العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > مسعدة تسرق لسد جوع "الصغار" وشقيقتها الأرملة تتسول عند الإشارات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-2009, 04:38 PM   #1
مقاطع نشيط
مقاطع فعال
 
الصورة الرمزية مقاطع نشيط
 
رقـم العضويــة: 10689
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشـــاركـات: 534

افتراضي مسعدة تسرق لسد جوع "الصغار" وشقيقتها الأرملة تتسول عند الإشارات

"سبق" تكشف أسرار ومعاناة سكان حي الفيصلية بالرياض .. (الحلقة الرابعة)

مسعدة تسرق لسد جوع "الصغار" وشقيقتها الأرملة تتسول عند الإشارات


عبدالرحمن الشريف (سبق) الرياض:
لا تتوقف مآسي سكان حي الفيصليلة عند انعدام الدخل، وسوء الوضع الصحي، وبلاء المخدرات الذي ينهش في الحي، وهي المشاكل التي استعرضناها في حلقات سابقة، بل تمتد إلى مأساة السكن التي تتجاور مع المآسي الاجتماعية لتجعل من عوائل الفيصلية، عوائل على هامش الحياة، قد تحيا وتموت دون أن يعرف أفرادها ما معنى راحة البال. فمع كل نسمة هبوب، يضع السكان أيديهم على قلوبهم خوفاً من أن تتطور النسمة إلى عاصفة تقتلع عششهم ومساكنهم المهترئة. ومع كل قطرة مطر تنزل من السماء يصاب معظم سكان الحي بالوجوم خوفاً من أن تتحول هذه النعمة إلى نقمة بالنسبة لهم، ومن يعيش بلا سقف .. سيكره المطر.
تروي (مسعدة) ابنة الحي ذات العشرين ربيعاً ملامح حياتها فتقول: "أنا لا أحمل من اسمي معنى، ولن أجد تلك الحياة التي أحلم بها ومن العبث التفكير بأن يكون لي يوماً ما بيت وزوج وأسرة لأن قدري هو العمل على سد جوع إخوتي الصغار فأنا أسرق أحياناً من المحلات الكبرى قوت اليوم وأعرض نفسي لمواقف سخيفة، أشعر بداخلي أنني أسيء بها لنفسي، ولكن حينما أتذكر صراخ إخوتي الصغار وهم يحتاجون للطعام أمحوا من مخيلتي كل معاني العيب وأتحول إلى راعية للعبث في السرقة والتحايل"، وتواصل مسعدة: "لقد نشأت على ذلك فوالدتي التي تعمل على استعطاف قلوب الناس بأخي المعاق تشجعني على الاستمرار في هذا الاتجاه وإن كان الأمر لا يبدوا مباشراً إلا أنه مقبول. فهي تخرج من الصباح الباكر إلى الطرقات الرئيسية وتدفع بعربة شقيقي المعاق لتشحذ المال بدعوى شراء الدواء له فيما هو يلتزم الصمت طيلة الوقت رغم أنه يحتاج إلى تأهيل أكثر من علاج، وهكذا كل منا يتبع الذي يليه لذلك كبر العبث في دواخلنا ونشعر أحياناً كثيرة أن المجتمع أعرض عنا ولم يقدم لنا يد المساعدة".
وتشاطرها المعاناة شقيقتها عائشة (22عاماَ) وهي أرملة وأم لطفلين إذ تقول إنها اقترنت برجل غير سعودي وتوفي منذ نحو عامين ولم تستطع تأمين لقمة العيش لأبنائها، تقول عائشة: "أعيش منذ ذلك الحين على مهنة التسول مع أطفالي عند الإشارات لأجل أن نأكل، سبق لي أن تعرضت للسجن أكثر من مرة ولم أجد أحداً يقدّر أو يفهم معاناتي ووضع أطفالي وليس من المنطق أن ارمي بهم في الشارع لأنهم غير سعوديين".
قد يتساءل القارئ، هل يصح أن تغيب المؤسسات الخيرية والإنسانية عن هؤلاء الذين يعيشون في واقع لا يليق بمجتمع مسلم، ويقعون تحت وطأة القهر الدائم؟ والجواب عند أهل الحي أنفسهم الذين عرفوا النتيجة من التجربة فلم يعودوا يكلفوا أنفسهم عناء طلب المعونة من المؤسسات الخيرية، فتلك المؤسسات - حسب قولهم - تنحصر أعمالها على تكوين اللجان المنبثقة عن لجان أخرى، وهكذا في سلسلة من اللجان لا تنتهي عند شيء.
وقال عدد من السكان إن المساعدات العينية من مواد غذائية وملابس بالية تصلهم بشق الأنفس وأن هناك مسؤولين في المؤسسات الاجتماعية لا هم لهم سوى دراسة الأوضاع وإيجاد لجان تنبثق عنها توصيات لتشكيل لجان أخرى متفرعة للتباحث في كيفية حل معاناة سكان الحي، وهكذا تستفحل المعاناة أثناء دراستها إلى حد توصي فيه آخر لجنة بإقفال الملف لعدم تواؤم الإمكانيات مع البؤس الذي يعيشه الحي، وعندها فقط يقررون ما إذا كان يجب رفع تقرير بحالة الحي إلى جهات الاختصاص.
وحول الجمعيات الخيرية يقول السكان إن موظفيها أساتذة في المماطلة، وحتى إن أعطوا فإن عطاءهم لا يكفي أسرة يمتلئ منزلها بالعشرات من الأطفال والأرامل والمطلقات
مقاطع نشيط غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:18 PM.