المصانع بدأت تلمس الآثار السلبية للأزمة المالية
توقعات بتراجع أسعار الحديد لزيادة المخزون وقلة الطلب


محمد العبد الله ـ الدمام
توقعت مصادر ذات علاقة بصناعة الحديد في المنطقة الشرقية تراجع الأسعار خلال الشهر الجاري.. مشيرة إلى وجود مؤشرات على تراجع بعض أسعار المواد الخام، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على المنتج النهائي، إضافة إلى أن سعر حديد التسليح في بعض الدول المجاورة مثل الإمارات وصل إلى 1400 - 1500 ريال للطن للمقاسات 16 - 32 ملم، ما يعزز الاعتقاد بوجود اتجاه قوي لحدوث انخفاض في الأسعار. وقالت المصادر إن كثرة المخزون لدى المصانع في الوقت الراهن، جراء قلة الطلب والعزوف الكبير الذي تعاني منه الأسواق المحلية، بسبب الترقب الحاصل من المستهلكين لحدوث مزيد من التراجع في الأسعار تشكل أحد الأسباب وراء الاتجاه نحو تراجع الأسعار في الفترة المقبلة.. موضحة أن المصانع الوطنية ستكون مجبرة على اتخاذ خطوة لتحفيز الطلب المحلي لتخفيف تداعيات انخفاض الطلب المحلي، لاسيما أن المصانع بدأت تلمس الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة المالية العالمية على الحركة العمرانية. وذكرت المصادر نفسها أن مصانع الحديد الوطنية تواجه أزمة حقيقية في التغلب على الأزمة الحالية، بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الفترة الماضية بعد انهيار الأسعار إلى مستويات كبيرة، بحيث فقدت في غضون أشهر قليلة نحو 2500 - 3000 ريال للطن الواحد، لتستقر عند مستوى 2000 مقابل 5000 - 6000 ريال، الأمر الذي أجبر البعض منها على تسريح جزء من عمالتها أو منحها إجازات طويلة أو قصيرة، كما إن بعض المصانع عمدت إلى تقليل الطاقة الإنتاجية وتقليل عدد ساعات العمل، ففي الوقت الذي كانت المصانع تعمل على مدار الساعة خلال عامي 2007 - 2008 فإنها اتخذت قرارا بتقليص عدد الساعات، مما انعكس على العمالة في تلك المصانع.
وأشارت المصادر إلى أن تراجع الأسعار المتوقع لن يطول كثيرا، إذ ستبدأ الدورة الاقتصادية الجديدة خلال أبريل المقبل، ما يعيد الأسعار إلى المستويات الحالية، بحيث تستقر عند 2000 ريال للطن، حيث إن هناك الكثير من المؤشرات توحي باستعادة منتجات حديد التسليح مكاسبه التي فقدها.