارات بشكل لافت في ظل تراجع الطلب في السوق.
موديلات 2010
وأشاروا إلى أن أسعار موديلات 2009 ثابتة نوعا ما، لكن الأسعار قد تتغير في يونيو وأغسطس المقبلين عند طرح موديلات 2010، مبينين في الوقت نفسه أن شركات السيارات العالمية تعمل جاهدة على المحافظة على معدل الأسعار، لان انخفاضها في هذه الظروف سيكبدها خسائر كبيرة.
وأضافوا ان عمليات تقليص خطوط الإنتاج وبعض العمالة في المصانع سيساهمان نوعا ما في تصريف المخزون الكبير من السيارات، وذلك بسبب أن حصص الوكلاء المحليين ستنخفض حتما، مما سيؤدي إلى إعادة التوازن بين عمليات العرض والطلب. وانه على الرغم من أن هناك شركات كبرى وأسماء مدونة فستخسر بسبب الأزمة، لكن ذلك لن يؤثر في الأسعار في السوق المحلي، فالشركات المصنعة تقلص إنتاجها وتستغني عن الموظفين، لكنها لا تبيع بخسارة.
عروض كبيرة
وقال مدير إحدى شركات السيارات ان شركته تملك فعلا مخزونا كبيرا من السيارات وعلى غير معدلاته الطبيعية، الأمر الذي دعانا إلى طرح عروض جديدة ومغرية شملت جميع موديلات 2008 و2009 على حد سواء.
وأوضح ان العروض الترويجية عادة سنوية، تنتهجها معظم الشركات العاملة في السوق، إلا أنها جاءت هذه المرة بشكل أوسع واكبر، وذلك بسبب تخوف الشركات من استمرار وامتداد الأزمة المالية خلال الفترة المقبلة. وعلى الرغم من هذه العروض فما زالت معدلات المبيعات دون مستواها الاعتيادي.
إعادة التصدير
قال احد مسؤولي المبيعات في إحدى شركات السيارات ان هناك بعض الشركات العالمية تعمل حاليا على تصدير مخزونها الموجود في دبي إلى وكيلها في الكويت، بسبب أن أسواق دبي تراجعت بشكل اكبر من السوق الكويتي. وان هذه الشركة العالمية قدمت دعما كبيرا لوكيلها المحلي من البيع على المكشوف وعدم تحمل باقي المخزون، بالإضافة إلى مساعدتها في تغطية نفقاتها الإعلانية.
كفالة 6 أشهر فقط!
قال احد العاملين في معرض للسيارات الحديثة ان إحدى الشركات عملت على التخلص من المخزون الكبير الذي تملكه من موديلات 2007، عبر تقديمها عروضا مغرية جدا. لكن الأمر الذي لم ينتبه له الكثير من الزبائن ان مدة الكفالة التي كانت تمنح على هذه السيارات لا تتجاوز الـ 6 أشهر.
عيوب الستوك
1 ــ تأثر بطارية وإطارات السيارة من الوقفة لفترات طويلة وتعرضهما للتلف.
2 ــ قد تحدث خشونة في المحرك نتيجة توقفه عن العمل لفترات طويلة.
3 ــ تلف مضختي الزيت والبنزين.
4 ــ الشركة الأم قد ترفع كفالتها عن هذه السيارات، أو أنها ستكون لمدد اقصر.
..ومزاياه
1 ــ الحصول عليها بسعر مغرٍ.
2 ــ الحصول على برامج صيانة أطول من تلك التي تقدم على السيارات الأخرى.
3 ــ تشهد عروضا تمويلية مغرية، مقارنة بالسيارات الأخرى.
حجم المخزون
بسؤال احد مديري معارض السيارات حول حجم المخزون الحالي من السيارات في الكويت، قال: من الصعب إحصاؤه لان غالبية الشركات لا تعلن عن مخزونها من السيارات، وهي دائما ما تدعي أنها لا تملك مخزونا كبيرا بهدف إيصال رسالة أن الطلب ما زال موجودا على سياراتها. لكنه بين ان المخزون كبير جدا والمؤشرات تشير إلى انه ارتفع بنسبة 30% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
إعادة الــبــيــع
يرى المراقبون أن الزبون الذي يملك سيارة من النوعية التي يوجد منها مخزون كبير هو المتضرر. نتيجة لان هذه النوعية ستشهد تخفيضات قد تصل إلى 25%، الأمر الذي ينعكس على سعرها عند إعادة البيع.
خلوها تصدي يا الخلجيين